جنان بوليفيا الخفية
في حُضن "منتزه إيسيبورو سيكوري الوطني وأرض السكان الأصليين" حيث تلتقي سفوح جبال الأنديز الغابات المطرية المنخفضة في بوليفيا، ثمة مكان من الصعب للغاية بلوغه إلى درجة أنه وحتى وقت قريب لم تطأه قدم بشر إلا فيما نَدر. وصحيحٌ أن مجموعات السكان الأصليين "التسيماني" و"الموهينيو-ترينيتاريو" و"اليوراكاري" كانت تمارس القنص وصيد السمك في هذه الأراضي المنخفضة منذ آلاف السنين، لكن السكان المحليين يقولون إنه، فيما يَذكرون، لم يغامر أحد بالذهاب إلى حيث منابع نهر "سيكوري"، أحد روافد نهر الأمازون. "لا أحد.. لا أحد يعرف هذا المكان"، كما قال "رويسر هيربي"، أحد أفراد شعب اليوراكاري. "لا يمكنك الوصول إلى هناك بقارب التجديف.. إنه أمر محفوف بالمخاطر، فالمياه سريعة للغاية". ويؤيده في ذلك ابن عمه "فيليكس هيربي موزا"، عمدة "لا أسونتا"، وهي أقرب مستوطنة لشعب التسيماني إلى منابع سيكوري، بقوله: "هذه الغابات تدافع عن نفسها بالرعد والأمطار الغزيرة والرياح والبرق. ودائمًا ما كان ثمة خوف من الوحيش الخطر أيضًا. ولهذا السبب لم يذهب أسلافنا إلى هذا الصقع قَط". ويَموج هذا المكان المَخفي بأعداد وأنواع مذهلة من الوحيش. فههنا تجوب القضاعات الاستوائية أنهارًا تفيض بالأسماك، وتستريح خنازير الماء لدى فَيء الشجيرات، وتجثم ببغاوات "المقو" على أغصان الأشجار، وتتقاطع آثار نمور اليغور على ضفاف النهر. أما حيوانات مثل تابير أميركا الجنوبية الشهير بمهارته في المراوغة، فتُظهر سلوكًا بريئًا وساذجًا غير معتاد في وجود بشر. وتعليقًا على ذلك، قال "غيدو ميراندا"، عالم الأحياء لدى "جمعية صون الحياة البرية: "إن المرءَ لَيَشعر وكأنه في مكان لا مثيل له على الإطلاق. فما مِن أثر تمامًا لوجود بشر".
جنان بوليفيا الخفية
في حُضن "منتزه إيسيبورو سيكوري الوطني وأرض السكان الأصليين" حيث تلتقي سفوح جبال الأنديز الغابات المطرية المنخفضة في بوليفيا، ثمة مكان من الصعب للغاية بلوغه إلى درجة أنه وحتى وقت قريب لم تطأه قدم بشر إلا فيما نَدر. وصحيحٌ أن مجموعات السكان الأصليين "التسيماني" و"الموهينيو-ترينيتاريو" و"اليوراكاري" كانت تمارس القنص وصيد السمك في هذه الأراضي المنخفضة منذ آلاف السنين، لكن السكان المحليين يقولون إنه، فيما يَذكرون، لم يغامر أحد بالذهاب إلى حيث منابع نهر "سيكوري"، أحد روافد نهر الأمازون. "لا أحد.. لا أحد يعرف هذا المكان"، كما قال "رويسر هيربي"، أحد أفراد شعب اليوراكاري. "لا يمكنك الوصول إلى هناك بقارب التجديف.. إنه أمر محفوف بالمخاطر، فالمياه سريعة للغاية". ويؤيده في ذلك ابن عمه "فيليكس هيربي موزا"، عمدة "لا أسونتا"، وهي أقرب مستوطنة لشعب التسيماني إلى منابع سيكوري، بقوله: "هذه الغابات تدافع عن نفسها بالرعد والأمطار الغزيرة والرياح والبرق. ودائمًا ما كان ثمة خوف من الوحيش الخطر أيضًا. ولهذا السبب لم يذهب أسلافنا إلى هذا الصقع قَط". ويَموج هذا المكان المَخفي بأعداد وأنواع مذهلة من الوحيش. فههنا تجوب القضاعات الاستوائية أنهارًا تفيض بالأسماك، وتستريح خنازير الماء لدى فَيء الشجيرات، وتجثم ببغاوات "المقو" على أغصان الأشجار، وتتقاطع آثار نمور اليغور على ضفاف النهر. أما حيوانات مثل تابير أميركا الجنوبية الشهير بمهارته في المراوغة، فتُظهر سلوكًا بريئًا وساذجًا غير معتاد في وجود بشر. وتعليقًا على ذلك، قال "غيدو ميراندا"، عالم الأحياء لدى "جمعية صون الحياة البرية: "إن المرءَ لَيَشعر وكأنه في مكان لا مثيل له على الإطلاق. فما مِن أثر تمامًا لوجود بشر".