جمال فطري

قدمت جائحة "كوفيد-19" لي ولغيري درسًا عظيما حول جغرافية إمارة أبوظبي؛ فثمة في مدينة أبوظبي وضواحيها ومدينة العين شرقًا وليوا غربًا، فرصٌ لا تحصى للتمتع بالجمال الفطري.. جمال يدركه عشاق الطبيعة جيدا.

أفادت دراسة نُشرت عام 2019 أنّ 86 بالمئة من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة يسافرون بغرض الترفيه مرة واحدة في العام على الأقل، ويتصدر الإماراتيون قائمة الجنسيات بمعدل أربع مرات سنويًا! توقفت عند هذا الرقم -وأنا المغرمة بالطبيعة وأسافر لهذا الغرض أكثر من خمس مرات في العام- وسألت نفسي: كيف تعاملتُ مع انقطاع هذا النوع من الترفيه في زمن الجائحة؟! فأدركت بسرعة أني لم أتوقف عن التنقل، ولكن داخل حدود إمارة أبوظبي فقط. صحيح أن الأمر بدا غريبًا؛ إذ كنت أتساءل بشأن أي الأماكن سأزور في منطقة ولدت فيها ونشأت منذ عقود، واعتقدت أني خبرت كل شبر فيها! والحال أن الجائحة قدمت لي ولغيري درسًا عظيما حول جغرافية الإمارة؛ فثمة في مدينة أبوظبي وضواحيها ومدينة العين شرقًا وليوا غربًا، فرصٌ لا تحصى للتمتع بالجمال الفطري.. جمال يدركه عشاق الطبيعة جيدا. ولطالما ظل الاهتمام بالبيئة حاضرًا في كل خطط البناء والتنمية منذ قيام الدولة الاتحادية عام 1971؛ فكانت العقود الخمسة الماضية مليئة بالجهود التي -وإن بدت متفرقة- تصب جميعها في خدمة صون الطبيعة في الدولة وإبرازها بالشكل المثالي والسياحي، حتى وصولنا إلى 49 محمية في الدولة خلال عام 2020. إن التنوع الطبيعي الذي تتميز به دولة الإمارات عمومًا وإمارة أبوظبي خصوصًا، والذي دعمته مشروعات تنموية ارتكزت إلى الاقتصاد "الأخضر"، جعل من تلك المحميات بيئةً مثالية تحولت إلى موائل مثالية لكائنات متنوعة أثْرَت التنوع الحيوي وحمت النُّظم البيئية. كما أنها أعادت بعضَ الأنواع المهدَّدة إلى موئلها الطبيعي بعد أعوام من الغياب؛ وكانت لنا متنفسًا حقيقيًا في وقت اختنق فيه العالم بما حوى. في عددنا هذا، نتتبع عبر هديتنا "عقود الإمارات الخضراء" أبرز المحطات في تاريخ دولتنا البيئي؛ إذ نحتفي في هذا الشهر بمرور عام على افتتاح "منتزه قرم الجبيل" الواقع في ضواحي أبوظبي بمنطقة تُعد بمنزلة رئة الإمارة، لِما تحويه من أشجار قرم كثيفة.. وكذلك تخليدًا لـ "يوم البيئة الوطني". فكل عام وبلادنا بخير!