كيف ترعى جدات الزرافات القطعان؟

تشير الدراسات إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يخلق بنكًا من المعرفة بين الأجيال.

افترض علماء البيئة لعقود طويلة أن الزرافات ليس لديها بنية اجتماعية يمكن دراستها. ووصف كتاب صدر عام 1991 الثدييات القاحلة بأنها "منعزلة اجتماعيًا، ولا تشكل روابط اجتماعية. ولكن منذ عقدين، بدأ باحثو الحيوانات في رؤية الزرافات من منظور آخر.

في ورقة بحثية جديدة راجع علماء البيئة أكثر من 400 دراسة حالية وخلصوا إلى أن للزرافات ديناميكيات اجتماعية معقدة مماثلة لتلك الخاصة بالفيلة. وجد الباحثون أن الأقارب الأموميون يساعدون بعضهم البعض في تربية صغار القطيع. ما يساعد في تفسير سبب عيش إناث الزرافات لفترة طويلة بعد انتهاء فترة التكاثر - حوالي ثماني سنوات -وهو ما يمثل نحو 30٪ من حياتهن. خلال تلك السنوات الثماني، تصبح الجدات المسنات عضوات تهيمن على مجتمعهن، حيث يساعدن في تربية صغار القطعان ويسمحن للإناث الأصغر سنًا بالتكاثر بشكل أكثر كثافة.

زرافات إفريقيا

تقول عالمة البيئة والمؤلفة الرئيسية "زوي مولر": "إنه أمر محير بالنسبة لي أن مثل هذه الأنواع الإفريقية الكبيرة المبدعة والجذابة لم يتم دراستها لفترة طويلة". مضيفة أن الزرافات هي في الواقع نوع اجتماعي شديد التعقيد، مع أنظمة اجتماعية عالية الأداء، يمكن مقارنتها بالفيلة والحيتانيات والشمبانزي. وتشير "مولر" إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة بسبب السلطة والمعرفة والموارد التي يساهمن بها في حياة شباب المجموعة.

تؤكد "مولر" أن الأفيال تشتهر بوجود أمهات أكبر سناً يقودن المجموعة، ومن المعروف أن الإناث بعد الإنجاب يصبحن بمثابة مستودعات للمعرفة. فقد ثبت أنه خلال أوقات الجفاف أو المجاعة، إذا كان لدى المجموعة إناث أكبر سناً - الجدات - فإن المجموعة لديها فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة."

تشير الدراسات التي أجريت على فرضية الجدة في الحيوانات الأخرى إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يخلق بنكًا من المعرفة بين الأجيال، مما يسمح للمجموعات بالازدهار إذ أن الإناث الأكبر سناً قد تكون أفضل في اتخاذ بعض القرارات بفضل خبرتهن المتراكمة.

 لاحظت مولر في الدراسة الجديدة أن سمعة الزرافات في العزلة تعززها حركاتها البطيئة والمتفرقة. لكن هذه السلوكيات هي في الواقع استراتيجيات للحفاظ على الطاقة. إذ تحتاج الزرافات إلى طاقة ضخمة لتغذية أجسامها الطويلة جدًا، لذا فهي تقلل من تحركاتها وتخصص نحو 13 ساعة للتغذية يوميًا.

فيما لا يزال التواصل بين الزرافات غير مفهوم بشكل جيد -ولم يدرك الباحثون إلا مؤخرًا أن الحيوانات الصامتة في الغالب تتناغم مع بعضها البعض في الليل. ستساعد معرفة كيفية عمل مجتمع الزرافة دعاة الحفاظ على البيئة على تقليل الاضطرابات التي تصيب هياكل مجموعاتهم الطبيعية، وتساعدنا على فهم كيف تعيق السياحة والتنمية رفاهيتهم. وتأمل "مولر" أن ترسم هذه الدراسة خطًا في الرمال، إذ سيتم اعتبار الزرافات ثدييات ذكية تعيش في مجموعات، وقد طورت مجتمعات ناجحة للغاية ومعقدة، مما سهّل بقائها في النظم البيئية الصعبة والمليئة بالحيوانات المفترسة.

المصدر: Popular Science

 

كيف ترعى جدات الزرافات القطعان؟

تشير الدراسات إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يخلق بنكًا من المعرفة بين الأجيال.

افترض علماء البيئة لعقود طويلة أن الزرافات ليس لديها بنية اجتماعية يمكن دراستها. ووصف كتاب صدر عام 1991 الثدييات القاحلة بأنها "منعزلة اجتماعيًا، ولا تشكل روابط اجتماعية. ولكن منذ عقدين، بدأ باحثو الحيوانات في رؤية الزرافات من منظور آخر.

في ورقة بحثية جديدة راجع علماء البيئة أكثر من 400 دراسة حالية وخلصوا إلى أن للزرافات ديناميكيات اجتماعية معقدة مماثلة لتلك الخاصة بالفيلة. وجد الباحثون أن الأقارب الأموميون يساعدون بعضهم البعض في تربية صغار القطيع. ما يساعد في تفسير سبب عيش إناث الزرافات لفترة طويلة بعد انتهاء فترة التكاثر - حوالي ثماني سنوات -وهو ما يمثل نحو 30٪ من حياتهن. خلال تلك السنوات الثماني، تصبح الجدات المسنات عضوات تهيمن على مجتمعهن، حيث يساعدن في تربية صغار القطعان ويسمحن للإناث الأصغر سنًا بالتكاثر بشكل أكثر كثافة.

زرافات إفريقيا

تقول عالمة البيئة والمؤلفة الرئيسية "زوي مولر": "إنه أمر محير بالنسبة لي أن مثل هذه الأنواع الإفريقية الكبيرة المبدعة والجذابة لم يتم دراستها لفترة طويلة". مضيفة أن الزرافات هي في الواقع نوع اجتماعي شديد التعقيد، مع أنظمة اجتماعية عالية الأداء، يمكن مقارنتها بالفيلة والحيتانيات والشمبانزي. وتشير "مولر" إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة بسبب السلطة والمعرفة والموارد التي يساهمن بها في حياة شباب المجموعة.

تؤكد "مولر" أن الأفيال تشتهر بوجود أمهات أكبر سناً يقودن المجموعة، ومن المعروف أن الإناث بعد الإنجاب يصبحن بمثابة مستودعات للمعرفة. فقد ثبت أنه خلال أوقات الجفاف أو المجاعة، إذا كان لدى المجموعة إناث أكبر سناً - الجدات - فإن المجموعة لديها فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة."

تشير الدراسات التي أجريت على فرضية الجدة في الحيوانات الأخرى إلى أن وجود الأمهات الأكبر سنًا يخلق بنكًا من المعرفة بين الأجيال، مما يسمح للمجموعات بالازدهار إذ أن الإناث الأكبر سناً قد تكون أفضل في اتخاذ بعض القرارات بفضل خبرتهن المتراكمة.

 لاحظت مولر في الدراسة الجديدة أن سمعة الزرافات في العزلة تعززها حركاتها البطيئة والمتفرقة. لكن هذه السلوكيات هي في الواقع استراتيجيات للحفاظ على الطاقة. إذ تحتاج الزرافات إلى طاقة ضخمة لتغذية أجسامها الطويلة جدًا، لذا فهي تقلل من تحركاتها وتخصص نحو 13 ساعة للتغذية يوميًا.

فيما لا يزال التواصل بين الزرافات غير مفهوم بشكل جيد -ولم يدرك الباحثون إلا مؤخرًا أن الحيوانات الصامتة في الغالب تتناغم مع بعضها البعض في الليل. ستساعد معرفة كيفية عمل مجتمع الزرافة دعاة الحفاظ على البيئة على تقليل الاضطرابات التي تصيب هياكل مجموعاتهم الطبيعية، وتساعدنا على فهم كيف تعيق السياحة والتنمية رفاهيتهم. وتأمل "مولر" أن ترسم هذه الدراسة خطًا في الرمال، إذ سيتم اعتبار الزرافات ثدييات ذكية تعيش في مجموعات، وقد طورت مجتمعات ناجحة للغاية ومعقدة، مما سهّل بقائها في النظم البيئية الصعبة والمليئة بالحيوانات المفترسة.

المصدر: Popular Science