حسين الموسوي
كيف تأثر عملكم بتقنية الذكاء الصناعي؟ لربما صار هذا السؤال من بديهيات أي لقاء مهني بين شخصين لامعين في مجاليهما. وهو لا يعني بالضرورة إلمام الطرفين بدقائق هذه التقنية؛ بل يُطرَح أحيانًا من باب الحديث عن كل ما هو مستجد. ولعلي محظوظ بقدرتي على الرد بجواب واضح.. من باب الصورة والكلمة لدى ناشيونال جيوغرافيك. فالصورة ههنا يجب أن تكون حقيقية وإلّا انتفت قيمتها التوثيقية؛ وعنصر الإبهار فيها -مهما كانت قيمته- لا ينبغي له أن يتجاوز عنصر التأريخ. أما الكلمة، فعنصرها الروائي مبني على أحداث حقيقية، وليس محض خيال إنساني أو صناعي؛ وعنصرها العلمي يمتح مادته من الأبحاث الرصينة ويتّبع قواعد الصحافة الاستقصائية في آن. لا يعني ذلك عدم حاجتنا إلى الاستعانة بالذكاء الصناعي، لا سيما في مراحل البحث الأولية؛ ولكن لا ينبغي استغلال هذه التقنية في تشكيل المخرجات كما في المحتوى الدعائي، مثلًا. يَسوق لنا هذا العدد أمثلة مهمة يبزغ فيها نجم الذكاء الصناعي في مجالات مختلفة، كالطب وعلم الفلك وعلم الآثار. فلهذه التقنية دور بارز في الأبحاث العلمية إن وُظِّفت بصورة سليمة للارتقاء بالرفاه البشري، دونما إضرار بنا أو بالطبيعة من حولنا. يَجُرّني الحديث عن الذكاء الصناعي إلى ذكاء آخر مختلف: الذكاء العاطفي. إذْ نعيش اليوم في عالم معقد تتآلف فيه وتتنافر قناعات الأفراد وأساليب عيشهم، وتتعدد فيه أسرار سعادتهم وتعاستهم. وأعتقد أنه كلما تسارع التطور التقني، تباطأت وتيرة فهمنا بعضنا بعضًا. لذا عليـنا أحيانًا أن نضع الآلة جانبًا ونُصغي لمن هم حولنا حتى نستشعر قيمتهم الإنسانية.
أرجو لكم قراءة مفيدة!