إلى أي مدى وصلنا في سعينا الدؤوب إلى بلوغ أقصى سرعة وارتفاع وبُعد؟في الوقت الذي ينشغل فيه المحللون المعنيون بالرياضة والرياضيين بسرد الأرقام القياسية المتحققة، وينهمكون في تحليلها وإبراز العوامل العلمية والنفسية المؤدية إليها كما في موضوعنا الرئيس لهذا...
إلى أي مدى وصلنا في سعينا الدؤوب إلى بلوغ أقصى سرعة وارتفاع وبُعد؟
في الوقت الذي ينشغل فيه المحللون المعنيون بالرياضة والرياضيين بسرد الأرقام القياسية المتحققة، وينهمكون في تحليلها وإبراز العوامل العلمية والنفسية المؤدية إليها كما في موضوعنا الرئيس لهذا العدد «أسرع أذكى أقوى»، سأتجه في كلمتي هذه إلى زاوية مختلفة حول العائد الذي اكتسبته الإنسانية من تحقق هذه الأرقام القياسية؟!
ما الفائـدة المتحققة لكـوكب الأرض من إنجـاز عـدّاءٍ مـا مسـافة في وقـت أقل بثوان معدودة عما حققه عداءٌ سابق؟ ما العائد المادي والمعنوي الذي سيكتسبه سكان الأرض من السنتيمترات الإضـافية الـتي حقـقها بطـل وثب طويل في قفزته وتفوقه فيها على سابقه؟ كيف سننقذ بيئتنا من الخطر المحدق بها جراء التغير المناخي المتسارع وتبعاته الضارة، بفضل الجرامات الإضافية التي تمكن رباع ما من حملها في أثقال لم يحققها زميله!
بكل تأكيد تُعد هذه الانجازات العالمية نقاط ضوء في السجل البشري، غير أنها تظل نقاطا «فقط» إلى أن يتم تحويلها إلى سراج يُبدد الظلام المخيم على أغلب بقاع الأرض. تلك هي الزاوية التي أقصدها، والتي يظهر فيها الضوء الذي يحمله نجوم الرياضة للآخرين في العالم، عندما يتحركون بألقهم المكتسب نتيجة إنجازاتهم «القياسية» لتغيير أحوال الأرض وسكانها إلى الأفضل؛ وعندما يحملون شعارات إنسانية تكافح الجهل والفقر والمرض، وتحمي البيئة وتنبذ العنف؛ ويسعون بإمكانات الـمـال والشهـرة الـتي يمتلكونها -عبر الفعل والإلهام- إلى التأثير في الأجيال المقبلة حاملين شعلـة أمـل نحـو مستقبـل مشـرق، فيه عالم أفضل وأصلح للعيش.
السعي إلى هدف بطولي حق مشروع، وهو بالتأكيد أمر يتطلب من صاحبه قدرا عظيما من القوة والصبر والشجاعة التي لو تحققت لفتحت لصاحبها خزائناً من المال والشهرة؛ غير أن هذا الإنجاز يظل مؤثرا في حدود صاحبه فقط، فيحقق له مصالح آنية تظل ضيقة وقصيرة المدى ولا تتجاوز محيطه الخاص، فيتحول بعد زمن إلى مجرد صاحب رقم قياسي سيُنسى بعد أن يأتي من يتفوق عليه بثوان أقل أو سنتيمترات أكثر أو جرامات أثقل. إن ما يمكن أن يتحقق من دفع للأداء البشري إلى أقصاه، يجب أن يكون لمصلحة البشرية جمعاء.
في الوقت الذي ينشغل فيه المحللون المعنيون بالرياضة والرياضيين بسرد الأرقام القياسية المتحققة، وينهمكون في تحليلها وإبراز العوامل العلمية والنفسية المؤدية إليها كما في موضوعنا الرئيس لهذا العدد «أسرع أذكى أقوى»، سأتجه في كلمتي هذه إلى زاوية مختلفة حول العائد الذي اكتسبته الإنسانية من تحقق هذه الأرقام القياسية؟!
ما الفائـدة المتحققة لكـوكب الأرض من إنجـاز عـدّاءٍ مـا مسـافة في وقـت أقل بثوان معدودة عما حققه عداءٌ سابق؟ ما العائد المادي والمعنوي الذي سيكتسبه سكان الأرض من السنتيمترات الإضـافية الـتي حقـقها بطـل وثب طويل في قفزته وتفوقه فيها على سابقه؟ كيف سننقذ بيئتنا من الخطر المحدق بها جراء التغير المناخي المتسارع وتبعاته الضارة، بفضل الجرامات الإضافية التي تمكن رباع ما من حملها في أثقال لم يحققها زميله!
بكل تأكيد تُعد هذه الانجازات العالمية نقاط ضوء في السجل البشري، غير أنها تظل نقاطا «فقط» إلى أن يتم تحويلها إلى سراج يُبدد الظلام المخيم على أغلب بقاع الأرض. تلك هي الزاوية التي أقصدها، والتي يظهر فيها الضوء الذي يحمله نجوم الرياضة للآخرين في العالم، عندما يتحركون بألقهم المكتسب نتيجة إنجازاتهم «القياسية» لتغيير أحوال الأرض وسكانها إلى الأفضل؛ وعندما يحملون شعارات إنسانية تكافح الجهل والفقر والمرض، وتحمي البيئة وتنبذ العنف؛ ويسعون بإمكانات الـمـال والشهـرة الـتي يمتلكونها -عبر الفعل والإلهام- إلى التأثير في الأجيال المقبلة حاملين شعلـة أمـل نحـو مستقبـل مشـرق، فيه عالم أفضل وأصلح للعيش.
السعي إلى هدف بطولي حق مشروع، وهو بالتأكيد أمر يتطلب من صاحبه قدرا عظيما من القوة والصبر والشجاعة التي لو تحققت لفتحت لصاحبها خزائناً من المال والشهرة؛ غير أن هذا الإنجاز يظل مؤثرا في حدود صاحبه فقط، فيحقق له مصالح آنية تظل ضيقة وقصيرة المدى ولا تتجاوز محيطه الخاص، فيتحول بعد زمن إلى مجرد صاحب رقم قياسي سيُنسى بعد أن يأتي من يتفوق عليه بثوان أقل أو سنتيمترات أكثر أو جرامات أثقل. إن ما يمكن أن يتحقق من دفع للأداء البشري إلى أقصاه، يجب أن يكون لمصلحة البشرية جمعاء.