ابتلاء وعزلة.. وأمل
قراؤنا الأعزاء.. كـل عـام وأنتـم بخيـر! من عادتي ألّا أتطرق إلى ما كان مؤلما في ما فات من أحداث؛ فحسب قناعاتي، لا جدوى من اجترار الأوجاع وفتح جروح بدأ الزمن يلملمها. في عددنا هذا المخصص لحصيلة عام 2020 بالصورة، حاولنا حصر لقطات رصدت مشاعرنا المختلفة والمتباينة حيال هذا العام الاستثنائي؛ فكان منها المؤلم والموحش.. وكذلك الباعث على الأمل. الآن وبعـد مـرور كـل هـذا الـوقت العصيب الـذي ابتُليـنا فيـه بهـذا الوبـاء، وبعـد معاناتي شخصـيًا العزلـة والفـراق، سـأحـدثكم عـن "الأمل" الذي وُلد من رحم تلك المعاناة. ففي عزّ الجائحة وبطشها، تَفرَّدت دولة الإمارات -دونًا عن بلدان العالم- بإطلاق مشروع كوني طموح: "مسبار الأمل". ولأننا أيضا تفردنا عن دول كثيرة بإسهامنا في إنتاج لقاح حازَ اعترافًا دوليًا وتشاركناه، ضمن حملة "لأجل الإنسانية"، مع مصر والأردن والبحرين؛ ولأننا بكل اقتدار حوّلنا هذه المحن التي مررنا بها إلى منح مباركة برهنت على كفاءتنا في إدارة أعتى الأزمات وعززت من ثباتنا وعزيمتنا وصوننا لقيمة المكان والإنسان.. أشارككم هذه الصورة (أعلاه) لأخبركم وبقية العالم أننا وفي الوقت الذي اتخذت فيه دول عريقة قرارات تقضي بإعادة حظر التجول، كنا نحن في الإمارات نرعى "منبتًا" مختلفًا زُرع فيه "الأمل" وشبَّ وترعرع. إذ فُتح أحد أجمل شواطئ أبوظبي وأكثرها استـدامة، للاستـمتاع بعـمل فـني متحرك يحكي قصة الاتحاد في أجواء الغروب، على خلفية مدينة أبوظبي. وخُصِّـص ريـع هذا العمـل لـدعم بـرامج ومشـروعـات تـرمي إلى حماية وإكثار أشجار القرم التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الإمارات. ذاك الذي مضى.. عامٌ مريرٌ أفزعنا. لكنه أتاح لنا وقفةَ تأمل لإعادة ترتيب أفكارنا، ومنـحنا فرصـة لتثمين مكاسـبنا، وجـعل مـن قيـادتنا نموذجًا رائــدًا في صياغـة مفهـوم جديـد لإدارة المحـن، والتي تحـولت بفضـل الله والتـزام المواطن والمقيم إلى "مِنَح" حقيقية.