صور العام 2025

من بين آلاف الصور التي التقطها مصوّرو ناشيونال جيوغرافيك في بقاع العالم، اخترنا لكم هذه المجموعة التي ألهمتنا وأثّرت فينا أكثر من سواها.

طمـوحـات خضـــراء كبــرى

عدسة: ميويرا راجاوناري مباي آوا، السنغال

في السهول الجافة بغرب السنغال، ثمة تقدم كبير في مشروع "الجدار الأخضر العظيم" الطموح في إفريقيا. في عام 2007، وضع قادة "الاتحاد الإفريقي" خطة جريئة لمكافحة التصحر عبر غرس شريط نباتي ضخم يَتمّ في أفق عام 2030، ويمتد مسافة تقارب الـ8000 كيلومتر عبر أكثر من 20 دولة. وإن تحقق هذا المشروع، الذي تُقدَّر تكلفته بمليارات الدولارات، فسيكون أحد أكبر الجهود لاستصلاح الأراضي المتدهورة في التاريخ. وعلى كل الصعوبات والتحديات، فإن المزارعين المحليين يحققون تقدّمًا في رعاية "الجدار". وتَظهر في مقدمة الصورة، "مريم سامبا باه"، أمينة صندوق تعاونية نسائية سنغالية تُدعى "أند بوك أم أم" (ومعناها: معًا نتقاسم الثروة) في مباي آوا. قبل تسعة أعوام، منحت الحكومة هذه التعاونية قطعة أرض مساحتها ستة هكتارات، واليوم تبيع أكثر من 400  عضو بالتعاونية منتجاتهن في الأسواق المحلية أو يستخدمنها لإطعام أسرهن. يواجه المشروع انتقادات بفعل تكلفته الباهظة وصعوبة متابعته، فيما تشكل الاضطرابات السياسية والهجمات الإرهابية وتغير المناخ عقبات رئيسة أخرى. لكن وعلى التحديات، فإن المشروع يحقق نجاحًا متزايدًا كلما اقترب من الناس. فتمكين المجتمعات الصغيرة مثل "أند بوك أم أم" من هذا "الجدار" يُسهم في خلق وظائف مباشرة للنسوة اللواتي يمكنهن جني ثمار جهدهن بصورة فورية. وهن يزرعن الطماطم والكركديه (البِساب) الذي يُجفّف ويُمزج بالنعناع والزنجبيل لصنع المشروب الوطني للسنغال. تقول المصوّرة "راجاوناري" إنها انبهرت بالرحلة اليومية لبعض هؤلاء النسوة تحت لهيب الصحراء لجلب الماء إلى محاصيلهن. "إنهن مثيرات للإعجاب والدهشة"، تقول المصورة، قبل أن تتساءل أيضًا: "هل سينجحن في ذلك؟". ولكن شكّها ذاك تبدد كثيرًا بعد لقائها سامبا باه، إذْ قالت عنها: "بدت لي امرأة منضبطة للغاية تأخذ مَهمتها على محمل الجد.. وقائدة عظيمة حقًا".

 

عشاء على الجليد
عدسة: رويي غاليتز المحيط المتجمد الشمالي، شمال سفالبارد، النرويج

بين قطع الجليد العائمة، طفا حوت عنبر نافق، بجثة متحللة وفم مفتوح. عندما التقط المصور "رويي غاليتز" المشهدَ بطائرة مسيَّرة، كانت الصورة مدهشة إلى درجة أنه احتاج إلى لحظات ليدرك وجود أنثى دب قطبي تمد فكها لتخترق جلد الحوت السميك. وكان غاليتز يَقود بعثة فوتوغرافية عبر أرخبيل سفالبارد النرويجي، عندما لاحظ بقعة سوداء غريبة تلوح في الأفق. ومع اقتراب كاسحة الجليد التي كانت تقلّهم، أدرك -بالسمع والشم معًا- أن ما يراه جثة ضخمة متحللة تطلق بين الحين والآخر غازات كريهة الرائحة، "كوسادة هواء عملاقة"، كما وصفها. لكن المشهد أثار سؤالًا غريبًا: ماذا يفعل حوت العنبر هنا أصلًا؟ فهذا النوع يفضل المناخات المعتدلة، لكن احترار القطب الشمالي يدفع بعض الحيتان لتجاوز نطاقها الطبيعي. كما أن التيارات القوية والرياح العاتية قد تكون هي من دفعته شمالًا؛ فكان ذلك مفاجأة سارة لكلٍّ من غاليتز وأنثى الدب التي بذلت جهدًا كبيرًا للظفر بنصيب من الوليمة؛ إذ يقول هذا المصور: "يمكن رؤيتها وهي تحاول اختراق الحوت، لكن جلده سميك للغاية".

