رواد الاستكشاف
من هم رواد المستقبل؟
نخبة شابة من مستكشفي ناشيونال جيوغرافيك ينبشون في سجل التاريخ، ويواجهون مشاكل كوكبنا في سبيل حل ألغازه وكشف أسراره.
ألفارو لايز
يسعى هذا المصور والفنان الإسباني جاهدًا لربط المعرفة التقليدية بالعلم من خلال الفن. ولإنجاز مشروعه المسمّى (The Edge) -الذي يحكي قصة البشر الأوائل الذين اكتشفوا الأميركيتين قبل نحو 20000 سنة- سافر إلى المكان الذي يسميه شعب "شوكشي" بمنطقة روسيا القطبية، "كرومكا"، حيث يلتقي الجليد والبحر والأرض. يقول إنه أثناء رحلة صيد مع أحفاد هؤلاء المهاجرين الأوائل، تعلم مراقبة البيئة القاسية كما فعلوا.. أي "أن تكون حاضرًا ومستمعًا".
غابْ ميهيا
عندما كان ميهيا في الـ 13 من عمره، أخفق مع والده في الصعود إلى قمة "جبل كينابالو"، أعلى قمة في ماليزيا. ومع ذلك، يقول ميهيا، فإنه خرج من تلك التجربة "بشغف بالطبيعة لا ينضب". واليوم هو مصور متخصص بمجال صون الطبيعة يركز على العالم الطبيعي والسكان الأصليين في الفلبين، وطنه الأم. في الآونة الأخيرة لدى جبال "بوكيدنون"، قام أحد الشامان من السكان الأصليين، أو "بابايلان"، بتعميد ميهيا، وهو احتفال رسَّخ المسار المهني الذي اختاره هذا الأخير لدى سفح ذلك الجبل منذ زمن طويل.
روثميري بيلكو هوارتشايا
تُمضي روثميري، وهي عالمة أحياء من مرتفعات الأنديز في بيرو، وقتها في ما تسميه الغابات السحابية "السحرية"، بحثًا عن دب الأنديز المذهل وحمايته. في أول رحلة استكشافية لها عبر الغابة لتثبيت كاميرات آلية مخبأة، واجهت هي وفريقها (بما في ذلك كلبها البحثي المُدرَّب، أوكوكو) طقسًا شديدًا. إذ اضطروا لشرب الماء من طحالب الأشجار خلال فترة جفاف شديدة، ثم حرق ملابسهم لإشعال نار أثناء طوفان.
صوفيا كياني
عندما كانت كياني طالبة بالمدرسة الإعدادية في الولايات المتحدة، اكتشفَت أن أقاربها الإيرانيين لا يعرفون شيئًا عن تغير المناخ. صُدمت بذلك، فبدأت ترسل لهم مقالات علمية كانت قد ترجمتها إلى الفارسية بنفسها. نما هذا المشروع العائلي الصغير ليصبح "أساسيات المناخ" (Climate Cardinals)، وهي منظمة غير ربحية تضم 9000 متطوع في 41 دولة قاموا بترجمة المعلومات المناخية إلى مئة لغة. ولدى كياني، الطالبة في "جامعة ستانفورد" اليوم، هدف يتجلى في "أن يحصل كل فرد، في كل مكان، على ثقافة مناخية ملائمة".
غيبس كوغورو
عالِم وناشط بيئي من كينيا يَدرس الحمض النووي لأسماك القرش لفهم كيف أثّر البشر سلبًا في وجودها البيولوجي. أمضى كوغورو أوائل العشرينات من عمره في دراسة أسماك القرش اليافعة في الماء كل يوم، وهو أمر "لا يزال يبدو سرياليا"، كما يقول. واليوم يمكن العثور عليه في أقفاص سمك القرش -"مكتبه الميداني"- يجمع عيّنات الأنسجة من القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias) أو ربما يعمل على الروبوت الذي يعكف على صنعه لإجراء أبحاث أفضل بشأن أسماك القرش في المياه المفتوحة.
