دراسة: انقراض عصر الأوليجوسين طال الجزيرة العربية وإفريقيا قبل 30 مليون سنة
كان الاعتقاد السائد أن انقراض عصر الأوليجوسين (23 مليون سنة إلى 34 مليون سنة) الذي قضى على ثلثي الكائنات الحية على كوكب الأرض لم يمتد إلى إفريقيا والجزيرة العربية واقتصر على كائنات آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، ولكن دراسة حديثة كشفت خطأ هذا الاعتقاد، حيث ثبت انقراض العديد من الكائنات في إفريقيا والجزيرة العربية خلال تلك الحقبة.
قبل 30 مليون سنة شهدت الأرض طقسًا شديد البرودة وانخفض مستوى سطح البحر ليشهد الكوكب تغيرًا دراماتيكيًا أدى إلى إنقراض أغلب الكائنات الحية. ولكن العلماء كانوا يعتقدون أن هذا التغير لم يؤثر على الكائنات التي استمتعت بدفء شمس إفريقيا والجزيرة العربية بسبب قربهما من خط الاستواء.
وجاءت الدراسة التي نشرتها دورية "Communications Biology" لتدحض هذه الفرضية السائدة، إذ أكدت أن إفريقيا والجزيرة العربية فقدتا أنواعًا من الثدييات خلال انقراض عصر الأوليجوسين.
يقول "هشام سلام"، أستاذ الحفريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة والباحث المشارك في الدراسة، لموقع "ناشيونال جيوغرافيك عربية": "إن هذه الدراسة ثمرة عمل استمر نحو عقدين من الزمن، وخلال 20 عامًا فحص الباحثون التغير الذي حدث في الجزيرة العربية وإفريقيا خلال تلك الحقبة السحيقة الواقعة بين نهاية العصر الأيوسيني وبداية العصر الأوليجوسيني، وهي أعمار زمنية هامة في التاريخ الجيولوجي للأرض". ويضيف "سلام" أنه خلال عصر العصر الأيوسيني شهدت الأرض ارتفاعًا في درجات الحرارة، ومع ذلك ازدهرت وتنوعت الكثير من الأنواع، بينما بحلول عصر الأوليجوسين حدث انخفاض كبير في درجات الحرارة تضررت منه بعض الكائنات الحية في ذلك الوقت.
وحقبة "الأوليجوسين" هي فترة جيولوجية تمتد من 34 مليون إلى 23 مليون سنة مضت، وخلال هذه الحقبة واصلت القارات الانجراف نحو مواقعها الحالية و استمرت أنتاركتيكا في أن تصبح أكثر عزلة، وكانت المحيطات أكثر برودة خاصة حول القارة القطبية الجنوبية. وبحسب الدراسة الحديثة فإن الكائنات الحية في الجزيرة العربية تضررت بشدة جراء هذا التغير المناخي الحاد، ولمعرفة حجم وشكل التغيير عكف الفريق البحثي علي دراسة 5 أنواع من حفريات عاشت خلال ذلك العصر لتحليلها هي، اللورس والليمور ونوعان من القوارض وآكلات اللحوم، وقد تم جمعها من مناطق مختلفة في الجزيرة العربية وإفريقيا.
يقول "سلام" إن بناء شجرة الأنساب لهذه المجموعات من الكائنات الحية كشف عن وجود انخفاض حاد في فروع شجرة الأنساب خلال نهاية عصر الأيوسين وبداية العصر الأوليجوسين، وهو ما يشير إلى حدوث الانقراض الذي استبعدته دراسات علمية سابقة. وكشفت الدراسة أيضًا عن وجود تغيرات في أسنان الكائنات الحية خلال ذلك الوقت ما يشير إلي أن نظامها الغذائي قد أصبح أقل تعقيدًا. ولكن بحلول عصر الميوسين ازدهرت الحياة، وعادت تلك الأنواع مرة أخرى مما يعني حدوث فترة تعاف بعد الانقراض.
