رواة القصص الأوائل في الأمــــازون

رحلة مليئة بالتحديات صوب رسومات صخرية هي الأكثر امتدادًا وتفصيلًا في الأميركيتين، تدشن بداية بعثة استكشافية تدوم عامين اثنين على طول نهر الأمازون، من جبال الأنديز إلى الأطلسي.

نصحَنا "الشامان" بأنه ينبغي لنا، لضمان عودتنا الآمنة وتهدئة الأرواح، أن نتقدم بقربان من التبغ لدى الصخر؛ وهو أمر مقدس لدى مجموعات كثيرة من السكان الأصليين في حوض الأمازون. فعند سفح منحدر من الحجر الرملي لدى "منتزه سيرانيا دي شيريبيكيتي الطبيعي الوطني" في كولومبيا، وزّع علينا عالمُ الآثار "كارلوس كاستانيو أوريبي" لفافات سيجار ممتلئة. بدأنا ننفث الدخان بشدة حتى غمر أجسامنا، ثم وضعنا راحات أيدينا على الصخر لنُعبّر بكل خشوع عن نيّاتنا. ومن باب التدابير الإضافية، نفث كاستانيو أوريبي الدخان فوق رأس كل واحد منا. وعندها شرعنا في الاستكشاف.

كنت بصحبة فريق صغير يضم كاستانيو أوريبي، عالم الأحياء المائية، و"فرناندو تروخيو"، المستكشف لدى ناشيونال جيوغرافيك، وبعض المتسلقين الكولومبيين والمتخصصين في الأدغال، حرصًا منّا على ألّا نضل طريقنا وسط هذه البرية غير المطروقة، والمحظورة على العامة. كانت بعثتنا هي التاسعة التي يُسمح لها باستكشاف هذا المنتزه الأكبر في كولومبيا والذي يحمي مشهدًا طبيعيًا خلّابًا يتشكل من الغابات المطرية الكثيفة، والجبال الشاهقة ذات القمم المسطحة المُسمّاة "تيبوي"، وأكثر من 75 ألف رسم صخري شُكِّلت من أوكسيد الحديد ذي اللون الأحمر القاني المسمى "الهيماتيت". وتلك هي رسوم الجداريات البدائية (أَقْدم ما عُثر عليه من قصص مرئية في الأميركيتين) التي جئت إلى هنا من أجل رؤيتها. فعلى جدران صخرية شديدة الانحدار، رسم أوائل رواة القصص في الأمازون حيوانات ونباتات وأشخاصًا وأنماطًا هندسية. وتُعد سنّوريات اليغور أحد الأشكال الأكثر شيوعًا؛ إذ يتميز العديد منها بأنماط فريدة من الخطوط أو الوُريدات. وعلى الرغم من أنني أمارس التصوير الفوتوغرافي، فعادةً ما تقودني المَهمات التي أُكلَّف بها إلى الغوص تحت الماء. فما الذي يحملني على تسلق الجبال في غابة مطرية نائية؟ كان الدافع إلى ذلك هو رؤية أشكال السلاحف وتماسيح كايمان والأناكوندا والأسماك.

تُعد هذه الصور الحية للحياة المائية التي يعود تاريخها إلى عشرات الآلاف من السنين، دليلًا على علاقة النوع البشري الطويلة بنهر الأمازون، أكبر منظومة بيئية للمياه العذبة في العالم. فعلى مرّ عامين، سأقوم بتصوير المنطقة حيث سأتتبع مسار هذا النهر من أعالي الجبال إلى مناطق بعيدة في المحيط، في إطار البعثة العلمية إلى الأمازون التي تنظمها "روليكس" و"الجمعية الجغرافية الوطنية" الأميركية ضمن "مبادرة كوكب سرمدي". ومع بداية هذه الرحلة، أردت الاقتراب قدر المستطاع من فهم الطريقة التي عاشت بها هذه الشعوب التي يحيط بها الغموض وسط هذا العالم المائي خلال عصور ما قبل التاريخ. طوال 25 عامًا، وثّقتُ لأعتى بحار كوكبنا، بصفتي عالم أحياء بحرية في بادئ الأمر ولاحقًا بصفتي مصورًا صحافيًا. وأنا على دراية جيدة بكيفية تلافي هجمة قرش أو دهس تحت جسم حوت يتناول طعامه، لكنني قليل الخبرة بالأدغال. وعلى الرغم من ذلك، ينبغي الإقرار أن شيريبيكيتي يظل مكانًا يصعب استكشافه؛ ثم إن هؤلاء الفنانين القدامى قد خطّوا رسوماتهم في مواقع من شبه المستحيل بلوغها.

وللوصول إلى الرسومات الصخرية المخطوطة في أعلى جوانب أجراف شديدة الانحدار، كان علينا أن نبدأ رحلتنا بالمروحية، ثم السير على الأقدام بجهد جهيد عبر الغابات المطرية الكثيفة باستخدام الحبال والسلالم لتسلق منحدرات وأجراف وعرة والهبوط أسفلها، وشق طريقنا وسط الظلام والأخاديد المبللة بالمياه. في إحدى عمليات التسلق، كنت على وشك السقوط بسبب ملابسي الواقية. فقد كنت أرتدي سراويل سميكة وقميصين وقفازات وشبكة رأسية وزوج من الجراميق الواقية ضد لدغات الأفاعي. وكنت سأفعل كل ما يلزم لحماية نفسي ضد الأعداء، سواء أكانوا حقيقيين أم مفترضين. فاللدغة القوية لنمل "الرصاص" التي تُصنف ضمن المستوى الرابع الأعلى على مؤشر "شميدت" للألم الناجم عن اللدغات، تُوصف بأنها تشبه السير على جمر وقد غُرس في الكعب مسمار طوله سبعة سنتيمترات. وتلدغ أفعى "الدساس" (التي يمكن أن تؤدي لدغتها إلى الموت) من البشر عددًا هو الأكبر من بين كل الأفاعي في منطقة الأمازون. وكان يُمكن أن أُلسَع من أنثى ذبابة الرمل (الفاصدة) فأصاب بداء الليشمانيات الذي يسبب تشوهات. كنت في كل خطوة أخطوها بجهد جهيد تحت وطأة الحر الشديد، أتساءل عمّا أفعله في هذا المكان.

بدأت رحلتنا لدى مطار "سان خوسيه ديل غوافياري" الصغير في جنوب وسط كولومبيا. أقلعنا بمروحية وحلقنا فوق مزيج من المراعي والأراضي العشبية. وفي نهاية المطاف، لاحت لنا في الأفق زرابي مبثوثة من الغابات المطرية الخضراء المتصلة. وعندما تكشّفت لنا أولى الجبال، بدأ الطيار يحلق على علو منخفض عبر الأخاديد الضيقة، إلى درجة أنه كان باستطاعتي مَدّ يدي وملامسة المنحدرات. هبطنا فوق رقعة من الصخور غير المستوية، حتى إن المروحية وجدت بالكاد مهبطًا لها. بدا الموقع خلّابًا، لكننا أحسسنا كما لو أننا أقمنا مخيمنا فوق فرن. فعندما كانت الصخور تُحمى بفعل أشعة الشمس، كانت حرارة الهواء داخل خيامنا تصل إلى أكثر من 37 درجة مئوية. كنت أحاول أن أنام، وأنا كلي توق إلى هَبّة نسيم. وكنت أستشعر بللًا كثيرًا على مَرتبتي من شدة العرق المتصبب مني.

