كيف نتعلم من الشمبانزي الحياة بشكل أفضل مع تقدم العُمر؟
يُعد الشمبانزي معمرًا عندما يتجاوز 35 عامًا في منشآت الأبحاث الطبية الحيوية في الولايات المتحدة. في المقابل، تُظهر الأبحاث التي أُجريت في البرية وفي المحميات الإفريقية، حيث تتوفر مساحات شاسعة للتجول، أن الشمبانزي يُعمر لوقت أطول مقارنة بنظرائه في الأسر.
إن الشمبانزي الأسير أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالشيخوخة التي تُصيب البشر، مثل أمراض القلب والسكري، ما يشير إلى مخاطر أنماط الحياة للعديد من البشر في الوقت الحاضر، والتي تقتصر على كثرة الجلوس وقلة الحركة.
غالبًا ما يصبح الناس أقل نشاطًا مع تقدمهم في العمر، لأن أجسامهم تضعف بشكل طبيعي وبالتالي فإن حالتهم من المتوقع أن تتدهور حتمًا. ومع ذلك، فإن أنثى الشمبانزي البري المعروفة باسم "العمة روز"، التي ماتت في أوائل عام 2007 وكانت أقدم شمبانزي بري معروف للبشرية، كان عليها أن تمشي عدة أميال في اليوم، وهي في عمر 63 عامًا، للعثور على الطعام، ولم تتلق الرعاية الصحية عند المرض أو الإصابة، رغم أنها كانت مسنة جدًا بالنسبة للشمبانزي، بدت بأنها عاشت سنوات عمرها الأخيرة بصحة أفضل من المعتاد.
دراسة تكشف قدرات الشمبانزي "الإنسانية"
وتقول "إيمري تومبسون"، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة نيو مكسيكو الأميركية، إن الدراسات التي أجريت على الشمبانزي اللذين يتبعون أنماط حياة تعتمد على الصيد والقطف والذين يظلون نشيطين للغاية حتى نهاية حياتهم تظهر أيضًا أنهم يظلون بصحة جيدة لفترة أطول بكثير من أولئك اللذين يأخذون الأمور بسهولة مع تقدمهم في السن. فعلى سبيل المثال، لا يبدو أن سرعة المشي تتناقص بشكل كبير في قبيلة شمبانزي "الهادزا" في تنزانيا، وهم يحافظون على واجباتهم في البحث عن الطعام طوال حياتهم.
في محمية جزيرة نجامبا في أوغندا، يعيش الشمبانزي في مناطق غابات إستوائية كبيرة، حيث يمكنه التجول بحرية ويتلقى فحصًا صحيًا سنويًا، مما يوفر فرصة مثالية لجمع البيانات حول الشيخوخة. وتقول عالمة الأنثروبولوجيا "ألكسندرا روساتي"، من جامعة ميتشيغان،: "بناءً على الدراسات التي أجريت على المجموعات الأسيرة، اعتقد العلماء أن الشمبانزي لديه مستويات عالية جدًا من الكوليسترول". ولكن في دراسة حديثة، وجدت "روساتي" وزملاؤها أن الشمبانزي في محمية جزيرة نجامبا يمتلك نسبة كوليسترول أقل بكثير من قرود الشمبانزي المحتجزة في المختبر. وبالمثل، فإن العلامات الأخرى التي تدل على مخاطر صحة القلب والأوعية الدموية، مثل زيادة الوزن، كانت أقل في الشمبانزي في جزيرة نجامبا. وتضيف "روساتي" أن تفسير ذلك يرجع إلى أنهم يتحركون أكثر من قرود الشمبانزي في الأسر، كما أنهم يأكلون المزيد من الفواكه والخضروات، التي ينمو بعضها بشكل طبيعي في البرية، وأقل من طعام الشمبانزي كثيف المغذيات الذي كان عنصرًا أساسيًا شائعًا في الأسر.
هذا لا يعني أن الشمبانزي لا تظهر عليه علامات الشيخوخة، بل إن التهاب المفاصل أمر شائع لدى الشمبانزي المتقدم في السن، وغالبًا ما يصابون أيضًا بمشاكل في الأسنان، مما يجعلهم غير قادرين على مضغ الأطعمة الليفية، ومن ثم فإن نقص الغذاء يؤثر على مناعتهم، ويصبحون عرضة للإصابة بالأمراض، إلا أن معظم هذه الأعراض يمكن علاجها. بهذا المعنى، فيما يتعلق بالشيخوخة الصحية، قد تعيش الشمبانزي في جزيرة نجامبا في أفضل ما في البيئتين: مساحة كبيرة للتنقل كما لو كانت في البرية، مع بعض مزايا الأسر، مثل الطعام الإضافي والرعاية الصحية.
