عُمر أطول وأفضـل

لإبطاء خَرف "دون لوك"، اقترح عليه أطباؤه تعلم مهارة جديدة. إذ بدأ تعلم الرسم في عام 2019 وأنجز أكثر من 17000 لوحة. ساعدت هذه الهوايةُ الرجلَ -البالغ من العمر 77 عامًا- على تحمل العزلة التي فرضتها جائحة "كورونا" في منزله بولاية ويسكونسن. تقول زوجته، "جيني فيلووك": "إن الرسم كل يوم خلال هذا الوقت أنقذ حياتنا، لأن دماغه كان منخرطًا بنشاط في عملية إبداعية يحبها. غالبًا ما يُضمّن وجوهًا أو مخلوقات في رسوماته.. أشخاص يمكنه التواصل معهم اجتماعيا".David Guttenfelder

عُمر أطول وأفضـل

تختبر "جوان فالنتين" (90 عامًا) مشيتها في "مستشفى هاربور"، ضمن "دراسة بالتيمور الطولانية للشيخوخة". منذ زيارتها الأولى في عام 2012، عادت ثماني مرات. تم إطلاق الدراسة في عام 1958، وهي بذلك واحدة من أطول هذه الدراسات في العالم. إذ تابع الباحثون أكثر من 3200 شخص.. بعضهم منذ أكثر من 50 عامًا. قاموا بجمع عيّنات من الدم والبول، وقياس القوة وخفة الحركة، وتقييم الوظيفة الإدراكية، وإجراء اختبارات بدنية. وتُستخدم البيانات المحصَّلة في آلاف الأوراق العلمية.David Guttenfelder

عُمر أطول وأفضـل

"ماتْ كايبرلاين" (51 عامًا)، أستاذ علم الأمراض لدى "جامعة واشنطن"، يرفع 138 كيلوجرامًا من الأثقال في مرآب منزله بواشنطن. يعتقد أن التمارين الرياضية أهم وسيلة للوقاية ضد المرض والإعاقة في الشيخوخة، لكنه مثل العلماء الآخرين، يأمل العثور على أدوية مُساعدة. يَدرس كايبرلاين مدى قدرة "الراباميسين"، وهو دواء يستخدم لمكافحة رفض الجسم للأعضاء المزروعة، على زيادة عمر الكلاب وتقليل الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر. أحد أسباب اختياره دراسة الحيوانات الأليفة هو أنها تعيش مع الإنسان، وتشاركه البيئة نفسها.David Guttenfelder

عُمر أطول وأفضـل

تؤرجح "ميرسادا مهيناجيتش" (65 عامًا) حفيدتها "سلمى" البالغة من العمر عامين، فيما يراقب زوجها "ميرساد" (66 عامًا) المشهدَ وقد ارتسمت على وجهه علامات الحيرة والدهشة، لدى شرفة منزلهم في سراييفو بالبوسنة والهرسك. تقول: "مع وجود الأطفال من حولنا، يجب أن أغني وأقفز كثيرًا. هذا يبقينا صغارًا". تطور البشر ليصبحوا نشيطين، لذا فإن أسلوب حياة كبار السن الخامل محفوف بالمخاطر؛ ولكن حتى أبسط التمارين الرياضية يمكن أن تحسن الصحة البدنية والعقلية.Jasper Doest

عُمر أطول وأفضـل

يقفز "أرنولد كامفرمان" (69 عامًا) من ارتفاع 2000 متر فوق جزيرة أميلاند قبالة سواحل هولندا. يعمل مدرب قفز بالمظلات وما يزال يمارس التدريب، وقد قفز من الطائرات أكثر من 20800 مرة. يقول: "لا أريد أن أتوقف في أي وقت قريب". هذه نصيحته لحياة مديدة وصحية: "لا تتوقف أبدًا عن اللعب".Jasper Doest (مع Aaron Molloy)

