سنّوريات تتنفس الصعداء

مَهمة محفوفة بالمصاعب في خبايا صناعة الببور الأسيرة في أميركا تُفضي إلى بصيص من الأمل.

حملَنا تحقيقنا، الذي استغرق عامين عن الببور (جمع بَبْر) الحبيسة بأميركا إلى 32 ولاية أميركية، مع ما تخلل ذلك من تجارب مزعجة. لكن مع اقتراب انتهاء المَهمة المسندة إلينا من ناشيونال جيوغرافيك، كنت لا أزال بحاجة إلى صورة قوية ومفعمة بالأمل. عندما بدأنا تحقيقاتنا الصحافية في عام 2017 -"شارون" في التحرير؛ وأنا في التصوير الفوتوغرافي؛ وابننا "نيك روجيا" في التصوير بالفيديو- كان من المرجح أن عدد الببور الحبيسة في أقفاص بالولايات المتحدة أكبر من عددها الذي بقي في البرية. إذ تراوحت التقديرات ما بين 5000 و10000 ببر، ولكن مع تراخي الرقابة الحكومية، لم يكن أي أحد يعرف عددها على وجه اليقين. فلم يكن هناك قانون اتحادي ينظم ملكية السنوريات الكبرى. كانت حدائق الحيوان الموجودة على جنبات الطرق، والتي سمحت للسائحين باحتضان صغار هذه السنوريات والتقاط صور شخصية معها، هي المسبب الرئيس لِما صار يسمى بأزمة الببر الأميركية. فغالبًا ما كان الاتجار الممنوع بالأحياء البرية هو مآل هذه السنوريات الحبيسة. وللحفاظ على إمدادات ثابتة من صغارها، كانت الإناث تُجبَر على الولادات المتتالية. فباتت الصغار التي تُنتزع من أمهاتها عند الولادة تُطعم بصورة سيئة ويتاجِر بها المئاتُ من الأشخاص. وعندما كانت تُكمل زُهاء 12 أسبوعًا من عمرها فتصير أكبر وأخطر من أن تُتخَذ حيوانات أنيسة، كانت توجَّه للإنسال، أو للعرض، أو تختفي من الوجود. وقد ادّعى كثير من تلك الأماكن أنه ملاذ آمن لها. والحال أن واحدًا منها على الأقل كان يحصّل على مليون دولار أو أكثر من الإيرادات السنوية. وخلال تنقلاتنا المتكررة داخل أرجاء الولايات المتحدة، أجرينا مقابلات مع مئات الأشخاص لإنجاز هذا الموضوع، بمن في ذلك المُلاك والعمال والعملاء في كل من حدائق الحيوان الموجودة على جنبات الطرق والمحميات الحقيقية، بالإضافة إلى علماء الأحياء البرية، وحُماة البيئة، والمدعين العامين، ووكلاء "الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية". وكنا نخفي هويتنا في بعض الأحيان، ونكشف عنها في أحيان أخرى. ولقد وثَّقنا بالصور الفوتوغرافية وبالفيديو لمقاطع تتضمن ملاطفة صغار الببر في حدائق حيوان متهالكة، وفي رحلة سفاري فاخرة، وفي معرض بإحدى مقاطعات إلينوي، ولدى غرفة معيشة بأحد البيوت في أوكلاهوما. ورأينا ببورًا مريضة وضامرة -بعضها مصاب بندوب أو حوَل أو إعاقة- تعيش في أحياء قذرة. واكتشفنا نشاطات غير مشروعة، بما في ذلك إساءة معاملة الحيوانات، وجمع التبرعات لتحقيق مكاسب شخصية، والاتجار بالأحياء البرية؛ وهذا الأخير يحفز الصيد الجائر لآخر الببور البرية. تواصلت شارون مع "جو إكزوتيك"، سيء الصيت والمعروف باسم "تايغر كينغ" ويقضي الآن حكمًا بالسجن 21 عامًا لارتكابه جريمة القتل المأجور وتزوير سجلات جنائية، فضلًا عن قتل ببور والاتجار بها في "حديقة غريتر واينوود للحيوانات النادرة" المملوكة له سابقًا في أوكلاهوما. أما أنا فأمضيتُ تسعة أيام في تصوير "باغافان أنتل" المعروف بِـ"دوك أنتل" ومنشأته الترفيهية "ميرتل بيتش سفاري". وفي يونيو 2023، أُدين أنتل بجريمة الاتجار بالأحياء البرية والتآمر للاتجار بالأحياء البرية.

