ها قد بات مسبار "New Horizons" (الآفاق الجديدة) قاب قوسين أو أدنى من طرق باب كويكب "بلوتو". ففي يوم 14 يوليو الجاري، وبعد تسع سنوات قضاها المسبار سابحاً في ملكوت السماوات، من المتوقع أن يتوصل إلى كشف خبايا آخر ما كنا ذات زمن نعتقده كوكباً في مجموعتنا...
ها قد بات مسبار "New Horizons" (الآفاق الجديدة) قاب قوسين أو أدنى من طرق باب كويكب "بلوتو". ففي يوم 14 يوليو الجاري، وبعد تسع سنوات قضاها المسبار سابحاً في ملكوت السماوات، من المتوقع أن يتوصل إلى كشف خبايا آخر ما كنا ذات زمن نعتقده كوكباً في مجموعتنا الشمسية؛ لتستقبل الأرض -ولأول مرة- بيانات وصور عنه وعن أقماره (غريبة الأطوار). ولكن قبل كل هذا، هل تعرفون قصة بلوتو؟! يبدو أمره مثيرا جدا. ولأننا جميعا لا نعرف ما سيكشف لنا المسبار عندما يقترب إلى بلوتو بمقدار 12500 كيلومتر، فإن المجلة تقدم في هذا العدد عرضاً مفصلاً ومبسَّطاً لتاريخ البحث الإنساني المضني وما شابه من فضول لم يتسَنَّ للعلماء إشباعه منذ 85 سنة عن جرم بلوتو المجهول.
عندما نقرأ عن الاكتشافات الفضائية فإننا عادةً ما نركز اهتمامنا على موضوع الاكتشاف بعينه، لكننا نغفل عن الوسائل التقنية التي تتيح لنا النفاذ من أقطار السماء -مثل مسبار (الآفاق الجديدة). إذ لا يمكننا إلا أن نندهش لقدر المُعدّات التقنية الفائقة التي اخترعها الإنسان، ولا يزال، لكي يقهر التحديات الصِّعاب التي تواجهها المَهمَّات الفضائية. وهذا تماما ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة تنخرط في نادي غُزاة الفضاء لتواكب العالم المتقدم في هذا المجال؛ إذ أعلنت في مايو الماضي عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لتشارك العالمَ سبر أغوار هذا الكوكب بإطلاق "مسبار الأمل" عام 2020، في تحدٍّ رائع وتتويجٍ لمسيرة هذا البلد في الذكرى الخمسين لتأسيسه.
تحوي بحوث الفضاء، رغم كل ما تحويه من مخاطر، فوائد لا حدود لها ومنفعة للبشرية في كل المجالات الإنسانية، وليس فقط في تقنية الأقمار الصناعية التي يزداد تأثيرها على حياتنا كل لحظة. فالأسئلة العلمية التي تتناسل في أذهان العارفين بهذا المجال لا تتوقف، وأي مساهمات من بلداننا العربية في البحث عن أجوبة لها سيجلب لنا منافع جمة بالإفادة من خبرات من سبقونا إلى دروب الفضاء. ولذلك فإننا أمام "أمل" عملاق سيفتح لنا وللعرب أجمعين "آفاقاً جديدة" تستحقها أوطاننا.