نحل يستمتع باللعب!

دراسة جديد تُشير إلى أن النحل يلعب!
دراسات جديدة وتجارب علمية تكشف أسرار حياة الحشرات، لتوسع مداركنا حول وعي وسلوك هذه الكائنات.

تلعب الكثير من الحيوانات، ولكن لا نجد لهذا السلوك تفسيرًا سوى المتعة، وذلك معروف بالنسبة إلى مالكي الحيوانات الأنيسة مثل، القطط والكلاب والقوارض. وقد رصد العلماء سلوكيات مشابهة لدى الأسماك والضفادع والزواحف والطيور. لكن ماذا عن الحشرات؟ هل حياتها غنية بما يكفي لإتاحة مساحة للعب؟

  • لا يزيد وزن نحل العسل على غرام واحد لكنها تعد بطلة من العيار الثقيل، إذ إنها مسؤولة عن تلقيح 70 من أصل 100 محصول زراعي هي الأعلى استهلاكًا بين البشر.

نُشرت دراسة جديدة في مجلة "سلوك الحيوان" (journal Animal Behaviour)، تُشير إلى احتمال أن النحل الطنان يستمتع بالتدحرج بين كرات خشبية، دون تدريب أو مكافأة، وتفترض الدراسة أن السبب وراء هذا سلوك الطنان هذا أنه يجد الأمر ممتعًا. يقول "سامادي غالبايغ"، قائد مؤلفي هذه الدراسة: "يبدو أن كائنات، مثل النحل، ليست مجرد روبوتات تستجيب للمحفزات فقط، وتستمتع بأنشطة تؤدي للمتعة". وتضيف هذه الدراسة المزيد من الأدلة إلى أن النحل معقد بشكل أكبر مما كنا نتصور. إذا كان النحل يلعب بقصد المرح والمتعة، فهذا يؤدي إلى تساؤلات عن الأحاسيس التي يحس بها، ما يعني بإمكاننا اعتبارها كائنات واعية.

رصد الباحثون أن النحل المتواجد على أطراف الملعب يستمتع بالتدحرج بين الكرات، بدون سبب أو مكافأة.

يُعد "النحل الطنان برتقالي الذيل" من أكثر أنواع النحل انتشارًا في أوروبا. وينتشر في الحدائق ويستخدم لتلقيح المشاتل. ويدرك العلماء أن هذه المخلوقات الاجتماعية الصغيرة تمتلك وعيًا واسعًا، إذ أجرى الباحثون لدى "جامعة الملكة ماري" في لندن دراسة خلال عام 2017 تفيد بإمكانية تعليم النحل لعب كرة القدم وتسجيل الأهداف باستخدام كرات خشبية صغيرة، مع منحه مكافآت نظير ذلك. ورصد الباحثون أن النحل المتواجد على أطراف الملعب يستمتع بالتدحرج بين الكرات، بدون سبب أو مكافأة.

  • ينتشر "النحل الطنان برتقالي الذيل" في أوروبا، ولديه قدرات إدراكية مذهلة تشمل القدرة على الاستمتاع. الصورة: Alamy

قرر الباحثون اختبار إمكانية ممارسة النحل لهذا السلوك بقصد المرح، وأجروا مجموعة من التجارب. في إحداها وُضعت 45 نحلة في مساحة متصلة بممر متصل بمنطقة تغذية. لا يضم هذا الممر أي عوائق وعلى جانبيه كرات ملونة. يمكن للنحل الابتعاد عن مساره للتفاعل مع تلك الكرات. في أحد طرفي الممر تم إلصاق الكرات بالأرضية. وفي الجانب الآخر كرات حرة يمكن تحريكها. فضلت النحلات المنطقة التي تضم كرات حرة. وتم رصدها مرات عدة وهي تتدحرج بين الكرات. قامت بعض النحلات بذلك مرة واحدة، فيها تدحرجت نحلات أخريات 44 مرة في يوم واحد. وقامت إحداها بذلك 117 مرة طوال مدة الدراسة التي استمرت 18 يومًا. يقول غالبايغ: "تُشير عودة النحل مرارًا إلى منطقة الكرات إلى أن هذا السلوك يكافئها بشكل ما". ويبدو أن الذكور والصغار يلعبون مع الكرات مدة أطول من الإناث والكبار. وهذا يتفق عمومًا مع السلوكيات المعروفة في عالم الحيوان. ويقول "لارس تشيتكا"، رئيس "مختبر أبحاث النحل" في جامعة الملكة ماري: "أعتقد أن الأدلة واضحة في هذا الصدد. ومن الجلي أن عالمها غني بالأحاسيس والقدرات، ليس بغرض المعاناة فقط، بل والاستمتاع أيضًا".

