شغف بالأعالي
عندما هبط طاقم مركبة "أبولو 11" على سطح القمر في يوليو 1969، لم تكن بعض دول الخليج العربي قد تأسست بَعد، ومن ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة. من خلال هذا الإطار التاريخي نقيس نجاحات بعض الدول التي لم تكن سباقة إلى مجال ما، ولكنها التحقت بركب التطور فيه بفضل رؤية قادتها وطموحهم. ففي عام 2006 تأسس "مركز محمد بن راشد للفضاء" في دبي بدولة الإمارات، لتنطلق معه طموحات كبيرة إلى استكشاف عوالم الفضاء بالاعتماد على عقول محلية. وظلت مهام المركز تتوسع من خلال إطلاق برامج من قبيل "برنامج الإمارات الوطني للفضاء" و"برنامج الإمارات لرواد الفضاء" الذي تخرج فيه أول رائد فضاء إماراتي، "هزاع المنصوري"، وكذا "سلطان النيادي" و"محمد الملا" و"نورا المطروشي"، أول رائدة فضاء عربية. وفي عام 2014، تأسست "وكالة الإمارات للفضاء" في العاصمة أبوظبي، بصفتها هيئة اتحادية عامة تسهر على تنظيم القطاع الفضائي المحلي دعمًا للاقتصاد الوطني المستدام. وتحقيقًا لذلك، تشرف الوكالة على تنمية الكوادر البشرية ودعم مشروعات البحث والتطوير في قطاع الفضاء، من أجل ضمان موقع على الخريطة الفضائية إقليميًا وعالميًا. على الصعيد العالمي، ما تزال الولايات المتحدة رائدة في مجال استكشاف الفضاء منذ ستينيات القرن الماضي؛ ولعل أحدث إنجازاتها في هذا المجال، "تليسكوب جيمس ويب الفضائي" وبعثات "أرتميس"، من بين مشروعات أخرى مدهشة ستطالعون تفاصيلها في عددكم هذا الخاص عن الفضاء. وعلى الرغم من أن ميزانية وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ظلت تتناقص تدريجيًا حتى بلغت 1 بالمئة أو أقل ضمن الميزانية الفيدرالية، فإنها ماضية في سعيها لسبر أغوار الكون على يد جيل جديد متعدد الثقافات والعرقيات والألوان. فإلى أين سيفضي بها -وبِنا نحن أيضًا- هذا الشغف بالأعالي؟