الفطر الأسود.. لماذا يطارد المصابين بكورونا في الهند؟
في الوقت الذي تعاني فيه الهند من تفشي فيروس" كوفيد-19"، لاح في الأفق خطر آخر هو الفطر الأسود أو "فطر الغشاء المخاطي"، الذي يقود إلى فقدان البصر في أحد العينين أو كلتاهما.
في 9 مايو الجاري، تلقت "أنانيا مازومدار" مكالمة تركتها في حيرة من أمرها، إذ فقدت عمتها (48 عامًا)، التي تعافت مؤخرًا من "كورونا"، بصرها بشكل شبه كامل، وانتهى بها الأمر إلى خضوعها لجراحة لإزالة عينيها، بعد أن شخص الأطباء حالة العمة المصابة بمرض السكري بأنها أصيبت بعدوى فطرية نادرة للغاية تسمي "فطر الغشاء المخاطي"، والتي تتزايد بين المتعافين من "كوفيد- 19".
هذا الفطر يعد عدوى نادرة جدًا، تنجم عن التعرض لعفن المخاط، الذي يوجد عادة في التربة والنباتات المتحللة، ويؤثر على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو مرضى السرطان والإيدز.
يلقي خبراء الصحة العامة باللوم على الاستخدام العشوائي لمركبات "الستيرويدات- 19"، وهي مركبات عضوية تستخدم كعلاج لإنقاذ حياة مرضى "كورونا" الذين تكون إصابتهم خطيرة. وأرجع الخبراء ذلك إلى أن الافراط في استخدام هذه المركبات يؤدي إلى خفض المناعة ورفع مستويات السكر في الدم.
مع استمرار الهند - عاصمة مرض السكري في العالم - في محاربة الموجة الثانية من فيروس "كورونا"، يتوقع أطباء الأذن والأنف والحنجرة رؤية المزيد من حالات الإصابة بالتهاب "الغشاء المخاطي" خلال الأسابيع المقبلة.
ولكن ليس كل من تعرض للجراثيم سيصاب بالعدوى. ويقول "توبياس هول"، رئيس خدمة الأمراض المعدية في مركز "ميموريال سلون كيترينج" للسرطان في نيويورك،: "بالنسبة لأغلبية المصابين بالفيروس، إذا كان لديك جهاز مناعي طبيعي، فهذا لقاء صامت بدون أعراض"، فإن تطور المرض يعتمد على الحالة الصحية للشخص.
إن الأكثر تعرضًا للإصابة بـ"الفطر الأسود" هم الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المصابين بسرطان الدم الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو مرضى زرع نخاع العظام والذين لا يستطيعون تكوين خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى.
إن هؤلاء اللذين يعانون من ضعف المناعة، تنبت الجراثيم في جسمهم لتشكل خيوطًا أنبوبية طويلة يمكن أن تنمو في الجيوب الأنفية إلى العظام ومجرى الدم. ويمكن أن تختلف أعراض داء "الغشاء المخاطي " من شخص لآخر، فهي تشمل الصداع والحمى وآلام في الوجه والأنف، وإفرازات أنفية سوداء، وفقدان الرؤية وآلام مبرحة في الأسنان، وأحيانًا شلل في الوجه. وتكمن الخطورة في أن عدم الإسراع في علاج هذه الأعراض تسمح للجراثيم بالانتقال إلى الجهاز العصبي بالدماغ مما يقود إلى وفاة 50% من المصابين بـ"الفطر الأسود".
"كورونا": جرعة لقاح تخفض العدوى بين أفراد الأسرة إلى النصف
وتتفاقم مشكلة الفطر الأسود بشكل خطير، فهؤلاء الذين يتلقون علاجات، يصبحون عرضة لأثار جانبية عنيفة بما فيها تلف الكلى. وفي كثير من الأحيان، تصبح الحاجة إلى التدخل الجراحي ملحة. في الحالات الأقل شدة، يقوم الأطباء بإدخال منظار داخلي من خلال تجويف الأنف وإزالة أي نسيج مصاب. أما إذا انتشرت العدوى أكثر، فقد يحتاج الجراحون إلى إزالة عينين المريض أو عظم الفك.
إن عدوى الفطر الأسود جلبت معها تحديات جديدة للمرضى الذين يعانون بالفعل من فيروس "كوفيد -19"، فقد أدى الطلب المتزايد على الأدوية المضادة للفطريات إلى ظهور سوق سوداء للأدوية التي تعالج هذا المرض. وتزداد الأمور صعوبة مع الحاجة إلى تدخل جراحي في ظل معاناة مستشفيات الهند بالفعل من نقص شديد بالأسرة والتجهيزات نتيجة تفشي "كورونا".
ورغم أن عدد الإصابات بـ"الفطر الأسود" بالهند مازال تحت السيطرة من إجمالي المصابين بـ"كورونا"، إلا أن ارتفاع الأعداد يثير القلق، وهو ما دفع أطباء الهند إلى التشديد على الحفاظ على نظافة المستشفيات وخاصة أجهزة الأوكسجين والمراقبة الصارمة لمستويات السكر في الدم للمرضى بفيروس "كوفيد -19".
المصدر: National Geographic
الفطر الأسود.. لماذا يطارد المصابين بكورونا في الهند؟
في الوقت الذي تعاني فيه الهند من تفشي فيروس" كوفيد-19"، لاح في الأفق خطر آخر هو الفطر الأسود أو "فطر الغشاء المخاطي"، الذي يقود إلى فقدان البصر في أحد العينين أو كلتاهما.
في 9 مايو الجاري، تلقت "أنانيا مازومدار" مكالمة تركتها في حيرة من أمرها، إذ فقدت عمتها (48 عامًا)، التي تعافت مؤخرًا من "كورونا"، بصرها بشكل شبه كامل، وانتهى بها الأمر إلى خضوعها لجراحة لإزالة عينيها، بعد أن شخص الأطباء حالة العمة المصابة بمرض السكري بأنها أصيبت بعدوى فطرية نادرة للغاية تسمي "فطر الغشاء المخاطي"، والتي تتزايد بين المتعافين من "كوفيد- 19".
هذا الفطر يعد عدوى نادرة جدًا، تنجم عن التعرض لعفن المخاط، الذي يوجد عادة في التربة والنباتات المتحللة، ويؤثر على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو مرضى السرطان والإيدز.
يلقي خبراء الصحة العامة باللوم على الاستخدام العشوائي لمركبات "الستيرويدات- 19"، وهي مركبات عضوية تستخدم كعلاج لإنقاذ حياة مرضى "كورونا" الذين تكون إصابتهم خطيرة. وأرجع الخبراء ذلك إلى أن الافراط في استخدام هذه المركبات يؤدي إلى خفض المناعة ورفع مستويات السكر في الدم.
مع استمرار الهند - عاصمة مرض السكري في العالم - في محاربة الموجة الثانية من فيروس "كورونا"، يتوقع أطباء الأذن والأنف والحنجرة رؤية المزيد من حالات الإصابة بالتهاب "الغشاء المخاطي" خلال الأسابيع المقبلة.
ولكن ليس كل من تعرض للجراثيم سيصاب بالعدوى. ويقول "توبياس هول"، رئيس خدمة الأمراض المعدية في مركز "ميموريال سلون كيترينج" للسرطان في نيويورك،: "بالنسبة لأغلبية المصابين بالفيروس، إذا كان لديك جهاز مناعي طبيعي، فهذا لقاء صامت بدون أعراض"، فإن تطور المرض يعتمد على الحالة الصحية للشخص.
إن الأكثر تعرضًا للإصابة بـ"الفطر الأسود" هم الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المصابين بسرطان الدم الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو مرضى زرع نخاع العظام والذين لا يستطيعون تكوين خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى.
إن هؤلاء اللذين يعانون من ضعف المناعة، تنبت الجراثيم في جسمهم لتشكل خيوطًا أنبوبية طويلة يمكن أن تنمو في الجيوب الأنفية إلى العظام ومجرى الدم. ويمكن أن تختلف أعراض داء "الغشاء المخاطي " من شخص لآخر، فهي تشمل الصداع والحمى وآلام في الوجه والأنف، وإفرازات أنفية سوداء، وفقدان الرؤية وآلام مبرحة في الأسنان، وأحيانًا شلل في الوجه. وتكمن الخطورة في أن عدم الإسراع في علاج هذه الأعراض تسمح للجراثيم بالانتقال إلى الجهاز العصبي بالدماغ مما يقود إلى وفاة 50% من المصابين بـ"الفطر الأسود".
"كورونا": جرعة لقاح تخفض العدوى بين أفراد الأسرة إلى النصف
وتتفاقم مشكلة الفطر الأسود بشكل خطير، فهؤلاء الذين يتلقون علاجات، يصبحون عرضة لأثار جانبية عنيفة بما فيها تلف الكلى. وفي كثير من الأحيان، تصبح الحاجة إلى التدخل الجراحي ملحة. في الحالات الأقل شدة، يقوم الأطباء بإدخال منظار داخلي من خلال تجويف الأنف وإزالة أي نسيج مصاب. أما إذا انتشرت العدوى أكثر، فقد يحتاج الجراحون إلى إزالة عينين المريض أو عظم الفك.
إن عدوى الفطر الأسود جلبت معها تحديات جديدة للمرضى الذين يعانون بالفعل من فيروس "كوفيد -19"، فقد أدى الطلب المتزايد على الأدوية المضادة للفطريات إلى ظهور سوق سوداء للأدوية التي تعالج هذا المرض. وتزداد الأمور صعوبة مع الحاجة إلى تدخل جراحي في ظل معاناة مستشفيات الهند بالفعل من نقص شديد بالأسرة والتجهيزات نتيجة تفشي "كورونا".
ورغم أن عدد الإصابات بـ"الفطر الأسود" بالهند مازال تحت السيطرة من إجمالي المصابين بـ"كورونا"، إلا أن ارتفاع الأعداد يثير القلق، وهو ما دفع أطباء الهند إلى التشديد على الحفاظ على نظافة المستشفيات وخاصة أجهزة الأوكسجين والمراقبة الصارمة لمستويات السكر في الدم للمرضى بفيروس "كوفيد -19".
المصدر: National Geographic