مــن جــديـــد تُـحـمَّـل وسـائــل التواصـل الاجتمـاعي المسـؤولــية الأخـلاقيــة عــن انتهـاكـاتنـا -نحـن البشـر- "غيـر الإنسـانية" في محيطنا؛ وذلك على الرغم من أن التاريخ يشهد -وقبل اختراع كل وسائل الاتصال- أن الإنسان اعتاد التصرف بفردية تسيطر عليها...
مــن جــديـــد تُـحـمَّـل وسـائــل التواصـل الاجتمـاعي المسـؤولــية الأخـلاقيــة عــن انتهـاكـاتنـا -نحـن البشـر- "غيـر الإنسـانية" في محيطنا؛ وذلك على الرغم من أن التاريخ يشهد -وقبل اختراع كل وسائل الاتصال- أن الإنسان اعتاد التصرف بفردية تسيطر عليها الأنانية والرغبة في التميز، وأنه لتحقيق ذلك لا يتردد -بجهل في أحيان كثيرة- في القيام بأفعال تنحرف بإنسانيتنا عن مسارها الصحيح. وليس أدل على ذلك من أنه، وفي الوقت الحالي الذي يتعامل فيه الإنسان مع أقصى ما وصل إليه من أدوات المدنية المتطورة، انجرف بكل قوته مع إغراءات الاستهلاك المادي المفرط بهدف تحقيق متع حسية مؤقتة، حتى وإن كانت على حساب كوكبه وبيئته. في موضوعنا الرئيس بـ "مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية" لشهر يونيو، يظهر بوضوح الدور السلبي الذي تؤديه وسائل التواصل الاجتماعي حيال انتهاك الإنسان حقوق الحيوان عبر الترويج للسياحة البرية، وانتشاره السريع كالنار في تأجيج رغبات السياح لالتقاط الصور مع الحيوانات الفريدة أينما كانت، من دون الانتباه لما يمكن أن يسببه ذلك من ألم وإضرار بالحياة الخاصة لهذه المخلوقات.
بالفعل ساعدت صورنا مع الحيوانات التي ننشرها عبر حساباتنا في وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة رغبات الآخرين بتقليدنا، وحسب الموضوع فإن تلك الصور أسهمت في جعل هذا النشاط على قائمة رغبات السياح، غير أن "وسائل التواصل" لم تنجح في حث مستخدميها "غير الواقعين" أساسا تحت تأثير الهوس بالاستهلاك المادي والمعنوي والتقليد المفرط، على أي أمر يحقق رغباتهم في التميز أمام الآخرين. لم تتسبب وسائل التواصل في زرع هذه الطباع في البشر، غير أنها تحولت سريعا إلى أداة تجارية في يد المستفيدين من النزعة الاستهلاكية المضرة بالكوكب ومن عليه؛ فيما كان من الممكن أن تتحول كذلك إلى أداة في يد من هم على الجهة المقابلة من المنددين بهذه الانتهاكات. وذلك ما نرجو أن يفعله كل قارئ لهذا العدد، عبر إظهار ما تتعرض له الحيوانات من آلام ومآسي عبر حساباته الإلكترونية، لعل ذلك يؤثر في سلوك الآخرين "الرقمي"، فتتوقف تلك الإعجابات والمشاركات التي يقوم بها الناس لهذه الصور.
بالفعل ساعدت صورنا مع الحيوانات التي ننشرها عبر حساباتنا في وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة رغبات الآخرين بتقليدنا، وحسب الموضوع فإن تلك الصور أسهمت في جعل هذا النشاط على قائمة رغبات السياح، غير أن "وسائل التواصل" لم تنجح في حث مستخدميها "غير الواقعين" أساسا تحت تأثير الهوس بالاستهلاك المادي والمعنوي والتقليد المفرط، على أي أمر يحقق رغباتهم في التميز أمام الآخرين. لم تتسبب وسائل التواصل في زرع هذه الطباع في البشر، غير أنها تحولت سريعا إلى أداة تجارية في يد المستفيدين من النزعة الاستهلاكية المضرة بالكوكب ومن عليه؛ فيما كان من الممكن أن تتحول كذلك إلى أداة في يد من هم على الجهة المقابلة من المنددين بهذه الانتهاكات. وذلك ما نرجو أن يفعله كل قارئ لهذا العدد، عبر إظهار ما تتعرض له الحيوانات من آلام ومآسي عبر حساباته الإلكترونية، لعل ذلك يؤثر في سلوك الآخرين "الرقمي"، فتتوقف تلك الإعجابات والمشاركات التي يقوم بها الناس لهذه الصور.