مزارع عكار.. خيرات وحكايات
في مطلع شهر فبراير، يكون مزارعو "عكار" قد أعدّوا العدّة لبدء موسم زرع جديد، آملين الحصول على غلّة وفيرة تكون أحسن من سابقاتها في الأعوام الماضية؛ لعلها تنسيهم أزمات بلدهم المتتالية.
تشتهر هذه المحافظة السهلية الواقعة بشمال لبنان بمساحاتها الزراعية الشاسعة المعروفة بإنتاج الخضراوات والفواكه بمختلف أصنافها؛ شأنها كشأن جُل الأراضي اللبنانية المتنوعة ما بين سهول وهضاب وجبال شاهقة. هذا فضلًا عن بحرها الشهير الذي يُشكل بوابة "خفية" للمهاجرين الطامحين إلى معانقة بلد جديد وبناء حياة مستقرة بعيدًا عن واقع متعثر أفرزته الظروف الاقتصادية الخانقة والأزمات السياسية التي لا حصر لها. وظل اللاجئون السوريون يمثلون معظم هؤلاء الفارّين عبر مياه المتوسط. ذلك أن منطقة عكار المتاخمة لحدود سورية تؤوي -كبقية المدن اللبنانية- عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين الذين فروا من بلدهم منذ تفجر الأزمة السورية عام 2011. يعمل بعض هؤلاء في وظائف موسمية مؤقتة، خاصة في الزراعة التي ما تزال بحاجة إلى الأيدي العاملة خلال مواسم الحصاد، لتحسين ظروف معيشتهم ولو بصورة طفيفة. تفيد "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" بوجود 865531 لاجئًا سوريًا بلبنان في سجلاتها الرسمية حسب إحصائيات عام 2020. وقد أثرت جائحة "كوفيد19-" في أحوال أهل لبنان واللاجئين إليها على حد سواء، لتفاقم من الأزمات الاقتصادية فتلقي بويلاتها على الحياة اليومية للسكان. ثم جاءت كارثة انفجار مرفأ بيروت الشنيعة التي هزت العاصمة يوم 4 أغسطس 2020، في حدث صوّب أنظار العالم مجددًا تجاه لبنان ومحنه التي لا تنتهي إحداها إلا لتبدأ أخرى جديدة.
كان "إيهاب فياض"، مصور هذه اللقطات، في زيارة استكشافية للاستمتاع بأجواء الصيف في عكار خلال مطلع شهر يونيو، حينما استوقفه مشهد جني البطاطس في إحدى المزارع. يقول: "كان الجميع يعمل بِجدّ في حصاد الثمار الناضجة وتجميعها"، وكانت الشاحنات بانتظار أن تُملأ حاوياتها بالكميات المحصلة لتتجه إلى السوق المحلي أو للتصدير إلى الخارج.
يقول فياض: "صحيح أنني من سكان منطقة الجبل وأقضي جُل وقتي في بيروت، إلا أن استكشاف ربوع بلدي أمر ذو أهمية لدي". إذ يحرص الرجلُ، بصفته مصورًا فوتوغرافيًا، على التجول في البلد والتوثيق لحياة الناس بالتقاط تفاصيل يومهم، بما فيهم الأطفال والنساء؛ إذ تثير اهتمامه "المشاهد ذات الأبعاد الاجتماعية والإنسانية". ويستطرد قائلًا: "كنت محظوظًا حينما عبرت بنا السيارة من جانب هذه المزرعة؛ وكنت حينها أفكر بالمدينة أكثر لأجل زيارة معالمها الأشهر". إلا أن ما وجده بالمزرعة كان مختلفًا: فلقد انهالت عليه كلمات الترحيب من الصغار والكبار وعيونهم متطلعةٌ إلى كاميرته وكأنهم يناشدون عدستها للتوثيق لحالهم -وحال لبنان من خلالهم- ونقل مشاعرهم الملتاعة بالألم والمفعمة بكثير من الأمل.. إلى العالم.
اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab
مزارع عكار.. خيرات وحكايات
في مطلع شهر فبراير، يكون مزارعو "عكار" قد أعدّوا العدّة لبدء موسم زرع جديد، آملين الحصول على غلّة وفيرة تكون أحسن من سابقاتها في الأعوام الماضية؛ لعلها تنسيهم أزمات بلدهم المتتالية.
تشتهر هذه المحافظة السهلية الواقعة بشمال لبنان بمساحاتها الزراعية الشاسعة المعروفة بإنتاج الخضراوات والفواكه بمختلف أصنافها؛ شأنها كشأن جُل الأراضي اللبنانية المتنوعة ما بين سهول وهضاب وجبال شاهقة. هذا فضلًا عن بحرها الشهير الذي يُشكل بوابة "خفية" للمهاجرين الطامحين إلى معانقة بلد جديد وبناء حياة مستقرة بعيدًا عن واقع متعثر أفرزته الظروف الاقتصادية الخانقة والأزمات السياسية التي لا حصر لها. وظل اللاجئون السوريون يمثلون معظم هؤلاء الفارّين عبر مياه المتوسط. ذلك أن منطقة عكار المتاخمة لحدود سورية تؤوي -كبقية المدن اللبنانية- عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين الذين فروا من بلدهم منذ تفجر الأزمة السورية عام 2011. يعمل بعض هؤلاء في وظائف موسمية مؤقتة، خاصة في الزراعة التي ما تزال بحاجة إلى الأيدي العاملة خلال مواسم الحصاد، لتحسين ظروف معيشتهم ولو بصورة طفيفة. تفيد "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" بوجود 865531 لاجئًا سوريًا بلبنان في سجلاتها الرسمية حسب إحصائيات عام 2020. وقد أثرت جائحة "كوفيد19-" في أحوال أهل لبنان واللاجئين إليها على حد سواء، لتفاقم من الأزمات الاقتصادية فتلقي بويلاتها على الحياة اليومية للسكان. ثم جاءت كارثة انفجار مرفأ بيروت الشنيعة التي هزت العاصمة يوم 4 أغسطس 2020، في حدث صوّب أنظار العالم مجددًا تجاه لبنان ومحنه التي لا تنتهي إحداها إلا لتبدأ أخرى جديدة.
كان "إيهاب فياض"، مصور هذه اللقطات، في زيارة استكشافية للاستمتاع بأجواء الصيف في عكار خلال مطلع شهر يونيو، حينما استوقفه مشهد جني البطاطس في إحدى المزارع. يقول: "كان الجميع يعمل بِجدّ في حصاد الثمار الناضجة وتجميعها"، وكانت الشاحنات بانتظار أن تُملأ حاوياتها بالكميات المحصلة لتتجه إلى السوق المحلي أو للتصدير إلى الخارج.
يقول فياض: "صحيح أنني من سكان منطقة الجبل وأقضي جُل وقتي في بيروت، إلا أن استكشاف ربوع بلدي أمر ذو أهمية لدي". إذ يحرص الرجلُ، بصفته مصورًا فوتوغرافيًا، على التجول في البلد والتوثيق لحياة الناس بالتقاط تفاصيل يومهم، بما فيهم الأطفال والنساء؛ إذ تثير اهتمامه "المشاهد ذات الأبعاد الاجتماعية والإنسانية". ويستطرد قائلًا: "كنت محظوظًا حينما عبرت بنا السيارة من جانب هذه المزرعة؛ وكنت حينها أفكر بالمدينة أكثر لأجل زيارة معالمها الأشهر". إلا أن ما وجده بالمزرعة كان مختلفًا: فلقد انهالت عليه كلمات الترحيب من الصغار والكبار وعيونهم متطلعةٌ إلى كاميرته وكأنهم يناشدون عدستها للتوثيق لحالهم -وحال لبنان من خلالهم- ونقل مشاعرهم الملتاعة بالألم والمفعمة بكثير من الأمل.. إلى العالم.