اتسمت مدينة أبوظبي خلال العقود الماضية، ومنذ بدأت النهضة العمرانية بفضل الطفرة الاقتصادية، بجمالية عمرانية راعت إلى درجة عالية المحددات البيئية والاجتماعية والثقافية للمكان. فقد أولى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اهتماما بالغا...
اتسمت مدينة أبوظبي خلال العقود الماضية، ومنذ بدأت النهضة العمرانية بفضل الطفرة الاقتصادية، بجمالية عمرانية راعت إلى درجة عالية المحددات البيئية والاجتماعية والثقافية للمكان. فقد أولى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اهتماما بالغا بالمشروع الحضري لإمارة أبوظبي، إذ كان رحمه الله يحلم بمدينة فُضلى، واضعا نصب عينيه تلك المحددات؛ وهو نهج يسير عليه القائمون على التنمية العمرانية في أبوظبي حتى اليوم؛ لاسيما في ظل التغييرات السريعة التي شهدتها الإمارة وتحديدا خلال العشرين عاما الماضية. وليس أدل على ذلك من بناء المدن المتكاملة خارج حدود جزيرة أبوظبي، بالإضافة إلى "مشروع منطقة العاصمة"، مع مراعاة الموارد والمحددات الحالية والمستقبلية المتوقعة، سواء أكانت بشرية أم بيئية.
نعلم تماما -نحن أبناء جيل السبعينيات من سكان إمارة أبوظبي- مقدار التغيير الذي حدث في المشهد الحضري في كل أرجاء الإمارة؛ وهو ما يمكن التأكد منه عبر عودة سريعة إلى الصور والفيديوهات الأرشيفية التي تجعلنا نستحضر بسهولة ذلك التغيير الكبير الذي ظلت تشهده الإمارة على مستوى التخطيط والتنفيذ من عقد إلى آخر. ذلك أنه ومنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورغم التحول المتسارع، كان لكل مرحلة سمات عمرانية جلية، أكدت أن ما يحدث هو ضمن مخطط شامل مرن ومدروس بدقة لتسهيل الانتقال إلى مراحل لاحقة بكل انسيابية، من دون إغفال المعايير التي ظلت ثابتة رغم المستجدات؛ وأهمها على الإطلاق ترك إرث حضري يمكِّن الأجيال المقبلة من العيش في بيئة مستدامة مناسبة للجميع، مهما اختلف تنوعهم الديموغرافي، بشكل يضمن سعادة الإنسان.. والمكان.