المصدر: National Geographic
كيف نتعلم من الشمبانزي الحياة بشكل أفضل مع تقدم العُمر؟
يُعد الشمبانزي معمرًا عندما يتجاوز 35 عامًا في منشآت الأبحاث الطبية الحيوية في الولايات المتحدة. في المقابل، تُظهر الأبحاث التي أُجريت في البرية وفي المحميات الإفريقية، حيث تتوفر مساحات شاسعة للتجول، أن الشمبانزي يُعمر لوقت أطول مقارنة بنظرائه في الأسر.
إن الشمبانزي الأسير أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالشيخوخة التي تُصيب البشر، مثل أمراض القلب والسكري، ما يشير إلى مخاطر أنماط الحياة للعديد من البشر في الوقت الحاضر، والتي تقتصر على كثرة الجلوس وقلة الحركة.
غالبًا ما يصبح الناس أقل نشاطًا مع تقدمهم في العمر، لأن أجسامهم تضعف بشكل طبيعي وبالتالي فإن حالتهم من المتوقع أن تتدهور حتمًا. ومع ذلك، فإن أنثى الشمبانزي البري المعروفة باسم "العمة روز"، التي ماتت في أوائل عام 2007 وكانت أقدم شمبانزي بري معروف للبشرية، كان عليها أن تمشي عدة أميال في اليوم، وهي في عمر 63 عامًا، للعثور على الطعام، ولم تتلق الرعاية الصحية عند المرض أو الإصابة، رغم أنها كانت مسنة جدًا بالنسبة للشمبانزي، بدت بأنها عاشت سنوات عمرها الأخيرة بصحة أفضل من المعتاد.
دراسة تكشف قدرات الشمبانزي "الإنسانية"
وتقول "إيمري تومبسون"، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة نيو مكسيكو الأميركية، إن الدراسات التي أجريت على الشمبانزي اللذين يتبعون أنماط حياة تعتمد على الصيد والقطف والذين يظلون نشيطين للغاية حتى نهاية حياتهم تظهر أيضًا أنهم يظلون بصحة جيدة لفترة أطول بكثير من أولئك اللذين يأخذون الأمور بسهولة مع تقدمهم في السن. فعلى سبيل المثال، لا يبدو أن سرعة المشي تتناقص بشكل كبير في قبيلة شمبانزي "الهادزا" في تنزانيا، وهم يحافظون على واجباتهم في البحث عن الطعام طوال حياتهم.
في محمية جزيرة نجامبا في أوغندا، يعيش الشمبانزي في مناطق غابات إستوائية كبيرة، حيث يمكنه التجول بحرية ويتلقى فحصًا صحيًا سنويًا، مما يوفر فرصة مثالية لجمع البيانات حول الشيخوخة. وتقول عالمة الأنثروبولوجيا "ألكسندرا روساتي"، من جامعة ميتشيغان،: "بناءً على الدراسات التي أجريت على المجموعات الأسيرة، اعتقد العلماء أن الشمبانزي لديه مستويات عالية جدًا من الكوليسترول". ولكن في دراسة حديثة، وجدت "روساتي" وزملاؤها أن الشمبانزي في محمية جزيرة نجامبا يمتلك نسبة كوليسترول أقل بكثير من قرود الشمبانزي المحتجزة في المختبر. وبالمثل، فإن العلامات الأخرى التي تدل على مخاطر صحة القلب والأوعية الدموية، مثل زيادة الوزن، كانت أقل في الشمبانزي في جزيرة نجامبا. وتضيف "روساتي" أن تفسير ذلك يرجع إلى أنهم يتحركون أكثر من قرود الشمبانزي في الأسر، كما أنهم يأكلون المزيد من الفواكه والخضروات، التي ينمو بعضها بشكل طبيعي في البرية، وأقل من طعام الشمبانزي كثيف المغذيات الذي كان عنصرًا أساسيًا شائعًا في الأسر.
هذا لا يعني أن الشمبانزي لا تظهر عليه علامات الشيخوخة، بل إن التهاب المفاصل أمر شائع لدى الشمبانزي المتقدم في السن، وغالبًا ما يصابون أيضًا بمشاكل في الأسنان، مما يجعلهم غير قادرين على مضغ الأطعمة الليفية، ومن ثم فإن نقص الغذاء يؤثر على مناعتهم، ويصبحون عرضة للإصابة بالأمراض، إلا أن معظم هذه الأعراض يمكن علاجها. بهذا المعنى، فيما يتعلق بالشيخوخة الصحية، قد تعيش الشمبانزي في جزيرة نجامبا في أفضل ما في البيئتين: مساحة كبيرة للتنقل كما لو كانت في البرية، مع بعض مزايا الأسر، مثل الطعام الإضافي والرعاية الصحية.
المصدر: National Geographic