مخــاطر كامنة

إن ما نأكل من حلوى وما نشرب من شاي وما نستخدم من غسول، كلها مواد من المرجح أن تحوي مكوّنات مستخلصة من النباتات البرية. ويمكن أن تعود المكونات الطبيعية بالفائدة على المشترين، إلا أن الطريقة التي تُقطف بها تلك النباتات يمكن أن تضر بالنُّظم البيئية والعمال.

إن ما نأكل من حلوى وما نشرب من شاي وما نستخدم من غسول، كلها مواد من المرجح أن تحوي مكوّنات مستخلصة من النباتات البرية. ويمكن أن تعود المكونات الطبيعية بالفائدة على المشترين، إلا أن الطريقة التي تُقطف بها تلك النباتات يمكن أن تضر بالنُّظم البيئية والعمال. وكشف خبراء النباتات الطبية في تقرير حديث لـ"الأمم المتحدة" عن المخاطر الكامنة من وراء العديد منها، كالجوز البرازيلي، واللبان، وخاتم الذهب، والصمغ العربي، وعرق السوس. وتقول "كايتلين شندلر"، المؤلفة الرئيسة للتقرير، إن المشتقات النباتية في المنتجات المنزلية "تقبع بمكان ما في منتصف قائمة المكونات" على ملصقات المنتجات، وغالبًا ما نضرب عنها صفحًا. وحتى إن تنبّه المستهلكون لها، فلا توجد معلومات بشأن ما ينطوي عليه الحصول على هذه المشتقات أو معالجتها. وخطر الانقراض يتهدد العديد من هذه النباتات بسبب القطف المفرط والأمراض والآفات الدخيلة الغازية وتغير المناخ وفقدان الموائل. وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يستتبع جمعها ممارسات من قبيل عمالة الأطفال، وانتهاكات حقوق العمال، وحتى الرق الحديث، حسبما ورد في التقرير. فغالبًا ما يكون العمال من الفقراء والإناث ومن المناطق الريفية المهمشة. ولم يخضع وضع أكثر من 20 ألف نوع من النباتات الطبية أو العطرية المهددة بالانقراض لأي تقييم على الإطلاق؛ ما يعني استحالة معرفة ما إذا كان استخدامها مستدامًا. وفي الوقت نفسه، تشهد تجارة النباتات البرية ازدهارًا كبيرًا؛ إذ تُستخدم في العلاج العطري، والطب الطبيعي، والمكملات الغذائية، ومنتجات التجميل الطبيعية. وقد أنفق المستهلكون الأميركيون أكثر من 12.3 مليار دولار على المكملات الغذائية العشبية في عام 2021، بزيادة تفوق 9 بالمئة مقارنة بعام 2020. ويمكن العثور على نباتات كعرق السوس في الأدوية الوقائية والعلاجات العشبية لـ"كوفيد-19"، ويوجد اللحاء المستخلص من شجرة الكِلّاجة الصّابونية المتوطنة بتشيلي في مكونات لقاح "نوفافاكس" المضاد لـ"كوفيد-19". وقد ظل الأهالي المحليون يستخدمون النباتات البرية منذ قرون (اللبان في القرن الإفريقي، والجوز البرازيلي في أميركا الجنوبية، ومسحوق الباوباب في الجنوب الإفريقي)، لكن الطلب العالمي اليوم يُعرض الكثير منها للخطر. وغالبًا ما يجهل العملاء الدوليون منشأ هذه المنتجات. فهل يتعين على المستهلكين التوقف عن شرائها؟ لا، كما تقول شندلر، لأن "لهذه المكونات أهمية بالغة في ضمان سبل عيش كثير من الناس". وتكمن الحلول الرامية إلى إحداث تحول في الاتجار بالنباتات البرية، في إذكاء الوعي. وتقول شندلر إن الخطوة الأولى بالنسبة إلى المستهلك هي "ملاحظة أنك تشتري شيئًا يحتوي على مكونات من النباتات البرية". وعلى العموم، يظل ابتياع المنتجات المحلية والإسراف في شراء المنتجات باهظة الثمن، إن أمكن ذلك، أمرًا مأمونًا.

 

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

مخــاطر كامنة

إن ما نأكل من حلوى وما نشرب من شاي وما نستخدم من غسول، كلها مواد من المرجح أن تحوي مكوّنات مستخلصة من النباتات البرية. ويمكن أن تعود المكونات الطبيعية بالفائدة على المشترين، إلا أن الطريقة التي تُقطف بها تلك النباتات يمكن أن تضر بالنُّظم البيئية والعمال.

إن ما نأكل من حلوى وما نشرب من شاي وما نستخدم من غسول، كلها مواد من المرجح أن تحوي مكوّنات مستخلصة من النباتات البرية. ويمكن أن تعود المكونات الطبيعية بالفائدة على المشترين، إلا أن الطريقة التي تُقطف بها تلك النباتات يمكن أن تضر بالنُّظم البيئية والعمال. وكشف خبراء النباتات الطبية في تقرير حديث لـ"الأمم المتحدة" عن المخاطر الكامنة من وراء العديد منها، كالجوز البرازيلي، واللبان، وخاتم الذهب، والصمغ العربي، وعرق السوس. وتقول "كايتلين شندلر"، المؤلفة الرئيسة للتقرير، إن المشتقات النباتية في المنتجات المنزلية "تقبع بمكان ما في منتصف قائمة المكونات" على ملصقات المنتجات، وغالبًا ما نضرب عنها صفحًا. وحتى إن تنبّه المستهلكون لها، فلا توجد معلومات بشأن ما ينطوي عليه الحصول على هذه المشتقات أو معالجتها. وخطر الانقراض يتهدد العديد من هذه النباتات بسبب القطف المفرط والأمراض والآفات الدخيلة الغازية وتغير المناخ وفقدان الموائل. وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يستتبع جمعها ممارسات من قبيل عمالة الأطفال، وانتهاكات حقوق العمال، وحتى الرق الحديث، حسبما ورد في التقرير. فغالبًا ما يكون العمال من الفقراء والإناث ومن المناطق الريفية المهمشة. ولم يخضع وضع أكثر من 20 ألف نوع من النباتات الطبية أو العطرية المهددة بالانقراض لأي تقييم على الإطلاق؛ ما يعني استحالة معرفة ما إذا كان استخدامها مستدامًا. وفي الوقت نفسه، تشهد تجارة النباتات البرية ازدهارًا كبيرًا؛ إذ تُستخدم في العلاج العطري، والطب الطبيعي، والمكملات الغذائية، ومنتجات التجميل الطبيعية. وقد أنفق المستهلكون الأميركيون أكثر من 12.3 مليار دولار على المكملات الغذائية العشبية في عام 2021، بزيادة تفوق 9 بالمئة مقارنة بعام 2020. ويمكن العثور على نباتات كعرق السوس في الأدوية الوقائية والعلاجات العشبية لـ"كوفيد-19"، ويوجد اللحاء المستخلص من شجرة الكِلّاجة الصّابونية المتوطنة بتشيلي في مكونات لقاح "نوفافاكس" المضاد لـ"كوفيد-19". وقد ظل الأهالي المحليون يستخدمون النباتات البرية منذ قرون (اللبان في القرن الإفريقي، والجوز البرازيلي في أميركا الجنوبية، ومسحوق الباوباب في الجنوب الإفريقي)، لكن الطلب العالمي اليوم يُعرض الكثير منها للخطر. وغالبًا ما يجهل العملاء الدوليون منشأ هذه المنتجات. فهل يتعين على المستهلكين التوقف عن شرائها؟ لا، كما تقول شندلر، لأن "لهذه المكونات أهمية بالغة في ضمان سبل عيش كثير من الناس". وتكمن الحلول الرامية إلى إحداث تحول في الاتجار بالنباتات البرية، في إذكاء الوعي. وتقول شندلر إن الخطوة الأولى بالنسبة إلى المستهلك هي "ملاحظة أنك تشتري شيئًا يحتوي على مكونات من النباتات البرية". وعلى العموم، يظل ابتياع المنتجات المحلية والإسراف في شراء المنتجات باهظة الثمن، إن أمكن ذلك، أمرًا مأمونًا.

 

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab