كتلة ضخمة من المياه الدافئة تصدُم المحيط الهادي.. وتُنْذِرُ بما سيكون عليه حال محيطاتنا في المستقبل.
ظهر أول حوت زعنفي في مياه خليج "مارموت" في ألاسكا، حيث تمتد جزيرة "كودياك" وسط البحر مثل إصبع ملتوية. كان الحوت مستلقياً على جانبه عندما لمحه أحد علماء الأحياء، فظن أنه يلهو؛ لكنه ما لبث أن أدرك أن الحيوان قد نفق بعدما شاهد مياه البحر تدخل وتخرج عبر فكيه المفتوحين، فيما زبد البحر يغسل لسانه البارز من بينهما. لقد أضحت مشاهد الموت -مثل هذا المشهد المروّع- جدُّ مألوفة في هذه المنطقة الشمالية النائية المقفرة من المحيط الهادي، ولم يعد أحد يحرك لها ساكناً؛ ففي ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي شاهد ركاب العبارة "كينيكوت" حوتاً آخر تجرفه المياه على مقربة منهم. ورغم أن شحم الحوت كان سميكاً، في دلالة على صحته وعافيته، إلا أنه كان نافقاً.
حدثتني "كاثي ليفيبر" عن الحيتان بينما كنا نتخذ طريقنا فوق حصباء شاطئ صخري تعصف به الرياح، على بعد 320 كيلومترا شمال كودياك. جرت العادة أن ينفق قرابة ثمانية حيتان سنوياً في خليج ألاسكا الغربي؛ غير أن عام 2015 شهد نفوق 12 منها على أقل تقدير خلال شهر يونيو وحده، وكانت جثثها تطفو على صفحة البحر مثل جبال راسخة، لدرجة أن طيور النورس كانت تلوذ إليها بين كل طلعة صيد وأخرى. وعلى امتداد 1600 كيلومتر من أنكوريج وحتى جزر ألوتيان، ما انفكت مياه المحيط الهادي طوال أشهر الصيف في لفظ بقايا الحيتان المتعفنة داخل خلجان صخرية صغيرة، حيث تقتات عائلات بأكملها من الدببة البنية على جثث تلك المخلوقات.
فحصت ليفيبر -وهي عالمة أبحاث في مركز علوم الثروة السمكية في المنطقة الشمالية الغربية، التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في سياتل بولاية واشنطن- عينة ماء استخرجتها من مقلة أحد الحيتان النافقة سعياً منها لسبر أغوار ميتته الغامضة، على أن محاولتها فشلت. كنت بصحبتها لدى "خليج كاشيماك" في هومر بولاية ألاسكا، إذ نتحرك ببطء وحذر صوب قضاعة بحر (ثعلب ماء) تحتضر عند الشاطئ بينما يعلو صفير أنفاسها الأخيرة. وقد تزايدت أعداد قضاعات البحر النافقة بصورة كبيرة على امتداد الساحل عند سفح "جبال كيناي" التي تتوجها الثلوج، لذلك حضرت ليفيبر إلى المنطقة لتتثبت من إمكانية وجود رابط بين حالات نفوق قضاعات البحر والحيتان.
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها