حسين الموسوي

أول ما أقوم به عندما أركب الطائرة في كل رحلة هو حذف ما في هاتفي من صور لا جدوى من الاحتفاظ بها. تتعدد هذه الصور من حيث النوع والجودة؛ فكثيرٌ منها لقطات شاشة (screenshots) وصور مكرَّرة ومواد مرئية أخرى كالفيديوهات.

أول ما أقوم به عندما أركب الطائرة في كل رحلة هو حذف ما في هاتفي من صور لا جدوى من الاحتفاظ بها. تتعدد هذه الصور من حيث النوع والجودة؛ فكثيرٌ منها لقطات شاشة (screenshots) وصور مكرَّرة ومواد مرئية أخرى كالفيديوهات. تأصلَت لدي هذه الممارسة منذ امتلاكي حاسوبًا شخصيًا قبل سنين، إذ دأبت على "تنظيف" ملفاتي من أي شوائب. لي في عادتي تلك مآرب أخرى، لعل أبرزها يرتبط بأحد تحقيقات هذا العدد ويتطرق لمستقبل الذاكرة لدى بني البشر. إنّ حذفي ما هو غير مهم، يُسهم في حفظي ما هو نفيس وما أريده أن يعلق في ذاكرتي؛ لا سيما أننا اليوم نمتلك أدوات تساعدنا على تنظيم ذاكرتنا وكأنها معرض فني. إلا أن مخيلتي دائمًا تتوق لزمنٍ لم تكن لدينا فيه هذه الأدوات، حين تشكلت ذكرياتنا بطرق أكثر عفوية. من أبرز تلك الذكريات لدي هي أيام عيد الفطر وعيد الأضحى؛ إذ على كثرة التفاصيل الحسية والبصرية المتعلقة بهما، فإن ما يقفز إلى ذهني لأول وهلة هو الجلوس لدى مائدة الغداء في مجلس بيت جدتي، وتحديدًا في الزاوية حيث وُضع التلفاز؛ ويومَها كان لكل أُسرة صغيرة من الأسرة الممتدة مقامها المخصص في بيت الجدة. أما ذكرياتي العائلية بشأن المناسبات الوطنية، وعلى رأسها "عيد الاتحاد"، فهي ذات طابع مختلف. ففي أسرتنا، كانت الجبال العنصرَ المشترك لرحلات هذا العيد؛ يومَ كنا نقصد المناطق الجبلية في العين وحتا ورأس الخيمة والفجيرة. ومن التفاصيل الجغرافية التي ما انفكت تشد انتباهي منذ الصغر، تَحَول الكثبان الرملية الملساء من اللون الأصفر في السهل الساحلي إلى اللون البرتقالي المتشح بالنباتات كلما اقتربنا من المناطق الجبلية؛ ولعل أبرز مثال لذلك هو "طريق الذيد". ضمن احتفالنا بعيد الاتحاد الـ54 لدولة الإمارات العربية المتحدة، نقدم لكم موضوع "من الرمل إلى الصخر" الذي يُبرز تضاريس الدولة عبر تشكيلة من الصور البانورامية الملتقَطة في أركان مختلفة من وطننا الحبيب. 
أرجو لكم قراءة شائقة.