في كنه الشجر
لم يبتعد "روبرت بيردان" عن الماء قَط؛ وهو الذي نشأ وترعرع على ضفاف "بحيرة هورون" في إقليم أونتاريو الكندي. عندما كان في الصف الدراسي السادس، حصل في عيد رأس السنة على مجهرٍ لعبة. ومن بين أولى الأشياء التي رآها من خلال عدسة ذلك المجهر، كائنات صغيرة داخل قطيرات جمعها من بركة محلية. وقد افتتن بتلك الكائنات الحية الدقيقة. وبعد الصف الثامن، حصل بيردان على مجهر أكثر تطورًا فأدرك أنه بمنزلة بوابة إلى عالم آخر؛ إذ يقول: "لقد غيّر المجهر الجديد حياتي. فقد صار بإمكاني رؤية أشياء أكثر فأكثر". ثم بدأ بدراسة التصوير الفوتوغرافي وشراء كاميرات لتثبيتها على مجهره. التقط صورًا لنبات السرخس والفطر والأشجار، وتعلم كيفية تحميض الفيلم. وطوَّر أيضًا مهاراته في الفحص المجهري إلى درجة أنه نال درجة الدكتوراه في علم الأحياء الخلوي وأمضى خمسة أعوام في إدارة مختبر لدى "جامعة ألبرتا" في إدمونتون. لكن بيردان لم ينس قَط شغفَيه المبكرين، وهما الانغماس في الطبيعة وتصوير تفاصيلها الدقيقة، فقرر العودة إليهما. وتتنوع موضوعات صوره من نُدف الثلج إلى أشجار التنوب. ولرؤية هذه الأخيرة تحت المجهر، يأخذ بيردان غصنًا صغيرًا ويستخدم أدوات خاصة لسحجه كي يُصبح في شكل شرائح رقيقة بسُمك الورق، يصبغها باللون الأحمر أو الأزرق. أما بالنسبة إلى الصور النهائية، فغالبًا ما يَستخدم عملية تسمى تكديس التركيز، حيث تُمزج صور متشابهة ذات مستويات بؤرية مختلفة للحصول على مجال أعمق، ويقوم في بعض الأحيان بتجميع لقطات مع بعضها بعضًا لإنشاء صور بانورامية. يقول بيردان: "أُمحّص أي شيء يبدو واعدًا بالأهمية والإثارة". ويشجع الآخرين على القيام بالأمر نفسه باستخدام المجهر. يستطرد قائلًا: "أي أداة تعمل على مضاعفة قدرتنا على الرؤية ستعزز قدرتنا على الإبداع. فمن شأن ملاحظاتنا أن تفضي إلى اكتشافات وحلول جديدة".
في كنه الشجر
لم يبتعد "روبرت بيردان" عن الماء قَط؛ وهو الذي نشأ وترعرع على ضفاف "بحيرة هورون" في إقليم أونتاريو الكندي. عندما كان في الصف الدراسي السادس، حصل في عيد رأس السنة على مجهرٍ لعبة. ومن بين أولى الأشياء التي رآها من خلال عدسة ذلك المجهر، كائنات صغيرة داخل قطيرات جمعها من بركة محلية. وقد افتتن بتلك الكائنات الحية الدقيقة. وبعد الصف الثامن، حصل بيردان على مجهر أكثر تطورًا فأدرك أنه بمنزلة بوابة إلى عالم آخر؛ إذ يقول: "لقد غيّر المجهر الجديد حياتي. فقد صار بإمكاني رؤية أشياء أكثر فأكثر". ثم بدأ بدراسة التصوير الفوتوغرافي وشراء كاميرات لتثبيتها على مجهره. التقط صورًا لنبات السرخس والفطر والأشجار، وتعلم كيفية تحميض الفيلم. وطوَّر أيضًا مهاراته في الفحص المجهري إلى درجة أنه نال درجة الدكتوراه في علم الأحياء الخلوي وأمضى خمسة أعوام في إدارة مختبر لدى "جامعة ألبرتا" في إدمونتون. لكن بيردان لم ينس قَط شغفَيه المبكرين، وهما الانغماس في الطبيعة وتصوير تفاصيلها الدقيقة، فقرر العودة إليهما. وتتنوع موضوعات صوره من نُدف الثلج إلى أشجار التنوب. ولرؤية هذه الأخيرة تحت المجهر، يأخذ بيردان غصنًا صغيرًا ويستخدم أدوات خاصة لسحجه كي يُصبح في شكل شرائح رقيقة بسُمك الورق، يصبغها باللون الأحمر أو الأزرق. أما بالنسبة إلى الصور النهائية، فغالبًا ما يَستخدم عملية تسمى تكديس التركيز، حيث تُمزج صور متشابهة ذات مستويات بؤرية مختلفة للحصول على مجال أعمق، ويقوم في بعض الأحيان بتجميع لقطات مع بعضها بعضًا لإنشاء صور بانورامية. يقول بيردان: "أُمحّص أي شيء يبدو واعدًا بالأهمية والإثارة". ويشجع الآخرين على القيام بالأمر نفسه باستخدام المجهر. يستطرد قائلًا: "أي أداة تعمل على مضاعفة قدرتنا على الرؤية ستعزز قدرتنا على الإبداع. فمن شأن ملاحظاتنا أن تفضي إلى اكتشافات وحلول جديدة".