عـلى جــلـيد هــار

توثِّق "جينيفر هاييس"، وهي عالمة أصبحت مصورة، لولادات فقمة القيثارة في شمال غرب الأطلسي منذ أكثر من عقد من الزمان. وفي هذا المقال، تتفكر في معركة الجِراء من أجل البقاء إذ تتنامى حرارة فصل الشتاء.

أثــــــنـــــاء الغوص تحت "كاتدرائية" بيضاء من الجليد، كنت أستطيع سماع الصفير الصاخب لفقمات القيثارة وصياحها وصريرها. كان من السهل أن أخلط بينها وبين أصوات غابة مطرية لولا أنني كنت في المياه المتجمدة لـ"خليج سانت لورانس". كانت فقمات القيثارة البالغة تسبح صعودًا من حولي برشاقة خلال عالمها السفلي الخاص. وعلى سقف من الجليد فوقنا، كانت آلاف الجراء المولودة حديثًا تأخذ قسطًا من الراحة. كنت في "جزر مجدالين"، وهي أرخبيل بخليج سانت لورانس، في مارس 2011. وكنت قد شرعت مع شريكي "ديفيد دوبيليه" في تصوير فقمات القيثارة ضمن تحقيق شامل عن المنظومة البيئية البحرية لهذا الخليج الذي يشكل فجوة هادئة في شمال الأطلسي تَموج مياهها بأشكال الحياة. وعلى مرّ التاريخ في فصل الشتاء، تتحول كتل الجليد في الخليج إلى أراضي الولادة الأقصى جنوبًا لفقمة القيثارة.. أو حضانة جليدية للجراء حديثة الولادة. قال "ماريو ساير"، مرشدنا المحلي: "تعالوا لنبحث عن الجليد. فإنْ وجدنا الجليد، سنجد الفقمات". كان على حق؛ فلقد عثرت مجموعة من الإناث الحوامل على كتلة رخوة من الجليد بالقرب من "جزيرة الأمير إدوارد"، فاستقرت بها ووضعت صغارها. ناورنا بقاربنا داخل كتل الجليد، وأمضينا أسبوعًا في التوثيق لسلوك فقمة القيثارة فوق السطح وتحته. انتشرت مجموعة الفقمات بين متاهات من أحواض جليد صغيرة في مهب الريح ومحاطة بوحل جليدي شبه متجمد. في النهار، كانت أشعة الشمس تتراقص عبر مشهد جليدي مليء بأمهات فقمة القيثارة وجرائها ذات الفراء الناعم كالسحاب، والعيون السبجية، والأنوف الفحمية. وفي الليل، كانت الجراء تُطلق جوقة من الصرخات الشبيهة بصراخ الأطفال، تنساب عبر هيكل قاربنا إذْ نخلد للنوم. تحتاج فقمات القيثارة إلى الولادة على الجليد. عند هجرتها من القطب الشمالي في نهاية أغسطس، سوف تبحث عن الجليد البحري في أواخر فبراير، حين تلد كل أنثى حامل جروًا واحدًا في العادة. وستقوم الأمهات بإرضاع صغارهن خلال الأسبوعين الأولين من الحياة، لتبني مخزوناتها من الدهون، ومن ثم تتركها على الجليد عندما تغادر للتزاوج. وتعتمد الجراء على دهونها للبقاء على قيد الحياة حتى تتقن السباحة ومهارة الحصول على الطعام. ولتتعلم الجراء كيف تصبح فقمات قيثارة، تحتاج إلى الوقت.. وإلى جليد مستقر. لكن فصول الشتاء في خليج سانت لورانس تشهد ارتفاع درجات الحرارة بمعدل أسرع مرتين من فصول الصيف، بمعدل يزيد على درجتين في كل 100 عام، كما يقول "بيتر غالبريث"، عالم أبحاث متخصص في علم المحيطات الفيزيائي لدى هيئة "مصائد الأسماك والمحيطات الكندية". ويعني ذلك تناقص غطاء الجليد البحري واختفاء خيارات الحضانة لدى فقمات القيثارة الحوامل في الخليج.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

عـلى جــلـيد هــار

توثِّق "جينيفر هاييس"، وهي عالمة أصبحت مصورة، لولادات فقمة القيثارة في شمال غرب الأطلسي منذ أكثر من عقد من الزمان. وفي هذا المقال، تتفكر في معركة الجِراء من أجل البقاء إذ تتنامى حرارة فصل الشتاء.

أثــــــنـــــاء الغوص تحت "كاتدرائية" بيضاء من الجليد، كنت أستطيع سماع الصفير الصاخب لفقمات القيثارة وصياحها وصريرها. كان من السهل أن أخلط بينها وبين أصوات غابة مطرية لولا أنني كنت في المياه المتجمدة لـ"خليج سانت لورانس". كانت فقمات القيثارة البالغة تسبح صعودًا من حولي برشاقة خلال عالمها السفلي الخاص. وعلى سقف من الجليد فوقنا، كانت آلاف الجراء المولودة حديثًا تأخذ قسطًا من الراحة. كنت في "جزر مجدالين"، وهي أرخبيل بخليج سانت لورانس، في مارس 2011. وكنت قد شرعت مع شريكي "ديفيد دوبيليه" في تصوير فقمات القيثارة ضمن تحقيق شامل عن المنظومة البيئية البحرية لهذا الخليج الذي يشكل فجوة هادئة في شمال الأطلسي تَموج مياهها بأشكال الحياة. وعلى مرّ التاريخ في فصل الشتاء، تتحول كتل الجليد في الخليج إلى أراضي الولادة الأقصى جنوبًا لفقمة القيثارة.. أو حضانة جليدية للجراء حديثة الولادة. قال "ماريو ساير"، مرشدنا المحلي: "تعالوا لنبحث عن الجليد. فإنْ وجدنا الجليد، سنجد الفقمات". كان على حق؛ فلقد عثرت مجموعة من الإناث الحوامل على كتلة رخوة من الجليد بالقرب من "جزيرة الأمير إدوارد"، فاستقرت بها ووضعت صغارها. ناورنا بقاربنا داخل كتل الجليد، وأمضينا أسبوعًا في التوثيق لسلوك فقمة القيثارة فوق السطح وتحته. انتشرت مجموعة الفقمات بين متاهات من أحواض جليد صغيرة في مهب الريح ومحاطة بوحل جليدي شبه متجمد. في النهار، كانت أشعة الشمس تتراقص عبر مشهد جليدي مليء بأمهات فقمة القيثارة وجرائها ذات الفراء الناعم كالسحاب، والعيون السبجية، والأنوف الفحمية. وفي الليل، كانت الجراء تُطلق جوقة من الصرخات الشبيهة بصراخ الأطفال، تنساب عبر هيكل قاربنا إذْ نخلد للنوم. تحتاج فقمات القيثارة إلى الولادة على الجليد. عند هجرتها من القطب الشمالي في نهاية أغسطس، سوف تبحث عن الجليد البحري في أواخر فبراير، حين تلد كل أنثى حامل جروًا واحدًا في العادة. وستقوم الأمهات بإرضاع صغارهن خلال الأسبوعين الأولين من الحياة، لتبني مخزوناتها من الدهون، ومن ثم تتركها على الجليد عندما تغادر للتزاوج. وتعتمد الجراء على دهونها للبقاء على قيد الحياة حتى تتقن السباحة ومهارة الحصول على الطعام. ولتتعلم الجراء كيف تصبح فقمات قيثارة، تحتاج إلى الوقت.. وإلى جليد مستقر. لكن فصول الشتاء في خليج سانت لورانس تشهد ارتفاع درجات الحرارة بمعدل أسرع مرتين من فصول الصيف، بمعدل يزيد على درجتين في كل 100 عام، كما يقول "بيتر غالبريث"، عالم أبحاث متخصص في علم المحيطات الفيزيائي لدى هيئة "مصائد الأسماك والمحيطات الكندية". ويعني ذلك تناقص غطاء الجليد البحري واختفاء خيارات الحضانة لدى فقمات القيثارة الحوامل في الخليج.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab