كلمـــــة
يظن كثيرٌ من الناس أنه كلما زادت المسؤوليات المهنية للفرد، زادت ضغوطه النفسية. ثمة شيء من الصحة في هذا الاعتقاد، إلا أن الضغط النفسي، أو الإجهاد (Stress)، لا يقترن ضرورةً بحجم المسؤوليات وإنما بمدى قدرتنا على التحكم بمخرجاتها. والحال أن الدراسات العلمية قد أثبتت أن ذوي الرتب الأدنى في العمل يعانون أعراض الإجهاد بدرجة أكبر من أصحاب الرتب الأعلى؛ وذلك لأن دائرة تأثيرهم في اتخاذ القرار أضيق بكثير. لذا، من المهم إدراكُ الفرد حدودَ دائرة تحكُّمه بالأمور، بل فهم حدودها لدى مَن هم حوله أيضًا. من طبيعة الحياة أنها تعرضنا لكثير من الظروف العصيبة التي هي خارج نطاق سيطرتنا ولا طاقة لنا بها؛ وما بوسعنا سوى التعايش معها ومحاولة تقليل ما تسببه لنا من إجهاد إلى أدنى حد ممكن. أمّا ما هو في نطاق تحكّمنا فإنه بمنزلة كنز في أيدينا قليلًا ما نُقدّره حق قدره. فهذه الدائرة، مهما ضاقت، مليئة بالفرص والإمكانات التي من شأنها أن تغير مجرى حياتنا، من قبيل الهوايات والمشروعات الشخصية بل حتى الأزياء التي نلبس ومساحتنا الشخصية في المنزل. فاستخدامنا الفعّال لكل ما في هذه الدائرة قد يخلق لنا واقعًا مغايرًا؛ وأحيانًا، يَكبر هذا الواقع الموازي شيئًا فشيئًا ليشكل ملامح حياتنا بصورة أكبر.. ومعه تتوسع دائرة تحكمنا وتضيق دوائر إجهادنا وتوترنا. لكن، هل ثمة مفر نهائي من الإجهاد؟ يَصعب علينا أحيانًا التحكم بعوامل الإجهاد، لكن يمكننا تدبير حِدّته إنْ نحن غيّرنا بعض عاداتنا وأنماط سلوكنا. ويقدم لكم التحقيق الرئيس في عددكم هذا ذخيرة زاخرة من المعلومات والتدابير المتعلقة بهذه الآفة الآخذة في التفاقم على صعيد العالم.
أرجو لكم قراءة رائقة هادئة!