 

يوم مُفعم بالدراما
عدسة:  ستيفن ويلكس بوتسوانا وكندا

خلال يوم واحد مليء بالإثارة، شاهد المصور "ستيفن ويلكس" حيوانات تندفع نحو بركة ماء شحيحة في ذروة القحط لدى "دلتا أوكافانغو" في بوتسوانا. هنالك نشرت الفيَلة آذانها، وبسطت الظباء والحُمر الوحشية سيقانها في اندفاع هائج. وخفض فرس نهر رأسه لمهاجمة فيل صغير، فيما فتح آخرٌ فمه الضخم لنشر الرهبة. طبَّق ويلكس تقنيته الشهيرة، "جعْلُ النهار ليلًا"، حيث يلتقط ما يصل إلى1500  صورة من موقع واحد على مدار 18 إلى 36 ساعة، ثم يدمج أفضل 50  لحظة أو نحو ذلك لإنشاء صورة نهائية. يقول ويلكس: "كانت الحيوانات كلها عطشى وساخنة ومتوتّرة؛ وكلٌّ منها يبحث عن بقائه فقط".
قبل عشرة أعوام، وبينما كان ويلكس جالسًا لدى بركة ماء مماثلة في "سرينغيتي"، شهد مشهدًا مختلفًا تمامًا: هدوء وتعاون بين الحيوانات. يقول مستذكرًا المشهد: "لم يكن ثمة شنآن أو تنافس بين أيّ من الوحيش؛ فقد حظي جميعها بدوره". وهذا التغير بين الماضي والحاضر صار واضحًا جدًا؛ ففي "دلتا أوكافانغو" وأماكن أخرى في بوتسوانا، بدأت الفيَلة تقتحم المزارع القريبة بحثًا عن الماء، وهو أمرٌ يعتقد ويلكس أنه مقدمة لِما سيصبح صراعًا عالميًا على الموارد المشتركة.
استخدم ويلكس التقنية نفسها في الصورة المنشورة بالصفحتين التاليتين، حيث يُبرز مكانًا يعود فيه التناغم الطبيعي تدريجيًا. ههنا استقرت جماعات من أسود بحر "ستيلر" الشرقية على صخور "جزيرة ماك راي" في "مضيق مالاسبينا" القريب من مدينة فانكوفر الكندية. وقد عادت أعداد هذه الكائنات، التي كانت مهددة بالانقراض سابقًا، إلى النمو وإنْ بوتيرة بطيئة، ولا يزال هذا النمو مستقرًا اليوم بفضل التشريعات الفيدرالية في كندا والولايات المتحدة، من بين أسباب أخرى. وشاهد ويلكس الذكور تتنافس على أعلى النقاط لحماية مناطق نفوذها؛ إذْ يقول: "تقف الذكور في هذا الوضع المميز، وبعد خمس أو عشر دقائق، يصبح وزن أجسامها كبيرًا إلى درجة أنها تُضطر للاستلقاء". وقد عززت هذه التجربة الفوتوغرافية إيمانَه بأن السياسات يمكن أن تساعد على رفع -أو على الأقل تخفيف- الأضرار البيئية الناتجة عن الإنسان. يقول: "دائمًا ما تسبقنا هذه الحيوانات بخطوات كثيرة إلى حيث سنكون في المستقبل. وأرى في هذه الصور دعوة للتحرك".

