هل تصلح الجرعة المعزِّزة للجميع؟

لازالت الجرعات المعزِّزة من اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" تشكل نقطة خلاف بين الخبراء. الصورة: BaLL LunLa

هل تصلح الجرعة المعزِّزة للجميع؟

يتفق الخبراء على أن الجرعات المعززة وحدها لا يمكنها أن تضع حدًا للوباء، في حين أن أفقر البلدان، خاصة في إفريقيا، ما زالت تعاني من معدل تطعيم منخفض للغاية.

21 نوفمبر 2021

أصبحت الولايات المتحدة أحدث بلد يسمح لجميع البالغين الحصول على جرعة معزِّزة من اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19"، بعدما كان الأمر يقتصر حتى الآن على الأشخاص الذين يعانون نقصًا في المناعة والمسنين والاكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء.
يرى علماء يتتبعون البيانات الوبائية أن هذا هو الوقت المناسب لهذه الخطوة، لكن البعض الآخر أعرب عن مخاوفه، إذ أن اللقاحات التي أعطيت بجرعتين ما زالت فعالة للغاية من حيث تقليل معدل الأشكال الحادة من الوباء والوفيات.

لم الآن؟

شكّلت الجرعات المعزِّزة من اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" نقطة خلاف بين الخبراء. إذ صوتت لجنة استشارية تابعة للإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) في سبتمبر 2021 ضد حصول الجميع على جرعة معزِّزة، وحصرت أهليتها بفئات معينة من السكان فقط (الأكبر سنا والأكثر عرضة والأضعف). لكن ما الذي تغير؟. بالنسبة إلى "فينسينت راجكومار"، البروفيسور في "مايو كلينك"  بولاية مينيسوتا الأميركية، فإن أحد الدلائل الرئيسة الجديدة هي التجربة السريرية التي أجرتها مختبرات فايزر على 10 آلاف شخص يبلغون 16 عامًا وأكثر. وقد أظهرت أن فعالية اللقاحات بعد الحصول على جرعة معززة، ارتفعت إلى 95,6 % ضد المرض المصحوب بأعراض. كما أن هناك أيضًا  إسرائيل التي حاربت الموجة التي سببتها متحوّرة دلتا بحملة ضخمة وواسعة النطاق للجرعات المعززة. وأخيرًا، أظهرت بيانات صادرة عن السلطات الصحية في بريطانيا لأشخاص تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، أن فعالية اللقاح بعد جرعة معززة تجاوزت مستوى الحماية الذي حقق بعد الجرعتين الأوليين.
رغم أنهم أقل عرضة للوفاة أو دخول المستشفى، تظهر بيانات جديدة في مينيسوتا أن "الوفيات في صفوف الأشخاص الذين لقّحوا ليست معدومة". حاليًا، تسجّل وفاة واحدة لكل 100 ألف شخص ملقّح في الأسبوع (مقارنة ب14 لكل 100 ألف لدى الأشخاص غير الملقّحين). والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الوفاة رغم حصولهم على اللقاح، هم المسنون والذين يعانون نقصًا في المناعة، على غرار المصابين بالسرطان أو الذين خضعوا لعملية زرع أعضاء.
يقول "راجكومار ""إذا أصيب الفرد بالمرض رغم حصوله على اللقاح، فإن ذلك يشكل خطرًا على هؤلاء لذلك، عدم الإصابة سيكون أمرًا جيدًا".


تحفظات على الجرعة المعززة

ترغب "سيلين غوندر" المتخصصة في الأمراض المعدية والأستاذة في جامعة نيويورك في رؤية المزيد من الأدلة على المناعة التي توفرها هذه الجرعات المعززة على المدى الطويل. بالنسبة إليها، ينبع الخلاف من عدم توافق الآراء حول الهدف المنشود "هل تحاولون منع الأشكال الحادة من المرض وحالات دخول المستشفى والوفيات؟ أم أنكم تحاولون منع العدوى وانتقالها؟" لكن في الحالتين، ليست الجرعات المعززة بالضرورة هي الاستجابة الأنسب،  بحسب "غوندر". وأفضل طريقة لتقليل الحالات الخطرة والوفيات هي خفض معدل الانتقال المجتمعي عبر تلقيح الأشخاص غير المحصّنين. والجميع متّفق على أن يتلقى المسنون والذين يعانون نقصا في المناعة والأكثر عرضة للخطر، جرعة معززة.
بالنسبة إلى "سيلين غوندر"، من غير الواقعي أيضا الاعتقاد أن الجرعات المعززة ستمنع انتقال الوباء، خاصة بسبب فترة الحضانة السريعة للفيروس في جسم الانسان. إذ قد يؤدي الترويج لجرعة معززة أيضا إلى نتائج عكسية للمشككين الذين يميلون إلى استنتاج أن اللقاحات غير فعالة. كما أن هناك خطر آخر يتمثل في ارتفاع عدد حالات التهاب عضلة القلب بعد حقن لقاح يعمل بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال "آي آر إن"، خصوصا بين الشباب (وهو أثر جانبي نادر الحدوث).
ولا تستبعد "غوندر" دعم سلسلة من ثلاث جرعات، أو جرعتين متباعدتين، أو جرعات معززة منتظمة، لكنها تقول إن ذلك يحتاج إلى دراسة أكثر شمولًا.
يتفق الخبراء على أن الجرعات المعززة وحدها لا يمكنها أن تضع حدًا للوباء، في حين أن أفقر البلدان، خاصة في إفريقيا، ما زالت تعاني بمعدل تطعيم منخفض للغاية. وقبل أيام قليلة، شجب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس"، حقيقة أن كل يوم تعطي الدول الغنية ست جرعات مغززة مقارنة بجرعة أولى كل يوم في البلدان منخفضة الدخل. تقول "سيلين غوندر":"سيكون من المؤسف فعلًا إذا وجدنا أنفسنا بعد كل حملات التطعيم التي قمنا بها، نعود إلى الوراء بسبب متحوّرة نشأت في جزء آخر من العالم".

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

علوم

هل هذه نهاية الطريق لوباء "كوفيد-19"؟

هل هذه نهاية الطريق لوباء "كوفيد-19"؟

يتوق الناس حول العالم إلى إشارة بحسم المعركة والانتصار على فيروس كورونا، فهل انتهت الجائحة فعلًا؟

موجة غامضة من "أصابع كوفيد" تثير التساؤلات

علوم كوفيد-19

موجة غامضة من "أصابع كوفيد" تثير التساؤلات

أصابع أقدام حمراء أو بنفسجية متورمة، وفي بعض الأحيان مؤلمة.. واحدة من أغرب الأعراض التي صاحبت تفشي الوباء وحيّرت العلماء إزاء ارتباطها فعلًا بـ"كوفيد-19".

ما هي سلالة "بي إيه 2" المتفرعة من أوميكرون؟

علوم كوفيد-19

ما هي سلالة "بي إيه 2" المتفرعة من أوميكرون؟

هل السلالة الجديدة التي تجتاح العالم الآن تعني أن "كوفيد-19" سيصبح معديًا أكثر من أي وقت مضى؟