دراسة: انقراض عصر الأوليجوسين طال الجزيرة العربية وإفريقيا قبل 30 مليون سنة
- مريم عيسى
كان الاعتقاد السائد أن انقراض عصر الأوليجوسين (23 مليون سنة إلى 34 مليون سنة) الذي قضى على ثلثي الكائنات الحية على كوكب الأرض لم يمتد إلى إفريقيا والجزيرة العربية واقتصر على كائنات آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، ولكن دراسة حديثة كشفت خطأ هذا الاعتقاد، حيث ثبت انقراض العديد من الكائنات في إفريقيا والجزيرة العربية خلال تلك الحقبة.
قبل 30 مليون سنة شهدت الأرض طقسًا شديد البرودة وانخفض مستوى سطح البحر ليشهد الكوكب تغيرًا دراماتيكيًا أدى إلى إنقراض أغلب الكائنات الحية. ولكن العلماء كانوا يعتقدون أن هذا التغير لم يؤثر على الكائنات التي استمتعت بدفء شمس إفريقيا والجزيرة العربية بسبب قربهما من خط الاستواء.
وجاءت الدراسة التي نشرتها دورية "Communications Biology" لتدحض هذه الفرضية السائدة، إذ أكدت أن إفريقيا والجزيرة العربية فقدتا أنواعًا من الثدييات خلال انقراض عصر الأوليجوسين.
يقول "هشام سلام"، أستاذ الحفريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة والباحث المشارك في الدراسة، لموقع "ناشيونال جيوغرافيك عربية": "إن هذه الدراسة ثمرة عمل استمر نحو عقدين من الزمن، وخلال 20 عامًا فحص الباحثون التغير الذي حدث في الجزيرة العربية وإفريقيا خلال تلك الحقبة السحيقة الواقعة بين نهاية العصر الأيوسيني وبداية العصر الأوليجوسيني، وهي أعمار زمنية هامة في التاريخ الجيولوجي للأرض". ويضيف "سلام" أنه خلال عصر العصر الأيوسيني شهدت الأرض ارتفاعًا في درجات الحرارة، ومع ذلك ازدهرت وتنوعت الكثير من الأنواع، بينما بحلول عصر الأوليجوسين حدث انخفاض كبير في درجات الحرارة تضررت منه بعض الكائنات الحية في ذلك الوقت.
وحقبة "الأوليجوسين" هي فترة جيولوجية تمتد من 34 مليون إلى 23 مليون سنة مضت، وخلال هذه الحقبة واصلت القارات الانجراف نحو مواقعها الحالية و استمرت أنتاركتيكا في أن تصبح أكثر عزلة، وكانت المحيطات أكثر برودة خاصة حول القارة القطبية الجنوبية. وبحسب الدراسة الحديثة فإن الكائنات الحية في الجزيرة العربية تضررت بشدة جراء هذا التغير المناخي الحاد، ولمعرفة حجم وشكل التغيير عكف الفريق البحثي علي دراسة 5 أنواع من حفريات عاشت خلال ذلك العصر لتحليلها هي، اللورس والليمور ونوعان من القوارض وآكلات اللحوم، وقد تم جمعها من مناطق مختلفة في الجزيرة العربية وإفريقيا.
يقول "سلام" إن بناء شجرة الأنساب لهذه المجموعات من الكائنات الحية كشف عن وجود انخفاض حاد في فروع شجرة الأنساب خلال نهاية عصر الأيوسين وبداية العصر الأوليجوسين، وهو ما يشير إلى حدوث الانقراض الذي استبعدته دراسات علمية سابقة. وكشفت الدراسة أيضًا عن وجود تغيرات في أسنان الكائنات الحية خلال ذلك الوقت ما يشير إلي أن نظامها الغذائي قد أصبح أقل تعقيدًا. ولكن بحلول عصر الميوسين ازدهرت الحياة، وعادت تلك الأنواع مرة أخرى مما يعني حدوث فترة تعاف بعد الانقراض.