بحــثًا عن الحياة الساكنة

مصورة فوتوغرافية تجوب أرجاء كندا وتلتقط صورًا للنُّظم البيئية بغرض تعزيز الاهتمام بعناصر الطبيعة الأصغر.

المشي مسافات طويلة بسرعة الحلزون يمنح هذه المصورة ما يكفي من الوقت لتصوير الأشياء الصغيرة قبل فوات الأوان.

لطالما اضطرت "جوليا هانوتشكي" لأن تجثو أو تسير كضفدعة لالتقاط موضوعات صورها. وكان أفضل وقت حققته هو أربع ساعات في مسار عادة ما يستغرق قطعه 15 دقيقة. هكذا تصف هانوتشكي أسلوبها البطيء وغير التقليدي في المشي مسافات طويلة. على مرّ أسابيع كل عام، تذرع هذه المرأة المتحدرة من كالغاري، ممرات المشاة في بعض الأماكن الطبيعية الأروع في كندا. إذ تحوم حول الطحالب أو الفطر، فيما يمر الزوار الآخرون أمامها بسرعة. تقول: "لا بد أن هذا ما يشعر به راكبو الدراجات على الطريق السريعة عندما تمر بهم شاحنات نقل". ومع ذلك، يتوقف المتنزهون في بعض الأحيان ويسألونها عمّا تراه ولا يرونه. فتَسعد بتقديم الشروحات لهم؛ فذاك هو الهدف من مشروعها الفوتوغرافي. في عـام 2017، صمـمت هـانـوتـشـكي وصنعت مقطورة متنقلة بطول 2.5 متر، أطلقت عليها اسم "آلة ألفريسكو العلمية". وتحتوي هذه الآلة التي طُليت باللون الأخضر الداكن، على مستلزمات الانغماس في العمل الميداني: سرير، ومطبخ مخيم، ومناظير وعدسات مكبرة، وتراخيص لجمع العيّنات، وأدلة ميدانية، وقوارير وأدوات جمع العيّنات، ومرهم للوقاية ضد الشمس، وطارد للحشرات؛ بالإضافة إلى أمر بدهي وهو أخلاقيات البحث عن العيّنات لدى هانوتشكي: خُذ كمية ضئيلة من الأشياء الوفيرة أو النافقة أو المهملة -لا الأنواع النادرة أو الحيوانات الحية- وأَعِدها عند الانتهاء. أما الصور المحصَّل عليها، والتي تُنقل على ماسحها الضوئي فائق الدقة، فهي المناظر الطبيعية الكندية المصغرة وإنشاء مشروعها المستمر المسمى "يوم الحساب، سنكون جميعنا شجرًا". وبالنظر إلى قلق هانوتشكي العميق بشأن علاقة البشرية بالبيئة، فإنها تصف صورها بأنها "كئيبة وقاتمة وحزينة" مثل صور الحياة الساكنة التي تُشكلها ما دامت هناك حياة. ومع ذلك فهي لا تخلو أيضًا من سحر وجمال. وتبدو كأن لسان حالها يقول: مَهلًا. تَمَلَّوا بإعجاب في العالم الطبيعي وستدركون الحاجة المُلحة لحمايته

بحــثًا عن الحياة الساكنة

مصورة فوتوغرافية تجوب أرجاء كندا وتلتقط صورًا للنُّظم البيئية بغرض تعزيز الاهتمام بعناصر الطبيعة الأصغر.

المشي مسافات طويلة بسرعة الحلزون يمنح هذه المصورة ما يكفي من الوقت لتصوير الأشياء الصغيرة قبل فوات الأوان.

لطالما اضطرت "جوليا هانوتشكي" لأن تجثو أو تسير كضفدعة لالتقاط موضوعات صورها. وكان أفضل وقت حققته هو أربع ساعات في مسار عادة ما يستغرق قطعه 15 دقيقة. هكذا تصف هانوتشكي أسلوبها البطيء وغير التقليدي في المشي مسافات طويلة. على مرّ أسابيع كل عام، تذرع هذه المرأة المتحدرة من كالغاري، ممرات المشاة في بعض الأماكن الطبيعية الأروع في كندا. إذ تحوم حول الطحالب أو الفطر، فيما يمر الزوار الآخرون أمامها بسرعة. تقول: "لا بد أن هذا ما يشعر به راكبو الدراجات على الطريق السريعة عندما تمر بهم شاحنات نقل". ومع ذلك، يتوقف المتنزهون في بعض الأحيان ويسألونها عمّا تراه ولا يرونه. فتَسعد بتقديم الشروحات لهم؛ فذاك هو الهدف من مشروعها الفوتوغرافي. في عـام 2017، صمـمت هـانـوتـشـكي وصنعت مقطورة متنقلة بطول 2.5 متر، أطلقت عليها اسم "آلة ألفريسكو العلمية". وتحتوي هذه الآلة التي طُليت باللون الأخضر الداكن، على مستلزمات الانغماس في العمل الميداني: سرير، ومطبخ مخيم، ومناظير وعدسات مكبرة، وتراخيص لجمع العيّنات، وأدلة ميدانية، وقوارير وأدوات جمع العيّنات، ومرهم للوقاية ضد الشمس، وطارد للحشرات؛ بالإضافة إلى أمر بدهي وهو أخلاقيات البحث عن العيّنات لدى هانوتشكي: خُذ كمية ضئيلة من الأشياء الوفيرة أو النافقة أو المهملة -لا الأنواع النادرة أو الحيوانات الحية- وأَعِدها عند الانتهاء. أما الصور المحصَّل عليها، والتي تُنقل على ماسحها الضوئي فائق الدقة، فهي المناظر الطبيعية الكندية المصغرة وإنشاء مشروعها المستمر المسمى "يوم الحساب، سنكون جميعنا شجرًا". وبالنظر إلى قلق هانوتشكي العميق بشأن علاقة البشرية بالبيئة، فإنها تصف صورها بأنها "كئيبة وقاتمة وحزينة" مثل صور الحياة الساكنة التي تُشكلها ما دامت هناك حياة. ومع ذلك فهي لا تخلو أيضًا من سحر وجمال. وتبدو كأن لسان حالها يقول: مَهلًا. تَمَلَّوا بإعجاب في العالم الطبيعي وستدركون الحاجة المُلحة لحمايته