هل تحمينا ملعقة من العسل من الحساسية الموسمية؟

يتفقد مُربي النحل هذا خليته بمحافظة لوبينغ في مقاطعة يونان، الصين. يقول الخبراء إن العسل المَحلي له خصائص مضادة للميكروبات، لكن حبوب اللقاح في العسل قد لا تساعد على علاج الحساسية الموسمية.عدسة: ستانيسلاس فاوتر Figarophoto/Redux

هل تحمينا ملعقة من العسل من الحساسية الموسمية؟

على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن العلاجات المنزلية للحساسية نادرًا ما تكون فعالة، إلا أن بعض العلماء لديهم فضول لمعرفة ما إذا كان للعسل مكان في الطب الحديث.

15 يناير 2025

قلم: تاتيانا وودال

يبحث الكثيرون عن علاجات طبيعية للحساسية الموسمية، مثل العسل، لمحاولة التخفيف من الأعراض المزعجة كالسعال والعطس وسيلان الأنف. ولكن لماذا يلتف المصابون بالحساسية حول هذا السائل الطبيعي حلو المذاق؟
عسل النحل عبارة عن مادة غنية بالمغذيات مصنوعة لتغذية مستعمرات النحل، ويحصد البشر العسل منذ آلاف السنين. ربطت العديد من الثقافات القديمة الأساطير وحكايات السحر بخصائص الشفاء وعلاج الجروح بهذا السائل الحلو، واليوم يشتهر العسل كملطف لالتهاب الحلق. ثمة أسباب عديدة أخرى تجعل الناس يروجون للعسل كحل لأية إصابة في أجسادهم، فعلى سبيل المثال، يفترض الكثيرون أنه يمكن أن يقوي جهاز المناعة ضد الحساسية نظرًا لأنه ينشأ من النباتات المحلية. ومع ذلك، فإن الدور الفعلي الذي يلعبه العسل في تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية ضد الحساسية والأمراض المناعية الأخرى لا يزال غير واضح نسبيًا.
تقول (بريا كاتاري)، أخصائية حساسية الأطفال والمناعة في كلية طب وايل كورنيل: "لا تتوفر أدلة قوية تشير إلى أن العسل المحلي يمكن أن يساعد على علاج الحساسية الموسمية". وتضيف: "الأدلة المتوفرة الآن لا تدعم هذا الاعتقاد على نحو ملموس". ومع ذلك، فإن للعسل فوائد صحية أخرى مثبتة، إذا كنت تحصل على النوع المناسب وعالي الجودة من العسل. في السطور التالية، نعرفك على كل ما تحتاج إلى معرفته.

العسل وعلاقته بالحساسية
قد يكون مفهوم العلاج المناعي هو منبع الاعتقاد السائد أن العسل يمكن استخدامه في التصدي للأمراض 
الموسمية، وهذا النوع من العلاجات يتضمن إدخال كميات صغيرة جدًا من مسببات الحساسية على مدى فترة طويلة لمساعدة جهاز المناعة لدى الفرد على تحملها. من الناحية النظرية، قد يبدو أن تناول العسل من أجل تخفيف الحساسية أمر منطقي ومعقول، ولكن لسوء الحظ، فإن حبوب اللقاح التي تسبب عادة الحساسية الموسمية تعتمد على الرياح، مما يعني أنها تأتي من الأشجار أو العشب أو القمح، في حين أن عسل النحل مصنوع من حبوب اللقاح المجمعة من الزهور ذات الألوان الزاهية، والتي لا تسهم كثيرًا في مسببات الحساسية الموجودة في الهواء، وبسبب هذا الاختلاف، تقول كاتاري إنه من غير المرجح أن تؤدي حبوب اللقاح الموجودة في العسل المحلي إلى تحمل مسببات الحساسية. 
تُجمِع الأوساط العلمية حاليًا على أنه لم يتم إجراء أبحاث كافية حتى الآن لجعل الادعاء بأن العسل يمكنه مكافحة الحساسية بشكل قاطع، كما أن الأبحاث العلمية لا تحدد مقدارًا معينًا من العسل يوصى باستخدامه يوميًا لمكافحة الحساسية، وذلك نظرًا لأن كمية حبوب اللقاح التي تتضمنها حصة واحدة من العسل غالبًا ما تختلف في كل مرة، وذلك يعني أنه حتى إذا حقق العسل نتيجة، فإن العبوات المنتجة بأعداد هائلة لن تتضمن العناصر التي تواجه مسببات الحساسية في بيئتك. ومع ذلك، قد يكون الأفراد أكثر حظًا في التغلب على حساسيتهم من خلال البحث عن أدوية بدون وصفة طبية أو أدوية معتمدة من الطبيب.
تقول كاتاري: "يريد الناس دائمًا علاج إصاباتهم بصورة طبيعية، ولكن أتمنى أن يعرف أكبر عدد من الناس أن الأدوية التي توصف للحساسية آمنة جدًا بصورة عامة، بما في ذلك للأطفال، والتي يمكن تحملها بلا أية مشكلة". وتضيف: "في بعض الأحيان يمكن أن تكون العلاجات الطبيعية أكثر خطورة وأقل فعالية من العلاجات التي نصفها"، فعلى سبيل المثال، لا ينبغي إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، لأنه يمكن أن يحتوي على بكتيريا تسمى "كلوستريديوم" المرتبطة بالتسمم الغذائي لدى الرضع، مما قد يسبب ضعف العضلات وصعوبة التنفس. وتقول : "إن المكملات الطبيعية الأخرى مثل الجنكة والكركم يمكن أن تزيد من خطر النزيف".