 

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

سنّوريات تتنفس الصعداء

مَهمة محفوفة بالمصاعب في خبايا صناعة الببور الأسيرة في أميركا تُفضي إلى بصيص من الأمل.

حملَنا تحقيقنا، الذي استغرق عامين عن الببور (جمع بَبْر) الحبيسة بأميركا إلى 32 ولاية أميركية، مع ما تخلل ذلك من تجارب مزعجة. لكن مع اقتراب انتهاء المَهمة المسندة إلينا من ناشيونال جيوغرافيك، كنت لا أزال بحاجة إلى صورة قوية ومفعمة بالأمل. عندما بدأنا تحقيقاتنا الصحافية في عام 2017 -"شارون" في التحرير؛ وأنا في التصوير الفوتوغرافي؛ وابننا "نيك روجيا" في التصوير بالفيديو- كان من المرجح أن عدد الببور الحبيسة في أقفاص بالولايات المتحدة أكبر من عددها الذي بقي في البرية. إذ تراوحت التقديرات ما بين 5000 و10000 ببر، ولكن مع تراخي الرقابة الحكومية، لم يكن أي أحد يعرف عددها على وجه اليقين. فلم يكن هناك قانون اتحادي ينظم ملكية السنوريات الكبرى. كانت حدائق الحيوان الموجودة على جنبات الطرق، والتي سمحت للسائحين باحتضان صغار هذه السنوريات والتقاط صور شخصية معها، هي المسبب الرئيس لِما صار يسمى بأزمة الببر الأميركية. فغالبًا ما كان الاتجار الممنوع بالأحياء البرية هو مآل هذه السنوريات الحبيسة. وللحفاظ على إمدادات ثابتة من صغارها، كانت الإناث تُجبَر على الولادات المتتالية. فباتت الصغار التي تُنتزع من أمهاتها عند الولادة تُطعم بصورة سيئة ويتاجِر بها المئاتُ من الأشخاص. وعندما كانت تُكمل زُهاء 12 أسبوعًا من عمرها فتصير أكبر وأخطر من أن تُتخَذ حيوانات أنيسة، كانت توجَّه للإنسال، أو للعرض، أو تختفي من الوجود. وقد ادّعى كثير من تلك الأماكن أنه ملاذ آمن لها. والحال أن واحدًا منها على الأقل كان يحصّل على مليون دولار أو أكثر من الإيرادات السنوية. وخلال تنقلاتنا المتكررة داخل أرجاء الولايات المتحدة، أجرينا مقابلات مع مئات الأشخاص لإنجاز هذا الموضوع، بمن في ذلك المُلاك والعمال والعملاء في كل من حدائق الحيوان الموجودة على جنبات الطرق والمحميات الحقيقية، بالإضافة إلى علماء الأحياء البرية، وحُماة البيئة، والمدعين العامين، ووكلاء "الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية". وكنا نخفي هويتنا في بعض الأحيان، ونكشف عنها في أحيان أخرى. ولقد وثَّقنا بالصور الفوتوغرافية وبالفيديو لمقاطع تتضمن ملاطفة صغار الببر في حدائق حيوان متهالكة، وفي رحلة سفاري فاخرة، وفي معرض بإحدى مقاطعات إلينوي، ولدى غرفة معيشة بأحد البيوت في أوكلاهوما. ورأينا ببورًا مريضة وضامرة -بعضها مصاب بندوب أو حوَل أو إعاقة- تعيش في أحياء قذرة. واكتشفنا نشاطات غير مشروعة، بما في ذلك إساءة معاملة الحيوانات، وجمع التبرعات لتحقيق مكاسب شخصية، والاتجار بالأحياء البرية؛ وهذا الأخير يحفز الصيد الجائر لآخر الببور البرية. تواصلت شارون مع "جو إكزوتيك"، سيء الصيت والمعروف باسم "تايغر كينغ" ويقضي الآن حكمًا بالسجن 21 عامًا لارتكابه جريمة القتل المأجور وتزوير سجلات جنائية، فضلًا عن قتل ببور والاتجار بها في "حديقة غريتر واينوود للحيوانات النادرة" المملوكة له سابقًا في أوكلاهوما. أما أنا فأمضيتُ تسعة أيام في تصوير "باغافان أنتل" المعروف بِـ"دوك أنتل" ومنشأته الترفيهية "ميرتل بيتش سفاري". وفي يونيو 2023، أُدين أنتل بجريمة الاتجار بالأحياء البرية والتآمر للاتجار بالأحياء البرية.

 

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab