الإطار الأصفر.. في رحلة جديدة

إنها رحلةٌ جديدة وشائقة؛ على أن علاقتي بالمجلة وعوالمها تعود إلى بضع سنين خلت، بدأَت بنشر مجموعة من أعمالي الفوتوغرافية في عدد نوفمبر 2018.

لطالما انطلقت بداياتنا في كل أمرٍ شخصي أو مهني من تاريخ عشوائي خلال العام؛ وعادة ما تكون هذه البدايات -مهما حاولنا التحكم في موعدها- متزامنة مع أحداث أخرى خارجة عن نطاق سيطرتنا. على عكس تلك القاعدة ومن دون أن تكون لي يدُ في التوقيت، وجدْتُني في أول يومٍ من عام 2022 وبكل صفاء ذهني، أبدأ صفحة مهنية جديدة بتقلّدي مهام رئيس تحرير مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية". إنها رحلةٌ جديدة وشائقة؛ على أن علاقتي بالمجلة وعوالمها تعود إلى بضع سنين خلت، بـدأَت بنشر مجموعة من أعمالي الفوتوغرافية في عدد نوفمبر 2018 بعنوان "عمارة الإمارات: عراقة تلبس ثوب الحداثة". في العام نفسه وإلى أواخر 2019، كنت أحد المساهمين في إثراء محتواها الرقمي. وفي عام 2020، التحقتُ رسميًا بالفريق الرقمي للمجلة للسهر على تطوير هذا الشق المهم، لا سيما منصات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني.  
أتسلّم اليوم مشعلَ المجلة من الزميلة "السعد المنهالي" لاستكمال مسيرتها التي امتدت أكثر من عقد من الزمان، شغلت خلالها رئاسة التحرير بكل إخلاص وتفانٍ؛ ومنها استلهمت دروسًا كثيرة، لعل أهمها الارتقاء بهذا الاسم اللامع مهما استعصت الظروف: ناشيونال جيوغرافيك.  
وأغتنم الفرصة هنا لأوجه شكري لجميع أعضاء فريق المجلة، لكل ما تم تحقيقه في الأعوام الماضية، وبالأخص في العام الماضي الذي تخللته تحديات كبيرة؛ إذ نجحوا إلى حد كبير -وعلى قلة عددهم- في كسب الرهان.  
 في المرحلة المقبلة لن يقتصر دور المجلة على تقديم محتوى ثري فقط، وإنما سنسعى أيضًا للارتقاء بتجربتكم المعرفية هذه، بحلتها المطبوعة وبكافة منصاتها الرقمية؛ لنعزز حضورها الجماهيري على كافة المستويات. 
يتناول موضوع غلاف عددكم هذا قصة بلد هو الثالث كبرًا في عالمنا العربي والثالث أيضًا على مستوى القارة الإفريقية، ألا وهو السودان. قد تستحضرون الأحداث السياسية الراهنة كلما ذُكر هذا البلد العربي الشقيق، إلا أن صفحات العدد ستشق معكم طريقًا إلى سودان الأزمان الغابرة، قبل أن يسمى سودانًا. سترَون وجهَ بلد لطالما ظل محجوبًا عن الأنظار والأذهان.. لتنجلي لكم أمجاد ماضيه، وتناجيكم آلام حاضره، وتداعبكم آمال مستقبله. هنالك ستعيدون تعريف معنى الهوية.. أو هكذا أَحسب! والحُكم لكم. 
أرجو لكم قراءة ممتعة.