حمض نووي عمره مليونا عام يكشف عالمًا قطبيًا مفقودًا
قبل مليوني عام، في أقصى بقاع الأرض شمالًا على بعد نحو 804 كيلومتر من القطب الشمالي، يختلف المشهد عما نعرفه اليوم. لم تكن تلك الأرض صحراء قطبية، بل غابة غنية بالحياة، تستوطنها الرنة والقوارض والصَنَّاجة (حيوانات منقرضة شبيهة بالفيلة).
كشف تحليل الحمض النووي عن عالم قديم تكسوه الغابات بحسب "مايكل بيدرسون"، جغرافي لدى "جامعة كوبنهاغن" ومؤلف الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "نيتشر". يختلف هذا المشهد البائد عن أي بيئة طبيعية نعرفها اليوم بحسب فريق الدراسة، ليس مثل الغابات الشمالية في إسكندنافيا، وليس كالغابات الاستوائية المطرية؛ بل هو مزيج فريد. فقد وجد العلماء أكثر من 100 نوع من النباتات والحشرات والحياة البحرية، وتسع فصائل من الفقريات منها قوارض صغيرة وأسلاف الأرانب وأثر واحد لصنّاجة، لم يعثر على أحافيرها في غرينلاند مطلقًا.
يرسم الحمض النووي لوحة لمشهد معقد وبيئة متكاملة في حقبة كانت درجات حرارة القطب الشمالي أدفأ بحوالى 11 - 17 درجة مئوية من طقسها الحالي. هذا المشهد الماضي قد يكون مقدمة لما نحن مقبلون عليه في ظل التغير المناخي. يقول "بريان بوما"، عالم البيئة في "صندوق حماية البيئة"، والمطلع على هذه الدراسة: "تفتح هذه الدراسة أعيننا على واقع مناخي مختلف، فهناك أمل. من العجيب أن يتواجد هذا الموئل الطبيعي الغني في عالم حار. لكن الفرق أن ذلك الموئل الطبيعي كان لديه وقت طويل للتأقلم والتطور مقارنة بمعدلات ارتفاع درجات الحرارة الحالية". ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل نصف درجة مئوية كل عقد. وقد ارتفعت درجة حرارة الشتاء بواقع 6 درجات منذ ثمانينيات القرن الماضي. وفي أسوأ الاحتمالات، قد ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات مشابهة لتلك الظروف التي يكشف عنها الحمض النووي محل الدراسة.
يجب علينا فهم ماضي القطب الشمالي لمواجهة التغير المناخي، وذلك بحسب "إكسه ويلرسليف"، عالم تطور الجينات في "جامعة كامبردج"، لنتمكن من فهم رد فعل الطبيعة على ارتفاع درجات الحرارة. تقول "نتاليا رايبزنسكي"، عالمة الأحياء القديمة في "المتحف الكندي للطبيعة": "المناخ الدافئ ساعد الغابات على الظهور في القطب الشمالي، لتستوطنها الجمال والدببة والقنادس وغيرها من الفقاريات". ويعكس تواجد الرنة والصنّاجة، وهي حيوانات تتغذى على كميات كبيرة من النباتات، أن البيئة كانت غنية بالحياة.
ولم يعثر فريق الدراسة على أي أثر لحيوانات مفترسة، وهي جزء أساسي من أي بيئة. وهذا لا يشير إلى عدم وجودها، بل ربما إلى ندرتها، بحسب بيدرسون، الذي يضيف: "إذا واصلنا البحث في عينات الحمض النووي فسوف نجد بعض المفترسات". وتقول "بيث شابيرو"، عالمة تطور الأحياء في "جامعة كاليفورنيا سانتا كروز": "من الرائع أن نتمكن من رسم صورة متكاملة لبيئة طبيعية قديمة من خلال عينات صغيرة من الحمض النووي. مع تطور التقنية، تزداد قدرتنا على السير أبعد في الماضي واكتشاف تفاصيله".
حمض نووي عمره مليونا عام يكشف عالمًا قطبيًا مفقودًا
قبل مليوني عام، في أقصى بقاع الأرض شمالًا على بعد نحو 804 كيلومتر من القطب الشمالي، يختلف المشهد عما نعرفه اليوم. لم تكن تلك الأرض صحراء قطبية، بل غابة غنية بالحياة، تستوطنها الرنة والقوارض والصَنَّاجة (حيوانات منقرضة شبيهة بالفيلة).
كشف تحليل الحمض النووي عن عالم قديم تكسوه الغابات بحسب "مايكل بيدرسون"، جغرافي لدى "جامعة كوبنهاغن" ومؤلف الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "نيتشر". يختلف هذا المشهد البائد عن أي بيئة طبيعية نعرفها اليوم بحسب فريق الدراسة، ليس مثل الغابات الشمالية في إسكندنافيا، وليس كالغابات الاستوائية المطرية؛ بل هو مزيج فريد. فقد وجد العلماء أكثر من 100 نوع من النباتات والحشرات والحياة البحرية، وتسع فصائل من الفقريات منها قوارض صغيرة وأسلاف الأرانب وأثر واحد لصنّاجة، لم يعثر على أحافيرها في غرينلاند مطلقًا.
يرسم الحمض النووي لوحة لمشهد معقد وبيئة متكاملة في حقبة كانت درجات حرارة القطب الشمالي أدفأ بحوالى 11 - 17 درجة مئوية من طقسها الحالي. هذا المشهد الماضي قد يكون مقدمة لما نحن مقبلون عليه في ظل التغير المناخي. يقول "بريان بوما"، عالم البيئة في "صندوق حماية البيئة"، والمطلع على هذه الدراسة: "تفتح هذه الدراسة أعيننا على واقع مناخي مختلف، فهناك أمل. من العجيب أن يتواجد هذا الموئل الطبيعي الغني في عالم حار. لكن الفرق أن ذلك الموئل الطبيعي كان لديه وقت طويل للتأقلم والتطور مقارنة بمعدلات ارتفاع درجات الحرارة الحالية". ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل نصف درجة مئوية كل عقد. وقد ارتفعت درجة حرارة الشتاء بواقع 6 درجات منذ ثمانينيات القرن الماضي. وفي أسوأ الاحتمالات، قد ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات مشابهة لتلك الظروف التي يكشف عنها الحمض النووي محل الدراسة.
يجب علينا فهم ماضي القطب الشمالي لمواجهة التغير المناخي، وذلك بحسب "إكسه ويلرسليف"، عالم تطور الجينات في "جامعة كامبردج"، لنتمكن من فهم رد فعل الطبيعة على ارتفاع درجات الحرارة. تقول "نتاليا رايبزنسكي"، عالمة الأحياء القديمة في "المتحف الكندي للطبيعة": "المناخ الدافئ ساعد الغابات على الظهور في القطب الشمالي، لتستوطنها الجمال والدببة والقنادس وغيرها من الفقاريات". ويعكس تواجد الرنة والصنّاجة، وهي حيوانات تتغذى على كميات كبيرة من النباتات، أن البيئة كانت غنية بالحياة.
ولم يعثر فريق الدراسة على أي أثر لحيوانات مفترسة، وهي جزء أساسي من أي بيئة. وهذا لا يشير إلى عدم وجودها، بل ربما إلى ندرتها، بحسب بيدرسون، الذي يضيف: "إذا واصلنا البحث في عينات الحمض النووي فسوف نجد بعض المفترسات". وتقول "بيث شابيرو"، عالمة تطور الأحياء في "جامعة كاليفورنيا سانتا كروز": "من الرائع أن نتمكن من رسم صورة متكاملة لبيئة طبيعية قديمة من خلال عينات صغيرة من الحمض النووي. مع تطور التقنية، تزداد قدرتنا على السير أبعد في الماضي واكتشاف تفاصيله".