افترشت "الست مصرية" أرض غرفة الجلوس في منزلها بعدما وضعت أمامها ما ابتاعته صباحاً من "درب البرابرة" بالقاهرة: أكياس بلاستيكية صغيرة وقطع حلوى متنوعة وكميات من النُقل والفُشار. تحلّق حول الجدّة الخمسينية الأبناء والأحفاد وسيدات وفتيات من الأسرة والجيران...
افترشت "الست مصرية" أرض غرفة الجلوس في منزلها بعدما وضعت أمامها ما ابتاعته صباحاً من "درب البرابرة" بالقاهرة: أكياس بلاستيكية صغيرة وقطع حلوى متنوعة وكميات من النُقل والفُشار. تحلّق حول الجدّة الخمسينية الأبناء والأحفاد وسيدات وفتيات من الأسرة والجيران الأقربين. ساد الصمت في الغرفة -حيث كانت المصورة أسماء جمال توثق الأحداث بعدستها- إلا من صوت خشخشة كيس بلاستيكي صغير مزركش برسوم وردية اللون كانت "الست مصرية" تهمُّ بحشوه بكميات من الفشار قبل أن تُحكم إغلاق طرفه بشريط مُذهَّب وتضعه برفق فوق صينية كبيرة. تفاعل الجمع من حولها خلال هنيهات، وامتدت أيديهم خشخشةً وحشواً لتمتلئ الصينية خلال دقائق قليلة بعشرات الأكياس التي رُتبت بعناية إلى جانب قراطيس نُقل برّاقة وألعاب وعرائس وحلويات لم تغب للحظة عن الأعين الفضولية المحدِّقة لأطفال المنزل. ساد جو من الارتياح والبهجة منزل "الست مصرية" وغمرت السعادة كل من ضاقت به جنباته.. فلقد اكتملت بكل يسر وسهولة استعدادات الاحتفال باليوم السابع على ولادة حفيدتها الجديدة، أو ما يُعرف بتقليد "السبوع". يرتبط "السُبوع" بالعديد من الأساطير والخرافات التي يعتقد كثير من المصريين أن إهمالها قد يتسبب بإصابة مولودهم الجديد بضرر كبير. وهم في سبيل مواءمة شعائر السبوع المتوارثة مع معتقداتهم الدينية السماوية، عمدوا إلى "إلصاق" بعض الحقائق المثيرة بهذا التقليد لإضفاء صبغة إيمانية شرعية عليه ترتكز إلى خصوصية الرقم 7؛ فعدد السماوات سبع، والخلق تم في سبعة أيام، وأشواط طواف الحج سبعة، والجمرات ترمى سبعاً.. وعليه، واستكمالا لسلسلة "بركات" الرقم 7 يتم الاحتفال بالمولود الجديد لدى تخطيه عتبة يومه السابع. لكننا لو غصنا قليلاً في أعماق التحليل الميثولوجي لتقليد السبوع، فسنجد أن طقوسه تُعد من بين أكثر الممارسات اتصالاً بالماضي المصري البعيد. ففي كتابه "الأعياد: احتفالات مصرية بين الحاضر والمستقبل"، يؤكد "سامي حرك" -وهو باحث في التاريخ الثقافي المصري- أن المصريين يحتفلون بالسبوع في عصرنا الحالي كدأب أجدادهم الفراعنة منذ آلاف السنين، مع بعض الاختلاف في الطرق والتفاصيل. يُنَقِّب "حرك" في جذور تقليد السبوع الفرعوني، فيشير إلى أن الاعتقاد ساد لدى المصري القديم بأن الإلهة "حتحور" -ربة الأمومة في الثقافة المصرية القديمة التي جسدتها الرسوم الجدارية الفرعونية على هيأة بقرة- كانت تتكفل برعاية المولود الجديد إلى جانب ستٍ من الربات الأُخر أُطلق عليهن اسم "الحتحورات السبع"؛ إذ تقوم كل واحدة منهن بمهمة الرعاية مدة يوم واحد، ومع انتهاء الأيام السبعة تتقدم الأم الحقيقية لتتسلم مسؤولية رعاية وليدها كاملة في احتفال يشهده الأهل والأقارب. ويوضح "حرك" أن أهل المولود كانوا يلجؤون في هذا اليوم المشهود إلى وضعه في غربال وهزّه بهدف تنقية جسده مما علق به من آثار رعاية "الحتحورات السبع". وقد تحوّرت تلك الموروثات مع انتشار الديانات السماوية في أرض الكنانة، إذ استُبدلت الملائكة بالحتح
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
يمكن للتصوير الفوتوغرافي، بفضل قدرته على التقاط المشاهد التي لا يمكن تمييزها بالعين البشرية، أن "يعلمنا رؤية العالم من جديد".
كشف علماء الآثار قبل شهور في بومبي عن لوحة جدارية عمرها 2000 سنة تُظهر ما يعتقدون أنها قطعة مسطحة من "الفوكاتشيا" مع طبقات إضافية؛
أدى تغير المناخ وتداعياته المستمرة إلى استنفار عالمي بحثًا عن أنجع الحلول؛ ومن ضمنها جهود دولة الإمارات المستندة إلى حل من الطبيعة.. وإليها.