هناك قصص مختلفة في الموروث العربي تروى حول المثل: "من شابه أباه.. فما ظلم"؛ ومن المدخل نفسه، وسواء أكان ذلك المثل شطرا في بيت شعر أم قولا مأثورا، فإن لنا أن نستخدمه لنقول خلاصة أحد أجمل مواضيع هذا العدد "قواعد العشق بلغة العلم". إذ أثبتت الدراسات...
هناك قصص مختلفة في الموروث العربي تروى حول المثل: "من شابه أباه.. فما ظلم"؛ ومن المدخل نفسه، وسواء أكان ذلك المثل شطرا في بيت شعر أم قولا مأثورا، فإن لنا أن نستخدمه لنقول خلاصة أحد أجمل مواضيع هذا العدد "قواعد العشق بلغة العلم". إذ أثبتت الدراسات العملية أن لـِ"مفرداتنا الوراثية شديدة الخصوصية" دورا كبيرا في خياراتنا؛ وأن سيطرتنا على أنفسنا -كما نتوقع- لا دخل لها في كثير من تصرفاتنا. إنها حقيقة علمية تجعلنا بشكل أو بآخر نتعامل مع اختلافاتنا نحن البشر -بكل أنواعها- بقدر كبير من القبول، وكذلك الاحترام والتعاطف.
وإلى مدخل آخر.. يأخذنا موضوع "آلهة الإغريق وأساطيرهم" إلى زاوية أخرى تماما حول خيارات أخرى للبشر قد لا يكون لمورثاتنا سلطة أبدية عليها. جرى ذلك في حقبة من التاريخ أسس فيها الإنسان علاقة مع آلهة متعاقبة، معتقدا بدورها في رخائه وبقائه وكذلك بقدرتها على تحديد مصيره في مرحلة ما بعد الموت، مقيما لها طقوسا شديدة التعقيد؛ ومن ثم تحوله عنها في حقبة أخرى إلى ديانات غيرها.. وهكذا. وفي هذا أكبر دليل على أن لنا -بوصفنا نوعا بشريا- قدرات هائلة على الخروج عن مسار موروثاتنا، في أمور شديدة التأثير كالمعتقدات.
ولأننا في دولة الإمارات نؤمن تماما بأن تمكين الإنسان من العلم يجعله قادرا على تغيير مصيره مهما كان تاريخه، فإننا ومن خلال صفحات "استشراف"، نشير إلى ما سنشهده في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، بانضمام أول شخص إماراتي إلى بعثة فضاء دولية على متن المركبة "سويوز إم إس 15"، ليقضي ثمانية أيام في "محطة الفضاء الدولية"، حيث يجري تجارب علمية قدم بعضها طلبة مدارس وجامعات بدولة الإمارات العربية المتحدة. وكذلك سنبدأ -ولأول مرة- اكتشاف تأثير الرحلات الفضائية في الحمض النووي لإنسان من المنطقة العربية، وعلى وموروثاته الجينية.. بطبيعة الحال.