عُمر أطول وأفضـل

لاختبار ما إذا كان النظام الغذائي الذي يحاكي الصوم يمكنه إعادة ضبط الأيض في الجسم، يُجري لونغو أبحاثًا على 500 شخص من المنطقة يعانون مشاكل صحية، مثل البدانة. مدة خمسة أيام كل ثلاثة أشهر، سيأكل بعضهم ما يكفي فقط لدرء الجوع: مزيجًا من ألواح الجوز أو الشوكولا الهشّة، شاي النعناع أو الكركديه، كبسولة زيت الطحالب، حساءً نباتيًا، مكمِّلًا غذائيًا متعدد الفيتامينات والمعادن، مقرمشات اللوز واللفت، الزيتون، ومشروب الجلسرين. يقول لونغو: "نأمل أن نُثبت أن هذا النظام يغير صحة معظم الناس".Jasper Doest

عُمر أطول وأفضـل

يُجري طبيب القلب البيطري "ريان بوموارت" مخطط صدى القلب لكلب يُدعى "جو بوب" في "جامعة ولاية واشنطن"، ضمن دراسة "كايبرلاين" لمدى قدرة الراباميسين على مقاومة الشيخوخة.David Guttenfelder

عُمر أطول وأفضـل

يتحدث "تون توبيس" (وسط) إلى المقيمين في دار لرعاية المسنين المصابين بالخرف في أوتريخت بهولندا. أقام هذا الشاب -البالغ من العمر 23 عامًا- هناك أكثر من عامين، حيث عاش مجانًا لقاء التفاعل مع النزلاء. يقول: "أعتقد أن لكل فرد الحق في مجتمع جميل وعادل يَسع الجميع".Jasper Doest

عُمر أطول وأفضـل

بعد ثوانٍ على ولادة "توماسو سيتي"، فُحصت علاماته الحيوية في "مستشفى بيوريغارد" في أوستا بإيطاليا. من المرجح جدًا أن يعيش الأطفال الذين يولدون اليوم في البلدان المزدهرة حتى التسعينات من العمر. مع تقدم العالم في السن بصورة ملحوظة، تزداد أهمية البحث في إبطاء الشيخوخة أو عكس مسارها.Melanie Wenger

عُمر أطول وأفضـل

تفحص "روشيل بوفنشتاين"، أستاذة أبحاث في "جامعة إلينوي" بشيكاغو، جرذ الخلد العاري. وقد أمضت عقودًا في دراسة هذه الثدييات طويلة العمر، بحثًا عن طرق لتكييف سماتها الفريدة لمنع بعض الآثار الضارة للشيخوخة على البشر.David Guttenfelder

عُمر أطول وأفضـل

قد يساعد الصوم في تفسير سبب وجود الكثير من المعمَّرين في كالابريا. يقول لونغو إنهم في السنوات العجاف كانوا يأكلون القليل، ربما المعكرونة بزيت الزيتون والبقوليات فقط. Jasper Doest

عُمر أطول وأفضـل

خفاش أصفر الجناح في يد عالم أحياء بأوغندا. إن 18 من أصل الـ 19 حيوان ثديي التي تعيش عمرًا أطول نسبيًا مقارنة مع البشر بناءً على حجم الجسم، هي خفافيش. (جرذ الخلد العاري هو الـ 19). تُبهر الخفافيش العلماء لأنها تحمل فيروسات قاتلة ولكنها لا تتأثر بها.Nichole Sobecki

عُمر أطول وأفضـل

يتسلح العلماء بأحدث التقنيات للكشف عن تعقيدات شيخوخة الإنسان، سعيًـا لابتكـار أدويـة تبطـئ وتيرتهـا أو حـتى تعكـس مسـارهـا.

قلم: فران سميث

عدسة: جاسبر دوست و ديفيد غاتنفيلدر و نيكول سوبيكي و ميلاني وينغر

1 يناير 2023 - تابع لعدد يناير 2023

العلمــاء بارعــون في جعل الفئران تعيـش عمرًا أطـــول.

