لقطات رسمتها العدسة

في هذا الشكل البدائي من التصوير الفوتوغرافي الملون، هل تعلمون ما العنصر السري لإبداع صور أوتوكروم ملونة كالحلم في روعتها؟ إنه نشا البطاطس.

قدّم الأخَوان "أوغست" و"لويس لوميير" أول طريقة عَملية للتصوير الفوتوغرافي الملوَّن في عام 1907. كانت الصور الفوتوغرافية الملونة موجودة سلفًا، إلا أن عملية إعدادها كانت غير متقَنة ومعقدة. وقد اكتشف الأخوان لوميير أن العنصر الأساس في هذه العملية هو نشا البطاطس.

استندت تلك الطريقة إلى تجربة "جيمس كليرك ماكسويل" في عام 1861 التي أثبتت أنه يمكن إعادة إنتاج جميع الألوان من خلال مزج الضوء الأحمر والأخضر والأزرق؛ وقد أُطلق عليها اسم "أوتوكروم (Autochrome) وتشمل تغطية لوح زجاجي بطبقة رقيقة من حُبيبات نشا البطاطس الدقيقة المصبوغة بتلك الألوان الثلاثة، فينشأ مُرشِّحٌ أو "فلتر"؛ ومن ثم تُضاف طبقة من دهان مائي مستحلب. وعند قَلب اللوح الزجاجي وتعريضه للضوء، تُحسَّن الصورة الناتجة لتصبح شريحةً مصوَّرة شفافة.  سُرعان ما شاعت تقنية الأوتوكروم في باريس، حيث تم تقديمها للجمهور، وما لبثت أن انتشرت في الولايات المتحدة. هنالك كتب المصور البارز "ألفريد ستيغليتز" في "مجلة التصوير اللندنية": "يبدو أن إمكانيات تطوير هذه التقنية غير محدودة. قريبًا سيُجَنُّ جنون العالم بالألوان، وسيكون [الأخوان] لوميير هما المسؤولَين".

في عام 1914، ظهرت على صفحات ناشيونال جيوغرافيك أول صورة طبيعية ملونة بتقنية الأوتوكروم، وكانت لحديقة زهور في بلجيكا.  وتحتفظ أرشيفات ناشيونال جيوغرافيك في واشنطن بالآلاف من ألواح الأوتوكروم الزجاجية -إحدى أكبر المجموعات الفنية في العالم- داخل منشأة مصممة لحمايتها ضد الضوء والحرارة والرطوبة. كانت تقنية الأوتوكروم عملية بطيئة، كحال التصوير الفوتوغرافي الأبكر بالأبيض والأسود. ذلك أن مدة التعريض الضوئي كانت طويلة، فتفرض على الأشخاص موضوع التصوير البقاءَ ثابتين لتجنب التقاط صور ضبابية مشوَّشَة. غير أن ذلك التشويش الذي اقترن بتقنية الأوتوكروم كان يضفي جمالية غير عادية على الصور الملونة؛ فمع الألوان الخافتة المصبوغة، كانت الصورة تبدو وكأنها لوحة مرسومة. "عندما رأيت صورة أوتوكروم ملونة أول مرة، حارَ ذهني في تحديد ماهيتها: أَهي صورة أم لوحة فنية انطباعية؟"، تقول "سارة مانكو"، موظفة أرشيف الصور لدى ناشيونال جيوغرافيك. وتستطرد قائلةً عن تلك الصور: "تبدو جديرة بأن تُعلق على جدران متحف إلى جوار لوحات رسامين مثل مونيه وسورا".

أما آخر صورة أوتوكروم ملونة استقبلتها ناشيونال جيوغرافيك فتعود إلى عام 1939. إذ اعتمد جُل الناشرين تقنية "كوداكروم" (Ko-dachrome) في ثلاثينيات القرن العشرين لأنها كانت أسهل في الاستخدام. كان المصوِّرون بتقنية الأوتوكروم يُجبَرون على حمل حقائب خشبية ثقيلة مملوءة بألواح زجاجية هشة. أما فيلم الكوداكروم المعتمد على كاميرا بمقاس 35 مليمترًا، فقد كان خفيفًا يَسهل التنقل به. واليوم نادرًا ما تُستخدم تقنية الأوتوكروم، لكن أرشيف ناشيونال جيوغرافيك يتيح لمحةً عن ذلك الماضي المفعم بالألوان.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

لقطات رسمتها العدسة

في هذا الشكل البدائي من التصوير الفوتوغرافي الملون، هل تعلمون ما العنصر السري لإبداع صور أوتوكروم ملونة كالحلم في روعتها؟ إنه نشا البطاطس.

قدّم الأخَوان "أوغست" و"لويس لوميير" أول طريقة عَملية للتصوير الفوتوغرافي الملوَّن في عام 1907. كانت الصور الفوتوغرافية الملونة موجودة سلفًا، إلا أن عملية إعدادها كانت غير متقَنة ومعقدة. وقد اكتشف الأخوان لوميير أن العنصر الأساس في هذه العملية هو نشا البطاطس.

استندت تلك الطريقة إلى تجربة "جيمس كليرك ماكسويل" في عام 1861 التي أثبتت أنه يمكن إعادة إنتاج جميع الألوان من خلال مزج الضوء الأحمر والأخضر والأزرق؛ وقد أُطلق عليها اسم "أوتوكروم (Autochrome) وتشمل تغطية لوح زجاجي بطبقة رقيقة من حُبيبات نشا البطاطس الدقيقة المصبوغة بتلك الألوان الثلاثة، فينشأ مُرشِّحٌ أو "فلتر"؛ ومن ثم تُضاف طبقة من دهان مائي مستحلب. وعند قَلب اللوح الزجاجي وتعريضه للضوء، تُحسَّن الصورة الناتجة لتصبح شريحةً مصوَّرة شفافة.  سُرعان ما شاعت تقنية الأوتوكروم في باريس، حيث تم تقديمها للجمهور، وما لبثت أن انتشرت في الولايات المتحدة. هنالك كتب المصور البارز "ألفريد ستيغليتز" في "مجلة التصوير اللندنية": "يبدو أن إمكانيات تطوير هذه التقنية غير محدودة. قريبًا سيُجَنُّ جنون العالم بالألوان، وسيكون [الأخوان] لوميير هما المسؤولَين".

في عام 1914، ظهرت على صفحات ناشيونال جيوغرافيك أول صورة طبيعية ملونة بتقنية الأوتوكروم، وكانت لحديقة زهور في بلجيكا.  وتحتفظ أرشيفات ناشيونال جيوغرافيك في واشنطن بالآلاف من ألواح الأوتوكروم الزجاجية -إحدى أكبر المجموعات الفنية في العالم- داخل منشأة مصممة لحمايتها ضد الضوء والحرارة والرطوبة. كانت تقنية الأوتوكروم عملية بطيئة، كحال التصوير الفوتوغرافي الأبكر بالأبيض والأسود. ذلك أن مدة التعريض الضوئي كانت طويلة، فتفرض على الأشخاص موضوع التصوير البقاءَ ثابتين لتجنب التقاط صور ضبابية مشوَّشَة. غير أن ذلك التشويش الذي اقترن بتقنية الأوتوكروم كان يضفي جمالية غير عادية على الصور الملونة؛ فمع الألوان الخافتة المصبوغة، كانت الصورة تبدو وكأنها لوحة مرسومة. "عندما رأيت صورة أوتوكروم ملونة أول مرة، حارَ ذهني في تحديد ماهيتها: أَهي صورة أم لوحة فنية انطباعية؟"، تقول "سارة مانكو"، موظفة أرشيف الصور لدى ناشيونال جيوغرافيك. وتستطرد قائلةً عن تلك الصور: "تبدو جديرة بأن تُعلق على جدران متحف إلى جوار لوحات رسامين مثل مونيه وسورا".

أما آخر صورة أوتوكروم ملونة استقبلتها ناشيونال جيوغرافيك فتعود إلى عام 1939. إذ اعتمد جُل الناشرين تقنية "كوداكروم" (Ko-dachrome) في ثلاثينيات القرن العشرين لأنها كانت أسهل في الاستخدام. كان المصوِّرون بتقنية الأوتوكروم يُجبَرون على حمل حقائب خشبية ثقيلة مملوءة بألواح زجاجية هشة. أما فيلم الكوداكروم المعتمد على كاميرا بمقاس 35 مليمترًا، فقد كان خفيفًا يَسهل التنقل به. واليوم نادرًا ما تُستخدم تقنية الأوتوكروم، لكن أرشيف ناشيونال جيوغرافيك يتيح لمحةً عن ذلك الماضي المفعم بالألوان.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab