هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها

قلم: جيسون بيتل

عندما يقع أي شخص في مواجهة مع حيوان الظربان المخطط، سيدرك على الفور أنه يجب أن يبتعد عنه قبل أن تغمره رائحته الكريهة، إذ تنتشر فكرة أن هذا النوع من الثدييات، الموجود في أمريكا الشمالية، يُعَد حيوانًا ضارًا، وذلك بدءًا من الأدلة الميدانية وحتى الرسوم الكاريكاتورية التي تُنشر في جرائد صباح يوم السبت.

ولكن كيف تعرف الحيوانات البريّة أن حيوان الظربان يمتلك مثل هذه القوة المفحمة؟ 
نادرًا ما تهاجم الحيوانات المفترسة العملاقة -كالدببة والذئاب والأسود الجبلية- المخلوقات ذات اللونين الأبيض والأسود، إلا أن العلماء لم يدرسوا من قبل ما إذا كانت الخطوط السوداء والبيضاء للظربان هي علامات منفرة أو ألوانًا تحذيرية.  توصل "تيد ستانكوفيتش"، عالم البيئة السلوكية التطورية، ومدير مختبر الثدييات في جامعة ولاية كاليفورنيا، لونج بيتش، وزملاؤه إلى اكتشاف جديد: معظم الحيوانات المفترسة لا تولد بالضرورة بخوف غريزي من الظربان، ولكنها تتعلم عن طريق التجربة والخطأ أن تتجنبها. يقول ستانكوفيتش: "ولكن ما هذه إلا افتراضات شخصية من جانبنا". 

تجارب ذات رائحة كريهة!
لجأ العلماء، لأغراض التجربة، إلى الاستعانة بمجموعة من ذئاب القيوط في ولاية يوتا، والتي إما وُلدت في الأسر أو أُخرجت من البرية قبل أن تغادر أوكار ولادتها. تُبذَل جميع الجهود الممكنة للحفاظ على الحيوانات البرية في مرفق أبحاث الحيوانات المفترسة الذي تبلغ مساحته 165 فدانًا، والذي يُدار من خلال شراكة بين المركز الوطني لأبحاث الحياة البرية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية وجامعة ولاية يوتا، وتقول المؤلفة المشاركة "جولي يونج"، المتخصصة في علوم سلوك الحيوان: علمت 49 ذئبًا من ذئاب القيوط في المرحلة الأولى من التجربة أن بإمكانهم الحصول على طعام مجاني إذا اقتربوا من مجسم بحجم الظربان مغطى بالفراء البني. وخرجت هذه الحيوانات المفترسة من التجربة متمتعة بالشجاعة الكافية لتناول الطعام الموضوع بجانب المجسمات البنية، وجاهزة لخوض تجربة ثانية، والتي تم فيها استبدال الفراء البني بفراء أبيض وأسود. ولكن على عكس المجسمات البنية غير الضارة، ضمت المجسمات ذات اللونين الأبيض والأسود فوهة صغيرة مخفية يجري التحكم فيها عن بعد، يتم من خلالها رش سائل الظربان على وجوه الذئاب. ولضمان سلامة ذئاب القيوط أثناء التجربة، استخدم العلماء محلول رش يحتوي على 0.9% فقط من زيت الظربان.  سمحت هذه التجربة للعلماء بمشاهدة ذئاب القيوط التي لم تواجه الظربان من قبل وهي تتعلم أن الأشياء ذات اللونين الأبيض والأسود منبئة بالخطر. من بين 36 ذئبًا من ذئاب القيوط التي وصلت إلى هذا الجزء من التجربة، تعلم 71.9% منها تجنب أشباه الظربان تمامًا. وعلاوة على ذلك، لم يتطلب الأمر سوى 2.4 رشة في المتوسط لتعلم الدرس، على الرغم من أن ستانكوفيتش يشتبه في أن هذا العدد قد ينخفض إلى رشة واحدة في حال استخدموا سائل الظربان الأصلي بنسبة 100 بالمائة. ومن المثير للاهتمام أن العلماء وجدوا أيضًا أن أربعة من ذئاب القيوط في التجربة لم تقترب من المجسمات ذات اللونين الأبيض والأسود على الإطلاق، على الرغم من عدم وجود مشكلة لديها في الاقتراب من النماذج البنية والأكل منها. يقول ستانكوفيتش إن هذا محتمل الحدوث لأن التناقض الصارخ بين اللونين الأسود والأبيض يكفي لإخافتهم. وبمعنى آخر، تساعد كل من التنشئة والطبيعة ذئاب القيوط على تعلم تجنب الظربان المخططة. إلا أن المزيج ذاته من العوامل ينطبق أيضًا على أنواع الظربان الأخرى، مثل: الظربان المرقط والظربان ذي القلنسوة. ويضيف: "ثمة استعداد مسبق لتوخي الحذر من العلامات ذات اللونين الأبيض والأسود، فضلًا عن وجود عامل قوي مثل التعلم عن طريق الخبرة".

هل تولد الحيوانات المفترسة بخوفٍ غريزي من الظربان؟

يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها

قلم: جيسون بيتل

عندما يقع أي شخص في مواجهة مع حيوان الظربان المخطط، سيدرك على الفور أنه يجب أن يبتعد عنه قبل أن تغمره رائحته الكريهة، إذ تنتشر فكرة أن هذا النوع من الثدييات، الموجود في أمريكا الشمالية، يُعَد حيوانًا ضارًا، وذلك بدءًا من الأدلة الميدانية وحتى الرسوم الكاريكاتورية التي تُنشر في جرائد صباح يوم السبت.

ولكن كيف تعرف الحيوانات البريّة أن حيوان الظربان يمتلك مثل هذه القوة المفحمة؟ 
نادرًا ما تهاجم الحيوانات المفترسة العملاقة -كالدببة والذئاب والأسود الجبلية- المخلوقات ذات اللونين الأبيض والأسود، إلا أن العلماء لم يدرسوا من قبل ما إذا كانت الخطوط السوداء والبيضاء للظربان هي علامات منفرة أو ألوانًا تحذيرية.  توصل "تيد ستانكوفيتش"، عالم البيئة السلوكية التطورية، ومدير مختبر الثدييات في جامعة ولاية كاليفورنيا، لونج بيتش، وزملاؤه إلى اكتشاف جديد: معظم الحيوانات المفترسة لا تولد بالضرورة بخوف غريزي من الظربان، ولكنها تتعلم عن طريق التجربة والخطأ أن تتجنبها. يقول ستانكوفيتش: "ولكن ما هذه إلا افتراضات شخصية من جانبنا". 

تجارب ذات رائحة كريهة!
لجأ العلماء، لأغراض التجربة، إلى الاستعانة بمجموعة من ذئاب القيوط في ولاية يوتا، والتي إما وُلدت في الأسر أو أُخرجت من البرية قبل أن تغادر أوكار ولادتها. تُبذَل جميع الجهود الممكنة للحفاظ على الحيوانات البرية في مرفق أبحاث الحيوانات المفترسة الذي تبلغ مساحته 165 فدانًا، والذي يُدار من خلال شراكة بين المركز الوطني لأبحاث الحياة البرية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية وجامعة ولاية يوتا، وتقول المؤلفة المشاركة "جولي يونج"، المتخصصة في علوم سلوك الحيوان: علمت 49 ذئبًا من ذئاب القيوط في المرحلة الأولى من التجربة أن بإمكانهم الحصول على طعام مجاني إذا اقتربوا من مجسم بحجم الظربان مغطى بالفراء البني. وخرجت هذه الحيوانات المفترسة من التجربة متمتعة بالشجاعة الكافية لتناول الطعام الموضوع بجانب المجسمات البنية، وجاهزة لخوض تجربة ثانية، والتي تم فيها استبدال الفراء البني بفراء أبيض وأسود. ولكن على عكس المجسمات البنية غير الضارة، ضمت المجسمات ذات اللونين الأبيض والأسود فوهة صغيرة مخفية يجري التحكم فيها عن بعد، يتم من خلالها رش سائل الظربان على وجوه الذئاب. ولضمان سلامة ذئاب القيوط أثناء التجربة، استخدم العلماء محلول رش يحتوي على 0.9% فقط من زيت الظربان.  سمحت هذه التجربة للعلماء بمشاهدة ذئاب القيوط التي لم تواجه الظربان من قبل وهي تتعلم أن الأشياء ذات اللونين الأبيض والأسود منبئة بالخطر. من بين 36 ذئبًا من ذئاب القيوط التي وصلت إلى هذا الجزء من التجربة، تعلم 71.9% منها تجنب أشباه الظربان تمامًا. وعلاوة على ذلك، لم يتطلب الأمر سوى 2.4 رشة في المتوسط لتعلم الدرس، على الرغم من أن ستانكوفيتش يشتبه في أن هذا العدد قد ينخفض إلى رشة واحدة في حال استخدموا سائل الظربان الأصلي بنسبة 100 بالمائة. ومن المثير للاهتمام أن العلماء وجدوا أيضًا أن أربعة من ذئاب القيوط في التجربة لم تقترب من المجسمات ذات اللونين الأبيض والأسود على الإطلاق، على الرغم من عدم وجود مشكلة لديها في الاقتراب من النماذج البنية والأكل منها. يقول ستانكوفيتش إن هذا محتمل الحدوث لأن التناقض الصارخ بين اللونين الأسود والأبيض يكفي لإخافتهم. وبمعنى آخر، تساعد كل من التنشئة والطبيعة ذئاب القيوط على تعلم تجنب الظربان المخططة. إلا أن المزيج ذاته من العوامل ينطبق أيضًا على أنواع الظربان الأخرى، مثل: الظربان المرقط والظربان ذي القلنسوة. ويضيف: "ثمة استعداد مسبق لتوخي الحذر من العلامات ذات اللونين الأبيض والأسود، فضلًا عن وجود عامل قوي مثل التعلم عن طريق الخبرة".