ضفادع تذوب عشقًا عندما يبدأ موسم التزاوج
خلال فصل الشتاء بأميركا الشمالية، يغوص كثيرٌ من البرمائيات أو يتوارى في الأعماق لتجنب التجمد.. ما عدا الضفدع الحرجي، المعروف علميًا باسم (Lithobates sylvaticus). فهذا الحيوان النعّاب الذي لا يتجاوز حجمه حبة تين، لا يبرح سطح الأرض عندما يتجمد الماء بين خلاياه، ويُمضي هذا الفصل في وضع نوم لا إرادي يشبه "الثبات البارد" (Cryosleep) تتجمد فيه عملياته الحيوية وتتوقف تمامًا.
وعندما يحل الربيع، تستفيق معظم هذه الضفادع من السبات المتجمد ولا شيء يشغل بالها سوى التناسل. إذ تبحث الذكور عن بِركة أو حوض ربيعي مؤقت حيث تشرع في مناداة الإناث بأصوات "تشبه صوت بطبطة البط"، كما يقول "ريان كالسبيك"، أستاذ البيولوجيا لدى "كلية دارتموث" الذي يَدرس الحياة الجنسية لدى البرمائيات. ومع توافد مزيد من الذكور، يمكن سماع أصوات النقيق المتنافرة في كل أرجاء الغابة.
وبعد أن تستمع الإناث إلى تلك النداءات الغرامية الواردة من البِرك المحيطة بها، تقفز باتجاه الأصوات التي تجدها أكثر إغراءً. فقد تَبَيَّن لكالسبيك، من خلال دراسة حديثة استخدمت كاميرا صوتية متطورة، أنّ إناث الضفادع الحرجية، لا تستطيع مقاومة إغراء الصوت العميق الأجش. وعادة ما تصدر هذه الأصوات من الذكور كبيرة الحجم؛ ولكن ما إن تنجذب أنثى إلى بِركة حتى تصير في مرمى جميع الذكور، حتى صغيرة الحجم عالية الأصوات. أما الفائز بغرام الأنثى فهو الذكر الذي يمسك بها ويعتلي ظهرها ثم يطوق جذعها بأطرافه الأمامية؛ وهو وضع يُعرف باسم "التزاوج التراكبي" (Amplexus).
هنالك يضغط عليها حتى تضع بيوضها في الماء، ثم يفرز سائله المنوي بغرض تخصيب البيوض. تحظى إناث الضفادع الحرجية بكثير من فرص التزاوج خلال أمد حياتها المتراوح بين عامين وثلاثة أعوام؛ لذا فإن فرصها وافرة للحصول على شريك واحد على الأقل ذي صوت غرامي جذّاب.
اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab
ضفادع تذوب عشقًا عندما يبدأ موسم التزاوج
خلال فصل الشتاء بأميركا الشمالية، يغوص كثيرٌ من البرمائيات أو يتوارى في الأعماق لتجنب التجمد.. ما عدا الضفدع الحرجي، المعروف علميًا باسم (Lithobates sylvaticus). فهذا الحيوان النعّاب الذي لا يتجاوز حجمه حبة تين، لا يبرح سطح الأرض عندما يتجمد الماء بين خلاياه، ويُمضي هذا الفصل في وضع نوم لا إرادي يشبه "الثبات البارد" (Cryosleep) تتجمد فيه عملياته الحيوية وتتوقف تمامًا.
وعندما يحل الربيع، تستفيق معظم هذه الضفادع من السبات المتجمد ولا شيء يشغل بالها سوى التناسل. إذ تبحث الذكور عن بِركة أو حوض ربيعي مؤقت حيث تشرع في مناداة الإناث بأصوات "تشبه صوت بطبطة البط"، كما يقول "ريان كالسبيك"، أستاذ البيولوجيا لدى "كلية دارتموث" الذي يَدرس الحياة الجنسية لدى البرمائيات. ومع توافد مزيد من الذكور، يمكن سماع أصوات النقيق المتنافرة في كل أرجاء الغابة.
وبعد أن تستمع الإناث إلى تلك النداءات الغرامية الواردة من البِرك المحيطة بها، تقفز باتجاه الأصوات التي تجدها أكثر إغراءً. فقد تَبَيَّن لكالسبيك، من خلال دراسة حديثة استخدمت كاميرا صوتية متطورة، أنّ إناث الضفادع الحرجية، لا تستطيع مقاومة إغراء الصوت العميق الأجش. وعادة ما تصدر هذه الأصوات من الذكور كبيرة الحجم؛ ولكن ما إن تنجذب أنثى إلى بِركة حتى تصير في مرمى جميع الذكور، حتى صغيرة الحجم عالية الأصوات. أما الفائز بغرام الأنثى فهو الذكر الذي يمسك بها ويعتلي ظهرها ثم يطوق جذعها بأطرافه الأمامية؛ وهو وضع يُعرف باسم "التزاوج التراكبي" (Amplexus).
هنالك يضغط عليها حتى تضع بيوضها في الماء، ثم يفرز سائله المنوي بغرض تخصيب البيوض. تحظى إناث الضفادع الحرجية بكثير من فرص التزاوج خلال أمد حياتها المتراوح بين عامين وثلاثة أعوام؛ لذا فإن فرصها وافرة للحصول على شريك واحد على الأقل ذي صوت غرامي جذّاب.