قرود "بشرية" تثير جدلًا علميًا وأخلاقيًا
نجح علماء في زراعة أجنة قرود تحتوي على خلايا بشرية للمرة الأولى وعاشت الأجنة الهجينة لمدة 19 يومًا في تجربة علمية جديدة أحدثت دويًا من الجدل العلمي والأخلاقي بعد أن شكك بعض العلماء في جدوى مثل هذه التجارب وأخلاقيتها.
وقام علماء خلال التجربة -مثار الجدل- بتخصيب بويضات قرود المكاك طويل الذيل، وبعد مرور 6 أيام على عملية التخصيب، حقن الباحثون 132 جنينًا بخلايا جذعية بشرية متعددة القدرات، وهي خلايا يمكنها أن تنمو وتتمايز لتتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا داخل الجنين وخارجه، لينتج كل جنين من هذه الأجنة مزيجًا فريدًا من الخلايا البشرية وخلايا القردة، ولكن صحة الأجنة تدهورت بمعدلات متفاوتة إذ لم يبقى منها سوى 91 على قيد الحياة بعد عملية الإخصاب، وتراجع هذا العدد ليصل إلى 3 أجنة في اليوم التاسع عشر للتجربة.
بحسب العلماء الذين قادوا التجربة فإن هذه الكائنات الهجينة بين البشر والحيوانات يمكن أن تتيح نماذج أفضل للاستفادة منها في اختبارات الأدوية وكذلك عمليات زراعة الأعضاء. وكان الفريق البحثي نفسه قد كشف في عام 2017 عن سلسلة أنواع هجينة أخرى بين الحيوانات والبشر مثل أجنة الخنازير والأبقار، لكن الأمر الذي يثير جدلًا كبيرًا الآن هو أن هناك قواعد صارمة تحمي الرئيسيات غير البشرية من تلك التي تحمي القوارض.
الخلايا الجذعية.. البحث عن إطار أخلاقي للتجارب العلمية
ووفق " ألفونسو مارتينيز أرياس"، الباحث في علم الأحياء في برشلونة، فإن التجارب التي تستخدم الخنازير والأبقار، واعدة أكثر، ولا تخاطِر بتخطي الحدود الأخلاقية. ويضيف قائلًا: "هناك مجال بأكمله يختص بدراسة الأنسجة شبه العضية، ونأمل أن يستمر العمل فيه، دون الحاجة إلى إجراء الأبحاث على الحيوانات". فيما تزال المحاولات لإنماء أنواع هجينة من البشر والفئران مجرد أبحاث أولية، يعتقد العلماء أن مثل هذه الأنواع الهجينة قد تواجه مشاكل في النمو بشكل سليم، لأن النوعين بعيدان عن بعضهما البعض تطوريًّا، ومن ثم فإن الخلايا تتواصل فيما بينها باستخدام وسائل مختلفة.
وبحسب" خوان كارلوس إيزبيسوا بيلمونتي"، باحث في علم الأحياء بكاليفورنيا ورئيس الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، فإن مراقبة تواصل الخلايا في كائنات القردة البشرية الهجينة التي تتضمن خلايا من نوعين بينهما صلة أكبر من المرجح أن تقود إلى اكتشاف طرق تجعل نماذج الفئران البشرية أكثر قابلية للاستخدام في التجارب المستقبلية.
وتشير" ماغدالينا زرنيكا جويتز"، الباحثة في علم الأحياء في "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا"، إلى أن هذه التجربة الأخيرة مثلها مثل سابقتها، لم تتمكن من التحكم في تحديد أي نوع من الخلايا يتحول إلى نوع محدد من الأنسجة، وهي خطوة أساسية، لابد من إتقانها قبل استخدام مثل هذه النماذج. فيما يقول "إنسو هيون"، أخصائي أخلاقيات علم الأحياء في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو: "إن الفريق البحثي اتبع الإرشادات الأخلاقية بدقة". وكانت بلدان عديدة -من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان- قد فرضت قيودًا في السابق، من شأنها الحد من الأبحاث التي تتضمن كائنات هجينة تحتوي على خلايا بشرية. بينما رفعت اليابان الحظر المفروض على إجراء تجارب على الأجنة الحيوانية التي تحتوي على خلايا بشرية عام 2019.
المصدر: Nature
قرود "بشرية" تثير جدلًا علميًا وأخلاقيًا
نجح علماء في زراعة أجنة قرود تحتوي على خلايا بشرية للمرة الأولى وعاشت الأجنة الهجينة لمدة 19 يومًا في تجربة علمية جديدة أحدثت دويًا من الجدل العلمي والأخلاقي بعد أن شكك بعض العلماء في جدوى مثل هذه التجارب وأخلاقيتها.
وقام علماء خلال التجربة -مثار الجدل- بتخصيب بويضات قرود المكاك طويل الذيل، وبعد مرور 6 أيام على عملية التخصيب، حقن الباحثون 132 جنينًا بخلايا جذعية بشرية متعددة القدرات، وهي خلايا يمكنها أن تنمو وتتمايز لتتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا داخل الجنين وخارجه، لينتج كل جنين من هذه الأجنة مزيجًا فريدًا من الخلايا البشرية وخلايا القردة، ولكن صحة الأجنة تدهورت بمعدلات متفاوتة إذ لم يبقى منها سوى 91 على قيد الحياة بعد عملية الإخصاب، وتراجع هذا العدد ليصل إلى 3 أجنة في اليوم التاسع عشر للتجربة.
بحسب العلماء الذين قادوا التجربة فإن هذه الكائنات الهجينة بين البشر والحيوانات يمكن أن تتيح نماذج أفضل للاستفادة منها في اختبارات الأدوية وكذلك عمليات زراعة الأعضاء. وكان الفريق البحثي نفسه قد كشف في عام 2017 عن سلسلة أنواع هجينة أخرى بين الحيوانات والبشر مثل أجنة الخنازير والأبقار، لكن الأمر الذي يثير جدلًا كبيرًا الآن هو أن هناك قواعد صارمة تحمي الرئيسيات غير البشرية من تلك التي تحمي القوارض.
الخلايا الجذعية.. البحث عن إطار أخلاقي للتجارب العلمية
ووفق " ألفونسو مارتينيز أرياس"، الباحث في علم الأحياء في برشلونة، فإن التجارب التي تستخدم الخنازير والأبقار، واعدة أكثر، ولا تخاطِر بتخطي الحدود الأخلاقية. ويضيف قائلًا: "هناك مجال بأكمله يختص بدراسة الأنسجة شبه العضية، ونأمل أن يستمر العمل فيه، دون الحاجة إلى إجراء الأبحاث على الحيوانات". فيما تزال المحاولات لإنماء أنواع هجينة من البشر والفئران مجرد أبحاث أولية، يعتقد العلماء أن مثل هذه الأنواع الهجينة قد تواجه مشاكل في النمو بشكل سليم، لأن النوعين بعيدان عن بعضهما البعض تطوريًّا، ومن ثم فإن الخلايا تتواصل فيما بينها باستخدام وسائل مختلفة.
وبحسب" خوان كارلوس إيزبيسوا بيلمونتي"، باحث في علم الأحياء بكاليفورنيا ورئيس الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، فإن مراقبة تواصل الخلايا في كائنات القردة البشرية الهجينة التي تتضمن خلايا من نوعين بينهما صلة أكبر من المرجح أن تقود إلى اكتشاف طرق تجعل نماذج الفئران البشرية أكثر قابلية للاستخدام في التجارب المستقبلية.
وتشير" ماغدالينا زرنيكا جويتز"، الباحثة في علم الأحياء في "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا"، إلى أن هذه التجربة الأخيرة مثلها مثل سابقتها، لم تتمكن من التحكم في تحديد أي نوع من الخلايا يتحول إلى نوع محدد من الأنسجة، وهي خطوة أساسية، لابد من إتقانها قبل استخدام مثل هذه النماذج. فيما يقول "إنسو هيون"، أخصائي أخلاقيات علم الأحياء في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو: "إن الفريق البحثي اتبع الإرشادات الأخلاقية بدقة". وكانت بلدان عديدة -من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان- قد فرضت قيودًا في السابق، من شأنها الحد من الأبحاث التي تتضمن كائنات هجينة تحتوي على خلايا بشرية. بينما رفعت اليابان الحظر المفروض على إجراء تجارب على الأجنة الحيوانية التي تحتوي على خلايا بشرية عام 2019.
المصدر: Nature