كينيلو مولوبيان
تقول كينيلو مولوبيان، عالمة آثار وأنثروبولوجيا الأحافير من جنوب إفريقيا: "غالبًا ما أجد نفسي في باطن الأرض، أُنقّب عن بقايا أحافير تروي قصة رحلتنا البشرية العميقة". إنها المُحقِّقَة الرئيسة في "كهف غلاديسلاف"، وهو موقع أثري مهم يحوي بقايا أشباه البشر في جنوب إفريقيا، وهي لا تزال تشعر بالإثارة كلما تذكرت عثورها ذات يوم على شظية من جمجمة، ثم على شظية ثانية وثالثة في اليوم التالي، حتى تشكلت جمجمة شبه مكتملة.
إيموجين نابر
تطلق عالمة البحار إيموجين نابر على نفسها اسم مخبرة سرية في مجال البلاستيك. فضمن عملها على التحقيق بشأن التلوث، اكتشف فريقها أعلى مستوى من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يُسجَّل على الإطلاق بالقرب من قمة "جبل إيفرست"؛ وهو اكتشاف أدى بالعديد من البلدان إلى حظر الحبيبات الدقيقة في مستحضرات التجميل. واليوم تستخدم هذه العالمة البريطانية ما تعلمته في دراسة المحيطات للبحث بشأن كمية مذهلة من الحطام العائم في مدار كوكب الأرض.
فكتوريا هيرمان
تعلمت هيرمان من أجدادها الناجين من "الهولوكوست" أن التراث الثقافي يمنح المرونة اللازمة للناس للتغلب على التهديدات الوجودية. واليوم تُطبِّق عالمة الجغرافيا الأميركية هذا الدرس على تغير المناخ. إذ يساعد مشروعها المسمّى "صون الموروث"، القادةَ المحليين في أرجاء العالم على فهم وتدبير تأثيرات المناخ في مواقعهم وممارساتهم الثقافية. تقول: "تغير المناخ هو في جوهره قصة تحكي إمكانية فقدان الأشياء ذاتها التي تشكل هوياتنا وذواتنا".
كوكيتسو موكودي
تصطحب كوكيتسو موكودي، الناشطة البيئية البوتسوانية، المعلمينَ إلى ما تسميه "رحلات استكشافية في الفناء الخلفي"، لكن فناءها الخلفي هو "دلتا أوكافانغو"، أرض رطبة شاسعة تموج بالحياة البرية. وتهدف موكودي إلى إلهام الجيل القادم من العلماء والنشطاء البيئيين بهذه المنطقة المهمة؛ ولهذا فهي بحاجة إلى تجنيد أشخاص يقومون بتثقيفهم. ينتمي كثير من هؤلاء المعلمين إلى مناطق حضرية، وغير معتادين الحياةَ البرية والثقافة المحلية للسكان الأصليين. تقول: "لن أَكَلَّ أبدًا من ردود أفعالهم. فمستوى تقديرهم للمنطقة وإعجابهم بها واضح جلي".
صامويل رمزي
عندما كان رمزي طفلًا، كان يهاب الحشرات، وبخاصة النحل. أما اليوم فإن النحل مَهمته. إذ يهدف عالم الحشرات الأميركي هذا إلى وقف ما يسميه "جائحة الملقِّح التالي" من خلال التوثيق للأمراض والعلاقات التكافلية فيما بين النحل في آسيا، حيث تعيش أكبر تشكيلة لنحل العسل في العالم. قاده عمله إلى لحظات مليئة بالرهبة؛ منها إحدى الأمسيات في تايلاند عندما وقف تحت شجرة تتدلى منها أكثر من 60 مستعمرة لنحل العسل، مستمعًا إلى "همهمة ساحرة لنحل عملاق".
اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab
رواد الاستكشاف
من هم رواد المستقبل؟
نخبة شابة من مستكشفي ناشيونال جيوغرافيك ينبشون في سجل التاريخ، ويواجهون مشاكل كوكبنا في سبيل حل ألغازه وكشف أسراره.
ألفارو لايز
يسعى هذا المصور والفنان الإسباني جاهدًا لربط المعرفة التقليدية بالعلم من خلال الفن. ولإنجاز مشروعه المسمّى (The Edge) -الذي يحكي قصة البشر الأوائل الذين اكتشفوا الأميركيتين قبل نحو 20000 سنة- سافر إلى المكان الذي يسميه شعب "شوكشي" بمنطقة روسيا القطبية، "كرومكا"، حيث يلتقي الجليد والبحر والأرض. يقول إنه أثناء رحلة صيد مع أحفاد هؤلاء المهاجرين الأوائل، تعلم مراقبة البيئة القاسية كما فعلوا.. أي "أن تكون حاضرًا ومستمعًا".
غابْ ميهيا
عندما كان ميهيا في الـ 13 من عمره، أخفق مع والده في الصعود إلى قمة "جبل كينابالو"، أعلى قمة في ماليزيا. ومع ذلك، يقول ميهيا، فإنه خرج من تلك التجربة "بشغف بالطبيعة لا ينضب". واليوم هو مصور متخصص بمجال صون الطبيعة يركز على العالم الطبيعي والسكان الأصليين في الفلبين، وطنه الأم. في الآونة الأخيرة لدى جبال "بوكيدنون"، قام أحد الشامان من السكان الأصليين، أو "بابايلان"، بتعميد ميهيا، وهو احتفال رسَّخ المسار المهني الذي اختاره هذا الأخير لدى سفح ذلك الجبل منذ زمن طويل.
روثميري بيلكو هوارتشايا
تُمضي روثميري، وهي عالمة أحياء من مرتفعات الأنديز في بيرو، وقتها في ما تسميه الغابات السحابية "السحرية"، بحثًا عن دب الأنديز المذهل وحمايته. في أول رحلة استكشافية لها عبر الغابة لتثبيت كاميرات آلية مخبأة، واجهت هي وفريقها (بما في ذلك كلبها البحثي المُدرَّب، أوكوكو) طقسًا شديدًا. إذ اضطروا لشرب الماء من طحالب الأشجار خلال فترة جفاف شديدة، ثم حرق ملابسهم لإشعال نار أثناء طوفان.
صوفيا كياني
عندما كانت كياني طالبة بالمدرسة الإعدادية في الولايات المتحدة، اكتشفَت أن أقاربها الإيرانيين لا يعرفون شيئًا عن تغير المناخ. صُدمت بذلك، فبدأت ترسل لهم مقالات علمية كانت قد ترجمتها إلى الفارسية بنفسها. نما هذا المشروع العائلي الصغير ليصبح "أساسيات المناخ" (Climate Cardinals)، وهي منظمة غير ربحية تضم 9000 متطوع في 41 دولة قاموا بترجمة المعلومات المناخية إلى مئة لغة. ولدى كياني، الطالبة في "جامعة ستانفورد" اليوم، هدف يتجلى في "أن يحصل كل فرد، في كل مكان، على ثقافة مناخية ملائمة".
غيبس كوغورو
عالِم وناشط بيئي من كينيا يَدرس الحمض النووي لأسماك القرش لفهم كيف أثّر البشر سلبًا في وجودها البيولوجي. أمضى كوغورو أوائل العشرينات من عمره في دراسة أسماك القرش اليافعة في الماء كل يوم، وهو أمر "لا يزال يبدو سرياليا"، كما يقول. واليوم يمكن العثور عليه في أقفاص سمك القرش -"مكتبه الميداني"- يجمع عيّنات الأنسجة من القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias) أو ربما يعمل على الروبوت الذي يعكف على صنعه لإجراء أبحاث أفضل بشأن أسماك القرش في المياه المفتوحة.
كينيلو مولوبيان
تقول كينيلو مولوبيان، عالمة آثار وأنثروبولوجيا الأحافير من جنوب إفريقيا: "غالبًا ما أجد نفسي في باطن الأرض، أُنقّب عن بقايا أحافير تروي قصة رحلتنا البشرية العميقة". إنها المُحقِّقَة الرئيسة في "كهف غلاديسلاف"، وهو موقع أثري مهم يحوي بقايا أشباه البشر في جنوب إفريقيا، وهي لا تزال تشعر بالإثارة كلما تذكرت عثورها ذات يوم على شظية من جمجمة، ثم على شظية ثانية وثالثة في اليوم التالي، حتى تشكلت جمجمة شبه مكتملة.
إيموجين نابر
تطلق عالمة البحار إيموجين نابر على نفسها اسم مخبرة سرية في مجال البلاستيك. فضمن عملها على التحقيق بشأن التلوث، اكتشف فريقها أعلى مستوى من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يُسجَّل على الإطلاق بالقرب من قمة "جبل إيفرست"؛ وهو اكتشاف أدى بالعديد من البلدان إلى حظر الحبيبات الدقيقة في مستحضرات التجميل. واليوم تستخدم هذه العالمة البريطانية ما تعلمته في دراسة المحيطات للبحث بشأن كمية مذهلة من الحطام العائم في مدار كوكب الأرض.
فكتوريا هيرمان
تعلمت هيرمان من أجدادها الناجين من "الهولوكوست" أن التراث الثقافي يمنح المرونة اللازمة للناس للتغلب على التهديدات الوجودية. واليوم تُطبِّق عالمة الجغرافيا الأميركية هذا الدرس على تغير المناخ. إذ يساعد مشروعها المسمّى "صون الموروث"، القادةَ المحليين في أرجاء العالم على فهم وتدبير تأثيرات المناخ في مواقعهم وممارساتهم الثقافية. تقول: "تغير المناخ هو في جوهره قصة تحكي إمكانية فقدان الأشياء ذاتها التي تشكل هوياتنا وذواتنا".
كوكيتسو موكودي
تصطحب كوكيتسو موكودي، الناشطة البيئية البوتسوانية، المعلمينَ إلى ما تسميه "رحلات استكشافية في الفناء الخلفي"، لكن فناءها الخلفي هو "دلتا أوكافانغو"، أرض رطبة شاسعة تموج بالحياة البرية. وتهدف موكودي إلى إلهام الجيل القادم من العلماء والنشطاء البيئيين بهذه المنطقة المهمة؛ ولهذا فهي بحاجة إلى تجنيد أشخاص يقومون بتثقيفهم. ينتمي كثير من هؤلاء المعلمين إلى مناطق حضرية، وغير معتادين الحياةَ البرية والثقافة المحلية للسكان الأصليين. تقول: "لن أَكَلَّ أبدًا من ردود أفعالهم. فمستوى تقديرهم للمنطقة وإعجابهم بها واضح جلي".
صامويل رمزي
عندما كان رمزي طفلًا، كان يهاب الحشرات، وبخاصة النحل. أما اليوم فإن النحل مَهمته. إذ يهدف عالم الحشرات الأميركي هذا إلى وقف ما يسميه "جائحة الملقِّح التالي" من خلال التوثيق للأمراض والعلاقات التكافلية فيما بين النحل في آسيا، حيث تعيش أكبر تشكيلة لنحل العسل في العالم. قاده عمله إلى لحظات مليئة بالرهبة؛ منها إحدى الأمسيات في تايلاند عندما وقف تحت شجرة تتدلى منها أكثر من 60 مستعمرة لنحل العسل، مستمعًا إلى "همهمة ساحرة لنحل عملاق".