كنز حريري عمره 1300 سنة
تتدفق صور النار والوحوش والأسلحة والنجوم من الأنوال الخشبية لتُزين القماش المُطرّز (البروكار) الذي يعود تاريخه إلى 1300 سنة خلت. وقد كان في الماضي حكرًا على النخبة الصينية، أما الآن فقد أصبح يحظى بشعبية لدى مصممي الأزياء الشباب. وهذا الشكل الفني معقد للغاية إلى درجة أن الحرفيين المخضرمين أنفسهم لا ينتجون إلا نحو خمسة سنتيمترات منه يوميًا. ويمكن أن يصل طول النول التقليدي إلى 5.5 متر، ويحتوي على آلاف الأجزاء، ويتطلب تشغيله سلسلة من الخطوات المعقدة التي يتولى القيام بها حرفيون ينشدون أغان شعبية تتضمن تفاصيل عملية النسج برُمّتها. وينبثق من هذا القالب الإبداعي قماش لامع ذو أنماط منسوجة من خيوط الحرير والذهب وريش الطاووس. وقد ظهر البروكار في الصين خلال عهد أسرة تانغ (907-618 م). وتفرعت عنه تنويعات جهوية في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك نانجينغ وتشنغدو اللتان تُعدان موطن متاحف الحرير حيث يمكن للسياح حاليًا شراء الأوشحة والحقائب المصنوعة من البروكار الأصلي. ولا يمكن للمصانع استنساخ هذا القماش المعقد؛ إذ يقول عنه "فينج تشاو"، المدير الفخري لدى "متحف الحرير الوطني الصيني" في هانغتشو: "لا يمكن نسجه إلا على النول التقليدي". ويجتذب هذا الطابع الأصيل كبار السن الصينيين الذين يُقَدّرون البروكار "من أعماق قلوبهم"، كما يقول تشاو، ويعدّونه رمز فخر للتراث الثقافي. ويتعــاون مبدعــو الأزيــاء الصينــيون الصاعدون على نحو متزايد مع النساجين التقليديين لزخرفة الملابس برموز مثل طيور العنقاء، والسحب، والتنانين. فقد طرحت المصممة "تشين ليوين" في عام 2022 مجموعة من الأوشحة والإكسسوارات التي تستهدف مستهلكي جيل الألفية وتتميز بنمط البَبْر "هو بو" (hu bu). ومن ثم، يبدو أن البروكار القديم سيكون وثيق الصلة والارتباط بمستقبل الصين.
اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab
كنز حريري عمره 1300 سنة
تتدفق صور النار والوحوش والأسلحة والنجوم من الأنوال الخشبية لتُزين القماش المُطرّز (البروكار) الذي يعود تاريخه إلى 1300 سنة خلت. وقد كان في الماضي حكرًا على النخبة الصينية، أما الآن فقد أصبح يحظى بشعبية لدى مصممي الأزياء الشباب. وهذا الشكل الفني معقد للغاية إلى درجة أن الحرفيين المخضرمين أنفسهم لا ينتجون إلا نحو خمسة سنتيمترات منه يوميًا. ويمكن أن يصل طول النول التقليدي إلى 5.5 متر، ويحتوي على آلاف الأجزاء، ويتطلب تشغيله سلسلة من الخطوات المعقدة التي يتولى القيام بها حرفيون ينشدون أغان شعبية تتضمن تفاصيل عملية النسج برُمّتها. وينبثق من هذا القالب الإبداعي قماش لامع ذو أنماط منسوجة من خيوط الحرير والذهب وريش الطاووس. وقد ظهر البروكار في الصين خلال عهد أسرة تانغ (907-618 م). وتفرعت عنه تنويعات جهوية في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك نانجينغ وتشنغدو اللتان تُعدان موطن متاحف الحرير حيث يمكن للسياح حاليًا شراء الأوشحة والحقائب المصنوعة من البروكار الأصلي. ولا يمكن للمصانع استنساخ هذا القماش المعقد؛ إذ يقول عنه "فينج تشاو"، المدير الفخري لدى "متحف الحرير الوطني الصيني" في هانغتشو: "لا يمكن نسجه إلا على النول التقليدي". ويجتذب هذا الطابع الأصيل كبار السن الصينيين الذين يُقَدّرون البروكار "من أعماق قلوبهم"، كما يقول تشاو، ويعدّونه رمز فخر للتراث الثقافي. ويتعــاون مبدعــو الأزيــاء الصينــيون الصاعدون على نحو متزايد مع النساجين التقليديين لزخرفة الملابس برموز مثل طيور العنقاء، والسحب، والتنانين. فقد طرحت المصممة "تشين ليوين" في عام 2022 مجموعة من الأوشحة والإكسسوارات التي تستهدف مستهلكي جيل الألفية وتتميز بنمط البَبْر "هو بو" (hu bu). ومن ثم، يبدو أن البروكار القديم سيكون وثيق الصلة والارتباط بمستقبل الصين.