تقاليد على شفير الهاوية
عدسة: جاستين جين كيرونا، السويد
يُعد رعي غزلان الرنة تقليدًا متوارثًا عبر الأجيال لدى شعب "سامِي". يُقال إنهم الشعب الأصلي الوحيد في أوروبا، ويُقَدر عددهم بنحو100  ألف نسمة، ويعيشون من خيرات أراضٍ تمتد عبر شمال النرويج والسويد وفنلندا وروسيا. يُعرف السامي بحرصهم الشديد على تراثهم العريق، إذْ ما انفكّوا يقفون حجر عثرة في طريق كل زحف عمراني جديد يُعرقل مسارات هجرة الرنة. 
واليوم، تتنامى مشروعات استخراج المعادن مثل الليثيوم والنيكل التي تُستخدم في التقنيات المستدامة بأوروبا. من الخارج، يبدو أن تنامي المبادرات الخضراء يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن مشكلة كثير من هذه المشروعات، وبخاصة في شمال السويد، أنها تلحق ضررًا بالغًا بالمناطق المحمية للسامِي.
خلال رحلة حديثة للمصور "جاستين جين" إلى الدائرة القطبية الشمالية، شاهد ما أسماه العناكب المعدنية، أيْ الرافعات والتوربينات، وهي تزحف على الأفق المكسو بالثلوج. وخلال رحلته، التقى "أسلاك ألاس"، الذي يرتدي معطفًا صوفيًا تقليديًا ويقطّع رنّة ذبحها للتو، فيما استُخدم الحاملُ المجاور لتمديد هذه الذبيحة. يقول جين: "لقد رأيت هذا المشهد مصادفةً.. لقطة زمنية لشخص من شعب سامي يعيش أسلوب حياة ثمين لديه ومجتمعه". يبدو المشهد وكأنه يعود لمئات السنين.. لولا أسلاك الكهرباء في الخلفية.  وموجة البناء والتعمير هذه ليست سوى تحدٍّ واحد من جملة تحديات يجابهها شعب سامي اليوم. وبات فصل الشتاء الأدفأ والأقل قابلية للتنبؤ يؤثر أيضًا في وصول قطعانهم من الرنة إلى مناطق نبات الأشنة، وهو مصدر غذاء رئيس لهذه الحيوانات؛ مما يزيد خطر المجاعة. "إنه هجوم على عدة مستويات"، يقول جين.

 

صور العام 2025

من بين آلاف الصور التي التقطها مصوّرو ناشيونال جيوغرافيك في بقاع العالم، اخترنا لكم هذه المجموعة التي ألهمتنا وأثّرت فينا أكثر من سواها.

طمـوحـات خضـــراء كبــرى

عدسة: ميويرا راجاوناري مباي آوا، السنغال

في السهول الجافة بغرب السنغال، ثمة تقدم كبير في مشروع "الجدار الأخضر العظيم" الطموح في إفريقيا. في عام 2007، وضع قادة "الاتحاد الإفريقي" خطة جريئة لمكافحة التصحر عبر غرس شريط نباتي ضخم يَتمّ في أفق عام 2030، ويمتد مسافة تقارب الـ8000 كيلومتر عبر أكثر من 20 دولة. وإن تحقق هذا المشروع، الذي تُقدَّر تكلفته بمليارات الدولارات، فسيكون أحد أكبر الجهود لاستصلاح الأراضي المتدهورة في التاريخ. وعلى كل الصعوبات والتحديات، فإن المزارعين المحليين يحققون تقدّمًا في رعاية "الجدار". وتَظهر في مقدمة الصورة، "مريم سامبا باه"، أمينة صندوق تعاونية نسائية سنغالية تُدعى "أند بوك أم أم" (ومعناها: معًا نتقاسم الثروة) في مباي آوا. قبل تسعة أعوام، منحت الحكومة هذه التعاونية قطعة أرض مساحتها ستة هكتارات، واليوم تبيع أكثر من 400  عضو بالتعاونية منتجاتهن في الأسواق المحلية أو يستخدمنها لإطعام أسرهن. يواجه المشروع انتقادات بفعل تكلفته الباهظة وصعوبة متابعته، فيما تشكل الاضطرابات السياسية والهجمات الإرهابية وتغير المناخ عقبات رئيسة أخرى. لكن وعلى التحديات، فإن المشروع يحقق نجاحًا متزايدًا كلما اقترب من الناس. فتمكين المجتمعات الصغيرة مثل "أند بوك أم أم" من هذا "الجدار" يُسهم في خلق وظائف مباشرة للنسوة اللواتي يمكنهن جني ثمار جهدهن بصورة فورية. وهن يزرعن الطماطم والكركديه (البِساب) الذي يُجفّف ويُمزج بالنعناع والزنجبيل لصنع المشروب الوطني للسنغال. تقول المصوّرة "راجاوناري" إنها انبهرت بالرحلة اليومية لبعض هؤلاء النسوة تحت لهيب الصحراء لجلب الماء إلى محاصيلهن. "إنهن مثيرات للإعجاب والدهشة"، تقول المصورة، قبل أن تتساءل أيضًا: "هل سينجحن في ذلك؟". ولكن شكّها ذاك تبدد كثيرًا بعد لقائها سامبا باه، إذْ قالت عنها: "بدت لي امرأة منضبطة للغاية تأخذ مَهمتها على محمل الجد.. وقائدة عظيمة حقًا".

 

عشاء على الجليد
عدسة: رويي غاليتز المحيط المتجمد الشمالي، شمال سفالبارد، النرويج

بين قطع الجليد العائمة، طفا حوت عنبر نافق، بجثة متحللة وفم مفتوح. عندما التقط المصور "رويي غاليتز" المشهدَ بطائرة مسيَّرة، كانت الصورة مدهشة إلى درجة أنه احتاج إلى لحظات ليدرك وجود أنثى دب قطبي تمد فكها لتخترق جلد الحوت السميك. وكان غاليتز يَقود بعثة فوتوغرافية عبر أرخبيل سفالبارد النرويجي، عندما لاحظ بقعة سوداء غريبة تلوح في الأفق. ومع اقتراب كاسحة الجليد التي كانت تقلّهم، أدرك -بالسمع والشم معًا- أن ما يراه جثة ضخمة متحللة تطلق بين الحين والآخر غازات كريهة الرائحة، "كوسادة هواء عملاقة"، كما وصفها. لكن المشهد أثار سؤالًا غريبًا: ماذا يفعل حوت العنبر هنا أصلًا؟ فهذا النوع يفضل المناخات المعتدلة، لكن احترار القطب الشمالي يدفع بعض الحيتان لتجاوز نطاقها الطبيعي. كما أن التيارات القوية والرياح العاتية قد تكون هي من دفعته شمالًا؛ فكان ذلك مفاجأة سارة لكلٍّ من غاليتز وأنثى الدب التي بذلت جهدًا كبيرًا للظفر بنصيب من الوليمة؛ إذ يقول هذا المصور: "يمكن رؤيتها وهي تحاول اختراق الحوت، لكن جلده سميك للغاية".

 