يزيد "راباميسين"، الذي يُوصف على نطاق واسع للحيلولة دون رفض الجسم للعضو المزروع، متوسطَ أمد حياة الفئران في منتصف العمر بنسبة تبلغ 60 بالمئة. وتساعد الأدويةُ المسماة "محللات الشيخوخة" الفئرانَ المُسنّة على البقاء نشيطة زمنًا طويلا بعد نفوق أقرانها. ويحافظ عقارا داء السكري، "ميتفورمين" و"أكاربوز" اللذان يضعان قيودا شديدة على السعرات الحرارية فضلا عن تدخلات علاجية أخرى، على حيوية فئران المختبرات مدة طويلة بعد انتهاء أمدها الافتراضي. أما أحدث مشروع فهو اختراق عملية الشيخوخة نفسها عبر إعادة برمجة الخلايا المُسنّة إلى وضع أصغر سنا.

تقول "سينثيا كينيون"، عالمة الأحياء الجزيئية التي حفز عملُها الرائد قبل عقود ما بات اليوم هوسًا بحثيًا: "لو أنك فأر لكنت مخلوقًا محظوظا لأن ثمة طرقا كثيرة لإطالة أمد حياتك. والفئران طويلة العمر تبدو سعيدة للغاية". وماذا عنّا؟ إلى أي مدى يمكن للعلماء إطالة أعمارنا؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يذهبوا؟ بين عامي 1900 و2020، زاد متوسط أمد حياة الإنسان على الضعف، ليصل إلى 73.4 سنة. إلا أن هذا المكسب الكبير كان له ثمن: ارتفاع مذهل في نسبة الأمراض المزمنة والتنكسية. ويظل التقدم في السن أكبر عامل خطر للإصابة بالسرطان وأمراض القلب وألزهايمر والسكري من النوع 2 والتهاب المفاصل وأمراض الرئة وكل الأمراض الرئيسة الأخرى تقريبا. ومن الصعب تخيل أي شخص يريد العيش عمرًا أطول إذا كان ذلك يعني أعوامًا إضافية من الوهن والاعتماد على الغير. لكن إذا أدت تجارب الفئران تلك إلى صنع عقاقير تُصلح الاضمحلال الجزيئي والكيميائي الحيوي الذي يُشكل أساس كثير من المشكلات الصحية عند تقدم السن، أو إلى علاجات تبطئ -أو تمنع، في أفضل الأحوال- ذلك الخراب الخلوي وتبعاته، فحينئذ سيبلغ عمر العديد منا منتصف الثمانينات أو التسعينات من دون الأوجاع والأمراض التي تجعل من تلك الأعوام الإضافية نعمة غير مكتملة. وقد يبلغ المزيد منّا ما يُعتقد أنه الحد الأقصى الطبيعي لعمر الإنسان، وهو من 120 إلى 125 سنة؛ والحال أن قلة من الناس فقط تقترب من المئة، فما بالك بما بعدها. في الأمم الصناعية، يصل واحد من كل 6000 شخص إلى سن المئة عام، وواحد من خمسة ملايين شخص يتجاوز 110 أعوام. وحاملة الرقم القياسي لهذا الأمد، "جين كالمان" من فرنسا، توفيت عام 1997 عن عمر بلغ 122 عامًا و164 يوما. يبدو أن البيولوجيا البشرية قابلة للتحسين من أجل إطالة العمر. وثمة ثروات خيالية تنتظر من يفك هذه الشفرة. ولا غرو أن المستثمرين يضخون المليارات محاولين تحقيق ذلك. وقادت شركة "غوغل" موجة الإنفاق هذه بإطلاقها في عام 2013 مشروع (Calico Life Sciences)، حيث تَشغل كينيون منصب نائبة الرئيس لأبحاث الشيخوخة. وعلى مرّ الأعوام القليلة الماضية، جاء الاستثمار في هذا القطاع من أباطرة التقنية، ومليونيرات مجال العملات المشفرة.. وغيرهم. فيبدو أن كل شخص لديه أموال يراهن على التوصل إلى الاكتشاف الحاسم الأكبر، أو الأول، في أبحاث الشيخوخة.

إن هذه الأبحاث مدعومة بالذكاء الصناعي، والبيانات الضخمة، وإعادة البرمجة الخلوية، واستيعاب متزايد بشأن مليارات الجزيئات التي تحافظ على أبداننا حية. بل إن بعض الباحثين يتحدثون عن "علاج" الشيخوخة. لقد طارد البشر أحلام الشباب الأبدي قرونًا عديدة. لكن دراسة الشيخوخة وطول العمر ظلت عملا علميا راكدا منذ نحو 30 عاما، حتى إن سينثيا واجهت صعوبة في استقطاب باحثين شباب لمساعدتها في التجارب التي فتحت باب هذا المجال على مصراعيه. لمّا كانت سينثيا حينها تعمل في "جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو"، عدّلَت مورِّثة (جين) واحدة في ديدان صغيرة تسمى "الربداء الرشيقة"، فضاعفت أمد حياتها. هنالك تحركت هذه الديدان المُحوَّرة بنشاط يعادل تلك الأصغر سنا، منزلقةً بخفة تحت المجهر؛ فيما ظلت قريناتها غير المُحوَّرة ترقد بخمول مثل كومة. أظهر اكتشاف كينيون المذهل أن الشيخوخة مرنة طيّعة؛ إذ تتحكم فيها المورّثات والمسارات الخلوية والإشارات الحيوية الكيميائية. تقول: "لقد تحول البحث في هذا المجال من عالم الغموض إلى عِلم مألوف يفهمه الجميع ومُتاحٌ للجميع. لذا شرع الباحثون في اقتحامه". مع ذلك فإن تأجيل نفوق الديدان والفئران لا يعني أن الأمر سيسري على البشر. قُبَيل عام 2020، ظهر أن "محللات الشيخوخة"، التي تقتل الخلايا الضارة التي تتراكم مع التقدم في العمر، مرشحةٌ بقوة لتصبح أول علاج مضاد للشيخوخة يحظى بالموافقة من لدن الجهات الرسمية. لكن إحدى أولى التجارب السريرية، وهي دراسة طال انتظارها لعلاج التهاب المفاصل، كشفت أنها لم تقلل من التورم أو آلام المفاصل أفضل من العلاجات الوهمية. ويقوم الباحثون وشركات التقنية الحيوية الآن باختبار محللات الشيخوخة من أجل علاج ألزهايمر في مراحله المبكرة، وحالات كوفيد المطوَّلة، وأمراض الكلى المزمنة، ووهن الناجين من السرطان، ومضاعفات السكري التي تسبب العمى. فضلًا عن ذلك، تُجرى تجارب سريرية على مُرَكبّات أخرى مضادة للشيخوخة. لكن إلى حدود الساعة لم يَنَل أيُّ من الأدوية التجريبية ذات الآثار المبهرة على الفئران الترخيصَ لولوج السوق. تقول كينيون: "ثمة بهذا المجال مقارباتٌ مختلفة كثيرة؛ ولا نعلم ما إذا كان أي منها سيعمل. لكن ربما ستعمل جميعها. وربما تكون التوليفات بينها رائعة. البشرى الآن هي أن الناس تَقَبّلوا -بالمعنى الحرفي للكلمة- هذا الضرب من العلم على أنه حقيقي. إنهم متحمسون إزاء النتائج الممكنة. علينا فقط تجربة الكثير من الأشياء.. وهذا ما يفعله الباحثون حاليًا".

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

 

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

اختلاف شخصيات الحيوانات وطباعها

بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

وحيش سلوك

هل تود معرفة ما الذي تحاول قطتك إخبارك به؟ تقنية حديثة تترجم مواء القطط

هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

وحيش سلوك

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها