كل عام وأنتم بخير.. نستهل سنتنا الجديدة بدعوة كريمة لجعل 2016 عام القراءة، كما وجه بذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله ورعاه) رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. هي إذاً دعوة للتحلي بجمال العقل.ولأن الجمال أكثر من "مسألة ذوق"،...
كل عام وأنتم بخير.. نستهل سنتنا الجديدة بدعوة كريمة لجعل 2016 عام القراءة، كما وجه بذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله ورعاه) رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. هي إذاً دعوة للتحلي بجمال العقل.
ولأن الجمال أكثر من "مسألة ذوق"، اختلف جل الفلاسفة حول مفهومه، وتباينت وجهات نظرهم ونظرياتهم بشأن تقييمه وأحكامه.​ فمشاعرنا الإنسانية التي تصنع استجابتنا للأشياء وبالتالي أحكامنا الجمالية تجاهها، إنما هي عرضة لعدد كبير من الاشتراطات القيمية الثقافية والاقتصادية وحتى السياسية. كما أنها تعتمد في درجة كبيرة منها على تفضيلات البشر في اللاوعي أو التدريب والقرار الواعي.. تماما كما جاء قرارنا لجعل صور الحشرات موضوعنا لرزنامة عام 2016 (هديتنا المرفقة مع عدد يناير). يقول الإمام الغزالي في تعريفه للجميل: إنه الشيء السليم من العيوب، ثم يرتقي بعد ذلك في سلم الكمال؛ ودرجة جماله مرتبطة بمقدار ارتفاعه في ذلك السلم. في رأيي أن تعريفه ذاك، فيه مفردات نسبية لا يمكن قياسها، ككلمة "عيوب" وهو تعريف نسبي يخضع لاشتراطات البشر التي ذكرناها سابقا. ولكن هذا كله لا ينطبق بأي حال من الأحوال على خلق الله الذي لا يمكن إلا أن يكون جميلا.
الجمال هو استيعابنا لآيات الله التي أبدعها وبثها في الكون وأمر الإنسان أن ينظر فيها، ويستقبل عبرها الإحساس بالأرض وما عليها. ولأن الجمال قيمة أساسية في عالم ناشيونال جيوغرافيك، كان جمال الصورة والمفردة والمعنى محط اهتمامنا الأقصى لتتحقق رؤانا بالحفاظ على الأرض، عبر الابتكار في تقديم المعلومة واللقطة واللغة المترجمة بها؛ عبر اختزال كل لحظات الدهشة والبهجة والغرابة والإثارة في مكان واحد يجمع أزمنة متباينة، كصور "ستيفن ويلكس" -تحفة هذا العدد- التي خلدت لقطات لم يكن ممكنا في وقت سابق جمعها في إطار واحد. وعلى إيقاع الجمال في هذا الكون.. ستسير أعدادنا لهذا العام موثقة بالكلمة والصورة روعة الطبيعة وعلاقاتنا بها.