في الواقع.. لا أعرف من أين أبدأ، ولا أي الأفكار تحديدًا أَبسط وأطرح. إذ أَجدني اليوم بحاجة إلى مساحة أكبر من هذه الافتتاحية التي اعتادت حملَ آرائي وانطباعاتي الشخصية عمّا يشدّني في كل عدد ويلهمني ويدفع بي إلى مناطق جديدة لم أخبرها من قبل. كيف لا وقد...
في الواقع.. لا أعرف من أين أبدأ، ولا أي الأفكار تحديدًا أَبسط وأطرح. إذ أَجدني اليوم بحاجة إلى مساحة أكبر من هذه الافتتاحية التي اعتادت حملَ آرائي وانطباعاتي الشخصية عمّا يشدّني في كل عدد ويلهمني ويدفع بي إلى مناطق جديدة لم أخبرها من قبل. كيف لا وقد شهدنا للتو -نحن العرب- إطلاق أول مسبار لنا في الفضاء! اسمه "مسبار الأمل" الإماراتي وقد انطلق نحو المريخ في فجر يوم 20 يوليو الماضي، في حدث يعيد الأمل إلى العالم العربي في ظل الظروف العصيبة التي نعيشها اليوم بسبب جائحة "كوفيد19-". يتحدث الموضوع الذي يشغل الحيّز الأكبر في عددكم هذا من "مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية"، عن تاريخ الأوبئة وعوالمها وعلمائها الذين واجهوها. على أن الموضوعات الأخرى لا تبتعد كثيرا عن فكرة التاريخ والعِبَر التي ينبغي لنا استخلاصها منه قبل فوات الأوان.
لكني سألقي الضوء الأسطع على موضوع ربما يبدو لبعضكم أقل أهمية من بين كل تحقيقات العدد.. وكذلك بدا لي للوهلة الأولى. عنوانه: "على جناح اللوح"، ويتطرق إلى ممارسي التزلج اللوحي (Skateboarding) في كاليفورنيا، مَهْد هذه الرياضة ومُنطلَقها. إذ نجح روادها الشباب في التمرد على قوى الجاذبية قبل تمردهم على المشهد الحضري والثقافي لمُدنهم، والذي فرضوا فيه وجودهم وسط هيمنة الرياضات الأكثر شعبية. استطاع هؤلاء خلق عوالم جديدة تُعبّر عن أذواقهم الخاصة في شكل اللباس ولغة التخاطب وغير ذلك، وفتح بعضهم لنفسه أبواب النجومية والنجاح المادي. أما أقصى نجاح لهم فهو إدراج رياضتهم هذه في قائمة الألعاب الأولمبية بدءًا من دورة طوكيو المقبلة.
إنَّ احتقار الأفكار وعَدَّ أي منها أدنى من غيرها أو تصنيفها ضربًا من المستحيل، لَهُو منحى يرمي صاحبَه في مجاهل الجهل وضيق الأفق؛ وذلك تحديدًا ما ظل يتفاداه بعض العلماء بتركيزهم على أمور تَجاهلها غيرهم أو حتى تَفّهها؛ فابتكروا لنا علاجات كبَحَت جماح أشد الأوبئة فتكًا بالإنسان. وكذلك فعل أولئك الكهنة القدامى الذين جعلوا من حدَث الموت صناعة مربحة تقود إلى الثراء.. وكذلك فعلنا في دولة الإمارات، عندما مضينا قُدما ولم نُصْغِ إلّا إلى حُلمنا فأطلقنا "مسبار الأمل".. ومعه كل الأمنيات بغد مشرق ومفعم بالأمل.