كشفافية عين وليدٍ لم ترصد أي شيء بعد، نرقب المستقبل في هذا العام الجديد، وكأن لا سابق معرفي لدينا.. ولكن هل حقا مستقبلنا غير متوقع؟! في نظرة أولية -تناسب عدد الأوائل الذي بين يديك- للمنجز الإنساني الذي توصل إليه البشر عبر حضارات متباينة البيئات...
كشفافية عين وليدٍ لم ترصد أي شيء بعد، نرقب المستقبل في هذا العام الجديد، وكأن لا سابق معرفي لدينا.. ولكن هل حقا مستقبلنا غير متوقع؟! في نظرة أولية -تناسب عدد الأوائل الذي بين يديك- للمنجز الإنساني الذي توصل إليه البشر عبر حضارات متباينة البيئات والأزمنة، نجد أننا نقف على أعتاب مستقبل لا يقل إبهارا أو غموضا عما حققه الإنسان في عصور سابقة، عندما رسم على جدران كهفه ما كان يجول في خاطره، وعندما قرر أن يحلق خارج الأرض ليكتشف العدم، وعندما سعى للغوص في بدايات دماغه الأولى.
وحسب ما هو معروف في علم الاستشراف، وخصوصا ما هو متعلق بسيناريوهات المستقبل التي تعني في أحد تعريفاتها: وصف لوضع مستقبلي ممكن أو مرغوب به أو حتى مفروض، فإننا أمام انقلاب معرفي هائل سيغير الكثير من المسلّمات التي عرفناها. إذاً.. لن نبقى مبهورين طويلا أمام التحول التقني حولنا -الذي سيستمر في إبهارنا-، و إنما علينا التفكر جيدا لحماية أنفسنا مما سيحدث من تغيرات جذرية في الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا بعضا على مستوى الأفراد والجماعات!
سألَتْ رئيسة تحرير النسخة الدولية لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، سوزان غولدبيرج، بعض المتخصصين عن توقعاتهم للمستقبل، ويبدو هذا السؤال مناسبا جدا كوننا في بداية عام جديد نترقب فيه مستقبلا غامضا، فهل كانت إجابات المتخصصين تبشر بجمال مقبل، أم أن الوضوح الكامل لتحول مرتقب يفرض تحديات مبهمة؟ في رأيي أن حالنا يشبه تماما حال الإنسان الأول داخل كهفه؛ إذ يبقى ما هو مجهول رغم كل ما يفرضه من ‏مخاوف، مثيرا ويستحق أن يُعاش. فقط ما علينا فعله هو أن نمعن النظر جيدا، وسنستظل بكل ما وصلنا إليه من علم ومعرفة لنحجب ظلمة الجهل.. لعلنا نستبينه.

als.almenhaly@admedia.ae
alsaadal@