الفوائد الأقل شهرة للعسل
على الرغم من أنه لا ينبغي عليك الاعتماد على العسل وحده لتخفيف أثر الحساسية عليك، إلا أن الاهتمام باحتمالية استخدامه في تطبيقات الطب الحديث تزداد يومًا بعد يوم. يذكر "فرحات أوزتورك"، الأستاذ المشارك في التدريس بجامعة تكساس في سان أنطونيو: "إن العسل ليس مجرد طعام، ولكنه عامل دوائي مغذٍ" ويقول: "لقد استُخدِم العسل كدواء لآلاف السنين". مضيفًا: "ولكن مع ظهور المضادات الحيوية وغيرها من أدوية الطب الحديث، استبعد العسل ونُحي جانبًا لبضعة عقود من الزمن".
يُستخدم العسل موضعيًا، ويمكنه علاج الحروق من خلال تسريعه لتقلص الجرح، وقد جرى استخدامه كمساعد تكميلي لعلاج قرحة الفم لمرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. وعند تناوله، ثبت أن له خصائص مهمة لتخفيف أعراض الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال والإمساك والتهاب القولون.
وبسبب هذه الاستخدامات العلاجية، يخطط الباحثون أيضًا لاختبار الاستخدامات المحتملة لمنتجات النحل الثانوية الأخرى (مثل غذاء ملكات النحل، والعكبر، وشمع العسل) في تجارب سريرية مختلفة.
يقول أوزتورك إن معظم هذه التأثيرات العلاجية تنبع مباشرة من خصائص العسل المضادة للميكروبات ومضادات الأكسدة. عندما يجمع نحل العسل الرحيق من النباتات، يلتقط معه المواد الكيميائية التي تنتجها النباتات لحماية نفسها من مسببات الأمراض، والمركبات الطبيعية، مثل: "الفينولات والفلافونويدات والعفص" والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للشيخوخة ومضادة للسرطان ومضادة للالتهابات داخل جسم الإنسان.
ويحتوي عسل المانوكا من نيوزيلندا، على وجه الخصوص، على أحد أفضل عوامل العسل المضادة للميكروبات، كما يقول "سكوت ماك آرت"، الأستاذ المشارك في علم الحشرات بجامعة كورنيل. ويرجع ذلك جزئيًا إلى المستويات العالية الفريدة من القلويدات الموجودة في المنتج، وتحديدًا ما يسمى ميثيل جليوكسال (MGO)، وهو مركب رئيس مضاد للبكتيريا يجعله مادة طبية عالية الجودة.
ولكن إذا كنت تخطط للاحتماء بجرة عسل لذيذة في الأيام التي يصيبك فيها المرض، يوصيك أوزتورك بالحصول على العسل من مُربي النحل المحليين، سواء من أجل الفوائد الصحية المحتملة أو لتتعرف أكثر على خيرات الطبيعة التي يقدمها لك العمال الذين يبذلون أقصى جهدهم لاستخراج أجود أنواع العسل.
يقول (أوزتورك): "إن العسل هو الشيء الذي قدم فائدة لكل حضارة على وجه الأرض تقريبًا منذ آلاف السنين". ويضيف: "أمامنا الكثير لنتعلمه عن العسل".

مستويات مقلقة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في أدمغة البشر

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تغزو الدماغ البشري!

تكشف دراسة جديدة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والنانوية تتراكم بمستويات أعلى في الدماغ مقارنة بالكبد والكلى.

فوتوغرافيا

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

لقـاء مـع مهنــدسي الغابـة المخفييـن

لقـاء مـع مهنــدسي الغابـة المخفييـن

يُعد نمل الخشب الأحمر بطل الغابة المجهول.. وربما يكون أيضًا أعظم مدير اجتماعي فيها.