كمـا يعرف قراؤنـا، فإننا نقدم نسخة مترجمة بالعربية للنسخة العالمية من مجلة ناشيونال ‏جيوغرافيك، ولكن الكثير منهم لا يعرفون أن هناك شروطا تحريرية علينا الالتزام بها -كباقي النسخ التي تصدر بلغات العالم- لأداء مهمة تقديم العلم والمعرفة للقارئ العربي...
كمـا يعرف قراؤنـا،  فإننا نقدم نسخة مترجمة بالعربية للنسخة العالمية من مجلة ناشيونال ‏جيوغرافيك، ولكن الكثير منهم لا يعرفون أن هناك شروطا تحريرية علينا الالتزام بها -كباقي النسخ التي تصدر بلغات العالم- لأداء مهمة تقديم العلم والمعرفة للقارئ العربي أينما كان. والآن وبعد سنتين من تكليفي برئاسة تحرير المجلة أود أن أشارك القارئ العزيز بعض التفاصيل التي تجعله يتفهم الدور الذي يقوم به فريق تحرير المجلة العربية بصورة أكثر عمقا.
قبل أي شيء ‏نضطلع بمهمة تقديم العلم والمعرفة بلغة عربية سليمة قوية سهلة قابلة للاستيعاب ومحققة للإفادة، وقادرة بأسلوبها الشائق على أن تكون أداة مؤثرة وشاعلة لجذوة المعرفة لدى القارئ العربي. هذا هو الرهان الأساسي لفريق التحرير، فالحقيقة أن الترجمات التي تقدم هذا النوع من العلوم كثيرة، ولكن إلى أي درجة تتحقق جاذبيتها وأثرها عبر اللغة؟ هذا تماما ما نراهن عليه كفريق عمل ونركز كل طاقتنا لتحقيقه، وهو أهم شروط إدارة مجلة ناشيونال جيوغرافيك العالمية. فما لا يعرفه القارئ أن كل ما نقدمه من ترجمة يخضع بدرجة عالية لمراقبة لغوية في مقر المجلة الأم بالعاصمة الأميركية واشنطن، ويُترك لنا مجال التغيير على مستوى الغلاف والعناوين بما يتناسب مع سياقنا الثقافي العربي. وهذا بقدر ما يشكل ضغطا علينا، إلا أنه يرفع من المهنية في الطريقة التي نصوغ بها النصوص لتصل إليك عزيزي القارئ بهذا المستوى، وذلك بفضل العراقة التي يتمتع بها فريق التحرير العالمي والذي راكم ما يزيد عن 126 سنة من الخبرة.
هذا عن الموضوعات المترجمة، أما الموضوعات المنتجة في الأصل باللغة العربية ـ مثل "يوميات مصورة" بهذا العدد ـ فتخضع لشروط أكثر صرامة للتأكد من التزامها بمعايير المجلة العالمية؛ إذ يتم التواصل المستمر بشأنها مع واشنطن من ناحية السلامة العلمية وجودة الصور وجاذبية التصميم، وهي معايير تفرض علينا بطبيعة الحال التشدد حيال الكثير من مقترحات الموضوعات المختلفة التي تصلنا من كُتاب وباحثين يسعون لنشر منتجهم على صفحات مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية. ولذا فإننا ندعو هؤلاء إلى أن يتفهموا هذا الأمر، حتى نحافظ على مصداقية المجلة لدى القارئ العربي.. والعالمي.