كنا نستيقظ على طنين عشرات الآلاف من تلك المروحيات الصغيرة. فنحْل العرق موجود هنا بأعداد غزيرة. وسرعان ما صار المخيم بأكمله (حقائب الكاميرات، والأحذية والملابس والأطباق وأدوات المائدة وأي شيء يُترك بالخارج) مكسوًا بالنحل. وكنت قد أخطأت في ترك سَحّاب خيمتي مواربًا؛ فسرعان ما صارت العشرات منه تقاسمني غرفتي. تسمرّتُ في مكاني وتركت النحل يروي عطشه من العرق المتجمع في سرة بطني. فلا جدوى من المقاومة. فقد اجتاحتنا أسراب النحل حتى تسللت إلى أنوفنا وآذاننا، بل إن نحلة تسللت إلى جفني. لا وجود تقريبًا لنحل العرق في الأراضي المنخفضة المجاورة للأنهار التي تتدفق عبر المنتزه، لكننا نُصحنا بعدم البقاء هناك إذ قيل إن ما تبقى من جماعة "القوات المسلحة الكولومبية الثورية" (فارك) تستخدم هذه الأنهار عندما يكون منسوب المياه عاليًا. لذا فضلت النحلَ على مواجهة البنادق الآلية.

وتُعدّ منابع أهم الأنهار في المنتزه موطنًا لشعوب "كاريخونا" و"موروي موينا" و"أورومي" الأصلية المنقطعة عن أي اتصال بالعالم أو تعيش في عزلة منذ المواجهات العنيفة ضد جامعي المطاط في القرنين التاسع عشر والعشرين. ففي إحدى الرحلات الاستكشافية عام 2017، استيقظ تروخيو في الساعات الأولى من الصباح على أصوات شخص يتحرك في الجوار. ثم عاد إلى النوم ظنًا منه أنه باحث آخر. وفي صباح اليوم التالي، اكتشف العلماء آثار أقدام صغيرة حافية، وكانت تتطابق مع آثار أحذية تلك الشعوب. والحال أن أكثر من 80 كيلومترًا من التضاريس الوعرة تفصلهم عن موقع المخيم، لكنني كنت في كل ليلة أصيخ السمع لحفيف الأوراق أو طقطقة أحد الأغصان.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

رواة القصص الأوائل في الأمــــازون

رحلة مليئة بالتحديات صوب رسومات صخرية هي الأكثر امتدادًا وتفصيلًا في الأميركيتين، تدشن بداية بعثة استكشافية تدوم عامين اثنين على طول نهر الأمازون، من جبال الأنديز إلى الأطلسي.

نصحَنا "الشامان" بأنه ينبغي لنا، لضمان عودتنا الآمنة وتهدئة الأرواح، أن نتقدم بقربان من التبغ لدى الصخر؛ وهو أمر مقدس لدى مجموعات كثيرة من السكان الأصليين في حوض الأمازون. فعند سفح منحدر من الحجر الرملي لدى "منتزه سيرانيا دي شيريبيكيتي الطبيعي الوطني" في كولومبيا، وزّع علينا عالمُ الآثار "كارلوس كاستانيو أوريبي" لفافات سيجار ممتلئة. بدأنا ننفث الدخان بشدة حتى غمر أجسامنا، ثم وضعنا راحات أيدينا على الصخر لنُعبّر بكل خشوع عن نيّاتنا. ومن باب التدابير الإضافية، نفث كاستانيو أوريبي الدخان فوق رأس كل واحد منا. وعندها شرعنا في الاستكشاف.

كنت بصحبة فريق صغير يضم كاستانيو أوريبي، عالم الأحياء المائية، و"فرناندو تروخيو"، المستكشف لدى ناشيونال جيوغرافيك، وبعض المتسلقين الكولومبيين والمتخصصين في الأدغال، حرصًا منّا على ألّا نضل طريقنا وسط هذه البرية غير المطروقة، والمحظورة على العامة. كانت بعثتنا هي التاسعة التي يُسمح لها باستكشاف هذا المنتزه الأكبر في كولومبيا والذي يحمي مشهدًا طبيعيًا خلّابًا يتشكل من الغابات المطرية الكثيفة، والجبال الشاهقة ذات القمم المسطحة المُسمّاة "تيبوي"، وأكثر من 75 ألف رسم صخري شُكِّلت من أوكسيد الحديد ذي اللون الأحمر القاني المسمى "الهيماتيت". وتلك هي رسوم الجداريات البدائية (أَقْدم ما عُثر عليه من قصص مرئية في الأميركيتين) التي جئت إلى هنا من أجل رؤيتها. فعلى جدران صخرية شديدة الانحدار، رسم أوائل رواة القصص في الأمازون حيوانات ونباتات وأشخاصًا وأنماطًا هندسية. وتُعد سنّوريات اليغور أحد الأشكال الأكثر شيوعًا؛ إذ يتميز العديد منها بأنماط فريدة من الخطوط أو الوُريدات. وعلى الرغم من أنني أمارس التصوير الفوتوغرافي، فعادةً ما تقودني المَهمات التي أُكلَّف بها إلى الغوص تحت الماء. فما الذي يحملني على تسلق الجبال في غابة مطرية نائية؟ كان الدافع إلى ذلك هو رؤية أشكال السلاحف وتماسيح كايمان والأناكوندا والأسماك.

تُعد هذه الصور الحية للحياة المائية التي يعود تاريخها إلى عشرات الآلاف من السنين، دليلًا على علاقة النوع البشري الطويلة بنهر الأمازون، أكبر منظومة بيئية للمياه العذبة في العالم. فعلى مرّ عامين، سأقوم بتصوير المنطقة حيث سأتتبع مسار هذا النهر من أعالي الجبال إلى مناطق بعيدة في المحيط، في إطار البعثة العلمية إلى الأمازون التي تنظمها "روليكس" و"الجمعية الجغرافية الوطنية" الأميركية ضمن "مبادرة كوكب سرمدي". ومع بداية هذه الرحلة، أردت الاقتراب قدر المستطاع من فهم الطريقة التي عاشت بها هذه الشعوب التي يحيط بها الغموض وسط هذا العالم المائي خلال عصور ما قبل التاريخ. طوال 25 عامًا، وثّقتُ لأعتى بحار كوكبنا، بصفتي عالم أحياء بحرية في بادئ الأمر ولاحقًا بصفتي مصورًا صحافيًا. وأنا على دراية جيدة بكيفية تلافي هجمة قرش أو دهس تحت جسم حوت يتناول طعامه، لكنني قليل الخبرة بالأدغال. وعلى الرغم من ذلك، ينبغي الإقرار أن شيريبيكيتي يظل مكانًا يصعب استكشافه؛ ثم إن هؤلاء الفنانين القدامى قد خطّوا رسوماتهم في مواقع من شبه المستحيل بلوغها.

وللوصول إلى الرسومات الصخرية المخطوطة في أعلى جوانب أجراف شديدة الانحدار، كان علينا أن نبدأ رحلتنا بالمروحية، ثم السير على الأقدام بجهد جهيد عبر الغابات المطرية الكثيفة باستخدام الحبال والسلالم لتسلق منحدرات وأجراف وعرة والهبوط أسفلها، وشق طريقنا وسط الظلام والأخاديد المبللة بالمياه. في إحدى عمليات التسلق، كنت على وشك السقوط بسبب ملابسي الواقية. فقد كنت أرتدي سراويل سميكة وقميصين وقفازات وشبكة رأسية وزوج من الجراميق الواقية ضد لدغات الأفاعي. وكنت سأفعل كل ما يلزم لحماية نفسي ضد الأعداء، سواء أكانوا حقيقيين أم مفترضين. فاللدغة القوية لنمل "الرصاص" التي تُصنف ضمن المستوى الرابع الأعلى على مؤشر "شميدت" للألم الناجم عن اللدغات، تُوصف بأنها تشبه السير على جمر وقد غُرس في الكعب مسمار طوله سبعة سنتيمترات. وتلدغ أفعى "الدساس" (التي يمكن أن تؤدي لدغتها إلى الموت) من البشر عددًا هو الأكبر من بين كل الأفاعي في منطقة الأمازون. وكان يُمكن أن أُلسَع من أنثى ذبابة الرمل (الفاصدة) فأصاب بداء الليشمانيات الذي يسبب تشوهات. كنت في كل خطوة أخطوها بجهد جهيد تحت وطأة الحر الشديد، أتساءل عمّا أفعله في هذا المكان.

بدأت رحلتنا لدى مطار "سان خوسيه ديل غوافياري" الصغير في جنوب وسط كولومبيا. أقلعنا بمروحية وحلقنا فوق مزيج من المراعي والأراضي العشبية. وفي نهاية المطاف، لاحت لنا في الأفق زرابي مبثوثة من الغابات المطرية الخضراء المتصلة. وعندما تكشّفت لنا أولى الجبال، بدأ الطيار يحلق على علو منخفض عبر الأخاديد الضيقة، إلى درجة أنه كان باستطاعتي مَدّ يدي وملامسة المنحدرات. هبطنا فوق رقعة من الصخور غير المستوية، حتى إن المروحية وجدت بالكاد مهبطًا لها. بدا الموقع خلّابًا، لكننا أحسسنا كما لو أننا أقمنا مخيمنا فوق فرن. فعندما كانت الصخور تُحمى بفعل أشعة الشمس، كانت حرارة الهواء داخل خيامنا تصل إلى أكثر من 37 درجة مئوية. كنت أحاول أن أنام، وأنا كلي توق إلى هَبّة نسيم. وكنت أستشعر بللًا كثيرًا على مَرتبتي من شدة العرق المتصبب مني.

كنا نستيقظ على طنين عشرات الآلاف من تلك المروحيات الصغيرة. فنحْل العرق موجود هنا بأعداد غزيرة. وسرعان ما صار المخيم بأكمله (حقائب الكاميرات، والأحذية والملابس والأطباق وأدوات المائدة وأي شيء يُترك بالخارج) مكسوًا بالنحل. وكنت قد أخطأت في ترك سَحّاب خيمتي مواربًا؛ فسرعان ما صارت العشرات منه تقاسمني غرفتي. تسمرّتُ في مكاني وتركت النحل يروي عطشه من العرق المتجمع في سرة بطني. فلا جدوى من المقاومة. فقد اجتاحتنا أسراب النحل حتى تسللت إلى أنوفنا وآذاننا، بل إن نحلة تسللت إلى جفني. لا وجود تقريبًا لنحل العرق في الأراضي المنخفضة المجاورة للأنهار التي تتدفق عبر المنتزه، لكننا نُصحنا بعدم البقاء هناك إذ قيل إن ما تبقى من جماعة "القوات المسلحة الكولومبية الثورية" (فارك) تستخدم هذه الأنهار عندما يكون منسوب المياه عاليًا. لذا فضلت النحلَ على مواجهة البنادق الآلية.

وتُعدّ منابع أهم الأنهار في المنتزه موطنًا لشعوب "كاريخونا" و"موروي موينا" و"أورومي" الأصلية المنقطعة عن أي اتصال بالعالم أو تعيش في عزلة منذ المواجهات العنيفة ضد جامعي المطاط في القرنين التاسع عشر والعشرين. ففي إحدى الرحلات الاستكشافية عام 2017، استيقظ تروخيو في الساعات الأولى من الصباح على أصوات شخص يتحرك في الجوار. ثم عاد إلى النوم ظنًا منه أنه باحث آخر. وفي صباح اليوم التالي، اكتشف العلماء آثار أقدام صغيرة حافية، وكانت تتطابق مع آثار أحذية تلك الشعوب. والحال أن أكثر من 80 كيلومترًا من التضاريس الوعرة تفصلهم عن موقع المخيم، لكنني كنت في كل ليلة أصيخ السمع لحفيف الأوراق أو طقطقة أحد الأغصان.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab