حسين الموسوي
حين أكون وسط الصحراء، لا يسعني إلا الإقرار أن ما أراه هو أجمل منظر طبيعي يمكن أن تراه عين إنسان. ولعل ذلك يعود إلى بساطة ملامحها وخلوها من العناصر البصرية المُركَّبة. ولطالما ارتبط اسم الصحراء بشبه الجزيرة العربية -المنطقة الوحيدة في العالم التي لا أنهار فيها- حيث اقترنت جمالية الكثبان الرملية منذ زمن بعيد بتعايش الإنسان العربي مع إحدى أقسى البيئات في كوكبنا. وقد استطاع ابن الصحراء قهر تلك الظروف بفضل عنصرين أساسيين، بَعد الماء طبعًا. وأولهما النخلة التي كانت تمده بغذاء غني فضلًا عن ظلالها وسعفها الذي كان يُستخدَم في تشييد البيوت. أما ثانيهما فهي الإبل، والتي كانت قيمتها وما تزال تتعدى الحاجة للتنقل والمأكل والمشرب، لتمثل أيقونة ثقافية ومدعاة فخر لأصحابها، لا سيما تلك التي وُهبَت حظًا وافرًا من الجَمال والقوة البدنية وغزارة النسل والحليب. لكنْ وعلى كل المكانة الأثيرة التي لدى هذه المخلوقات في تاريخنا وتراثنا وديننا، فإنها قد لا تثير اهتمام الناس في عالمنا العربي اليوم. ولعل ذلك راجع إلى انتفاء حاجتنا إليها بوصفها أداة نقل، وكذا إلى توافر مصادر غذاء بديلة متنوعة. إلّا أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكدأب أجدادنا، لا نُحَجِّم مكانة أي عنصر يُعبر عن أصالة تراثنا، مهما صغر؛ وفي مقدمة ذلك، الإبل. إذْ تحظى "سفينة الصحراء" باهتمام ورعاية كبيرين من لدن القيادة الرشيدة لهذا البلد منذ عقود من الزمان، حتى صارت لها اليوم مراكز أبحاث متخصصة بمختلف ربوع الوطن، وتُقام لها مهرجانات ومواسم وسباقات تحتفي بها وتكرمها وتُطلع الجيل الجديد على مكانتها وأهميتها في النسيج الحضاري. واحتفاءً بالذكرى الـ53 من "عيد الاتحاد" في دولة الإمارات العربية المتحدة، نُطل عليكم من على متن "سفن الصحراء" بتحقيق شائق خَطّت سطورَه كاتبتان إماراتيتان موهوبتان، والتقطت صورَه مستكشفة لدى ناشيونال جيوغرافيك تعشق الثقافة الإماراتية.
أرجو لكم قراءة شائقة!