يتوق الناس حول العالم إلى إشارة بحسم المعركة والانتصار على فيروس كورونا، فهل انتهت الجائحة فعلًا؟
18 أكتوبر 2022
انقضى أكثر من عامين ونصف العام منذ تفشي جائحة "كوفيد-19"، وفرض الإغلاق والإجراءات الاحترازية، واليوم يتوق الناس حول العالم إلى إشارة بحسم المعركة والانتصار على فيروس كورونا. قبل بضع أسابيع أعلن "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، المدير العام لـ "منظمة الصحة العالمية" في لقاء صحفي أن نهاية الوباء في مرمى البصر. بعد ذلك بأيام قليلة، أعلن الرئيس الأميركي، "جو بايدن"، أن الجائحة قد انتهت. لكن يبدو أن بعضًا من أبرز العلماء لا يوافقونه الرأي.
فمنظمة الصحة العالمية "WHO" هي الجهة المسؤولة عن مراقبة الأوبئة المستجدة وإعلان حالة الجائحة حال وقوعها، وكذا إعلان نهاية حالة الطوارئ حال انقضائها. حسب إحصائيات شهر سبتمبر الماضي، كان عدد الوفيات اليومية جراء الإصابة بفيروس كورونا نحو 1600 وفاة عالميًا، منها نحو 400 إلى 500 وفاة في الولايات المتحدة وحدها. وبالنسبة لـ ""سوميا سواميناثان"، العالمة في منظمة الصحة العالمية، و"جينيفر نوزو"، مديرة "مركز أبحاث الأوبئة" لدى "جامعة براون"، فإن هذه الأرقام ما تزال مرتفعة للغاية. يرى هؤلاء العلماء أن التصريح بنهاية الجائحة يُعد قرارًا متسرعًا وغير مدروس بعناية، فليست هناك نسبة وفيات مقبولة، كما أن عدد الإصابات ما يزال مرتفعًا بالإضافة إلى خطورة العامل الموسمي وسرعة انتشار المتحورات الجديدة مع أخذ معدلات التلقيح وتوافر الأدوية الناجعة بعين الاعتبار.
عامل آخر يجعل التصريح بنهاية الجائحة أمرًا صعبًا هو نقص أو انعدام البيانات من العديد من الدول. فللتمكن من مراقبة الحالة الوبائية ومعرفة انحسارها من الوضع العالمي إلى المحلي -أي أن يستمر الوباء دون الانتشار على نطاق واسع- فإن العلماء بحاجة إلى توافر البيانات حول أعداد الإصابات والوفيات من جميع الدول، ومن دون البيانات قد لا يتمكن العلماء من تحديد الوضع الوبائي بدقة إلا بعد مرور أشهر.
ما هي مؤشرات انتهاء الجائحة؟
حسب وجهة نظر عالم الأوبئة "لون سيمونسين"، من "جامعة روسكيلد" في الدنمارك، فإن المعيار الذي يمكن من خلاله تحديد نهاية الجائحة هو حالة التفشي الموسمية وأعداد الوفيات، إن ارتفعت أعداد الإصابات خلال فصل الصيف فإن الجائحة لم تنته بعد، وهذا ما حدث خلال صيف 2021 مع متحور "دلتا" وصيف 2022 مع متحور "أوميكرون". ومن جانب آخر يرى "أميش أدالجا"، أخصائي الأمراض المعدية لدى "مركز جونز هوبكينز"، أن تلقي مئات الملايين من البشر لأحد لقاحات "كوفيد-19"، وإصابة معظم الناس بالمرض إلى جانب توافر علاجات تخفف من حدة الإصابات الشديدة والحالات الحرجة، ما هي إلا مؤشرات على انقضاء المرحلة الأصعب وانتهاء وصف الجائحة. يقول أدالجا: "هذا لا يعني أن [كوفيد-19] سيختفي من الوجود، بل سوف يستمر بإصابة الناس بالعدوى وإرسال بعضهم إلى المستشفيات، لكن بأعداد محدودة".
وداع مبكر
يعتقد نخبة من العلماء، ومنهم العالمة نوزو، أن إعلان انقضاء الجائحة في حين أنها لم تنته بعد حقًا قد تكون له تبعات فادحة. إذ سيؤدي إلى تقاعس الأفراد عن تلقي اللقاحات المعززة، وقد يتم إغلاق مراكز الفحص المجاني التي تضمن متابعة أعداد الإصابات، كما سيتم خفض الميزانيات البحثية لصنع لقاحات وعلاجات أكثر فاعلية. فالشيء الذي لا يريده أحد هو أن يعود "كوفيد-19" بعد أن ظننا رحيله بلا رجعة.
يتوق الناس حول العالم إلى إشارة بحسم المعركة والانتصار على فيروس كورونا، فهل انتهت الجائحة فعلًا؟
أصابع أقدام حمراء أو بنفسجية متورمة، وفي بعض الأحيان مؤلمة.. واحدة من أغرب الأعراض التي صاحبت تفشي الوباء وحيّرت العلماء إزاء ارتباطها فعلًا بـ"كوفيد-19".
هل السلالة الجديدة التي تجتاح العالم الآن تعني أن "كوفيد-19" سيصبح معديًا أكثر من أي وقت مضى؟