يوم مُفعم بالدراما
عدسة:  ستيفن ويلكس بوتسوانا وكندا

خلال يوم واحد مليء بالإثارة، شاهد المصور "ستيفن ويلكس" حيوانات تندفع نحو بركة ماء شحيحة في ذروة القحط لدى "دلتا أوكافانغو" في بوتسوانا. هنالك نشرت الفيَلة آذانها، وبسطت الظباء والحُمر الوحشية سيقانها في اندفاع هائج. وخفض فرس نهر رأسه لمهاجمة فيل صغير، فيما فتح آخرٌ فمه الضخم لنشر الرهبة. طبَّق ويلكس تقنيته الشهيرة، "جعْلُ النهار ليلًا"، حيث يلتقط ما يصل إلى1500  صورة من موقع واحد على مدار 18 إلى 36 ساعة، ثم يدمج أفضل 50  لحظة أو نحو ذلك لإنشاء صورة نهائية. يقول ويلكس: "كانت الحيوانات كلها عطشى وساخنة ومتوتّرة؛ وكلٌّ منها يبحث عن بقائه فقط".
قبل عشرة أعوام، وبينما كان ويلكس جالسًا لدى بركة ماء مماثلة في "سرينغيتي"، شهد مشهدًا مختلفًا تمامًا: هدوء وتعاون بين الحيوانات. يقول مستذكرًا المشهد: "لم يكن ثمة شنآن أو تنافس بين أيّ من الوحيش؛ فقد حظي جميعها بدوره". وهذا التغير بين الماضي والحاضر صار واضحًا جدًا؛ ففي "دلتا أوكافانغو" وأماكن أخرى في بوتسوانا، بدأت الفيَلة تقتحم المزارع القريبة بحثًا عن الماء، وهو أمرٌ يعتقد ويلكس أنه مقدمة لِما سيصبح صراعًا عالميًا على الموارد المشتركة.
استخدم ويلكس التقنية نفسها في الصورة المنشورة بالصفحتين التاليتين، حيث يُبرز مكانًا يعود فيه التناغم الطبيعي تدريجيًا. ههنا استقرت جماعات من أسود بحر "ستيلر" الشرقية على صخور "جزيرة ماك راي" في "مضيق مالاسبينا" القريب من مدينة فانكوفر الكندية. وقد عادت أعداد هذه الكائنات، التي كانت مهددة بالانقراض سابقًا، إلى النمو وإنْ بوتيرة بطيئة، ولا يزال هذا النمو مستقرًا اليوم بفضل التشريعات الفيدرالية في كندا والولايات المتحدة، من بين أسباب أخرى. وشاهد ويلكس الذكور تتنافس على أعلى النقاط لحماية مناطق نفوذها؛ إذْ يقول: "تقف الذكور في هذا الوضع المميز، وبعد خمس أو عشر دقائق، يصبح وزن أجسامها كبيرًا إلى درجة أنها تُضطر للاستلقاء". وقد عززت هذه التجربة الفوتوغرافية إيمانَه بأن السياسات يمكن أن تساعد على رفع -أو على الأقل تخفيف- الأضرار البيئية الناتجة عن الإنسان. يقول: "دائمًا ما تسبقنا هذه الحيوانات بخطوات كثيرة إلى حيث سنكون في المستقبل. وأرى في هذه الصور دعوة للتحرك".

تقاليد على شفير الهاوية
عدسة: جاستين جين كيرونا، السويد
يُعد رعي غزلان الرنة تقليدًا متوارثًا عبر الأجيال لدى شعب "سامِي". يُقال إنهم الشعب الأصلي الوحيد في أوروبا، ويُقَدر عددهم بنحو100  ألف نسمة، ويعيشون من خيرات أراضٍ تمتد عبر شمال النرويج والسويد وفنلندا وروسيا. يُعرف السامي بحرصهم الشديد على تراثهم العريق، إذْ ما انفكّوا يقفون حجر عثرة في طريق كل زحف عمراني جديد يُعرقل مسارات هجرة الرنة. 
واليوم، تتنامى مشروعات استخراج المعادن مثل الليثيوم والنيكل التي تُستخدم في التقنيات المستدامة بأوروبا. من الخارج، يبدو أن تنامي المبادرات الخضراء يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن مشكلة كثير من هذه المشروعات، وبخاصة في شمال السويد، أنها تلحق ضررًا بالغًا بالمناطق المحمية للسامِي.
خلال رحلة حديثة للمصور "جاستين جين" إلى الدائرة القطبية الشمالية، شاهد ما أسماه العناكب المعدنية، أيْ الرافعات والتوربينات، وهي تزحف على الأفق المكسو بالثلوج. وخلال رحلته، التقى "أسلاك ألاس"، الذي يرتدي معطفًا صوفيًا تقليديًا ويقطّع رنّة ذبحها للتو، فيما استُخدم الحاملُ المجاور لتمديد هذه الذبيحة. يقول جين: "لقد رأيت هذا المشهد مصادفةً.. لقطة زمنية لشخص من شعب سامي يعيش أسلوب حياة ثمين لديه ومجتمعه". يبدو المشهد وكأنه يعود لمئات السنين.. لولا أسلاك الكهرباء في الخلفية.  وموجة البناء والتعمير هذه ليست سوى تحدٍّ واحد من جملة تحديات يجابهها شعب سامي اليوم. وبات فصل الشتاء الأدفأ والأقل قابلية للتنبؤ يؤثر أيضًا في وصول قطعانهم من الرنة إلى مناطق نبات الأشنة، وهو مصدر غذاء رئيس لهذه الحيوانات؛ مما يزيد خطر المجاعة. "إنه هجوم على عدة مستويات"، يقول جين.