وتشير دراسات أخرى إلى أن ذباب الحشرات يخاف وجراد البحر يتوتر. لذا فإن دراسة اللعب قد توسع مداركنا حول وعي الحشرات. إذ توضح دراسات أجراها مختبر تشيتكا إلى أن النحل الطنان يمكنه الشعور بما يشبه الأحاسيس الإيجابية والتفاؤل. يمكن لمكافأة حلوة المذاق أن تغير مزاجها وتدفها للسعي نحو المزيد من المكافآت بشكل أسرع، والتعافي بسرعة من حالة رعب أصابتها. ويختم تشيتكا حديثه قائلًا: "هذا يدفعنا نحن البشر إلى التواضع، فنحن لسنا النوع الوحيد الذي يفكر ويستمتع ويعاني".

نحل يستمتع باللعب!

دراسة جديد تُشير إلى أن النحل يلعب!
دراسات جديدة وتجارب علمية تكشف أسرار حياة الحشرات، لتوسع مداركنا حول وعي وسلوك هذه الكائنات.

تلعب الكثير من الحيوانات، ولكن لا نجد لهذا السلوك تفسيرًا سوى المتعة، وذلك معروف بالنسبة إلى مالكي الحيوانات الأنيسة مثل، القطط والكلاب والقوارض. وقد رصد العلماء سلوكيات مشابهة لدى الأسماك والضفادع والزواحف والطيور. لكن ماذا عن الحشرات؟ هل حياتها غنية بما يكفي لإتاحة مساحة للعب؟

  • لا يزيد وزن نحل العسل على غرام واحد لكنها تعد بطلة من العيار الثقيل، إذ إنها مسؤولة عن تلقيح 70 من أصل 100 محصول زراعي هي الأعلى استهلاكًا بين البشر.

نُشرت دراسة جديدة في مجلة "سلوك الحيوان" (journal Animal Behaviour)، تُشير إلى احتمال أن النحل الطنان يستمتع بالتدحرج بين كرات خشبية، دون تدريب أو مكافأة، وتفترض الدراسة أن السبب وراء هذا سلوك الطنان هذا أنه يجد الأمر ممتعًا. يقول "سامادي غالبايغ"، قائد مؤلفي هذه الدراسة: "يبدو أن كائنات، مثل النحل، ليست مجرد روبوتات تستجيب للمحفزات فقط، وتستمتع بأنشطة تؤدي للمتعة". وتضيف هذه الدراسة المزيد من الأدلة إلى أن النحل معقد بشكل أكبر مما كنا نتصور. إذا كان النحل يلعب بقصد المرح والمتعة، فهذا يؤدي إلى تساؤلات عن الأحاسيس التي يحس بها، ما يعني بإمكاننا اعتبارها كائنات واعية.

رصد الباحثون أن النحل المتواجد على أطراف الملعب يستمتع بالتدحرج بين الكرات، بدون سبب أو مكافأة.

يُعد "النحل الطنان برتقالي الذيل" من أكثر أنواع النحل انتشارًا في أوروبا. وينتشر في الحدائق ويستخدم لتلقيح المشاتل. ويدرك العلماء أن هذه المخلوقات الاجتماعية الصغيرة تمتلك وعيًا واسعًا، إذ أجرى الباحثون لدى "جامعة الملكة ماري" في لندن دراسة خلال عام 2017 تفيد بإمكانية تعليم النحل لعب كرة القدم وتسجيل الأهداف باستخدام كرات خشبية صغيرة، مع منحه مكافآت نظير ذلك. ورصد الباحثون أن النحل المتواجد على أطراف الملعب يستمتع بالتدحرج بين الكرات، بدون سبب أو مكافأة.

  • ينتشر "النحل الطنان برتقالي الذيل" في أوروبا، ولديه قدرات إدراكية مذهلة تشمل القدرة على الاستمتاع. الصورة: Alamy

قرر الباحثون اختبار إمكانية ممارسة النحل لهذا السلوك بقصد المرح، وأجروا مجموعة من التجارب. في إحداها وُضعت 45 نحلة في مساحة متصلة بممر متصل بمنطقة تغذية. لا يضم هذا الممر أي عوائق وعلى جانبيه كرات ملونة. يمكن للنحل الابتعاد عن مساره للتفاعل مع تلك الكرات. في أحد طرفي الممر تم إلصاق الكرات بالأرضية. وفي الجانب الآخر كرات حرة يمكن تحريكها. فضلت النحلات المنطقة التي تضم كرات حرة. وتم رصدها مرات عدة وهي تتدحرج بين الكرات. قامت بعض النحلات بذلك مرة واحدة، فيها تدحرجت نحلات أخريات 44 مرة في يوم واحد. وقامت إحداها بذلك 117 مرة طوال مدة الدراسة التي استمرت 18 يومًا. يقول غالبايغ: "تُشير عودة النحل مرارًا إلى منطقة الكرات إلى أن هذا السلوك يكافئها بشكل ما". ويبدو أن الذكور والصغار يلعبون مع الكرات مدة أطول من الإناث والكبار. وهذا يتفق عمومًا مع السلوكيات المعروفة في عالم الحيوان. ويقول "لارس تشيتكا"، رئيس "مختبر أبحاث النحل" في جامعة الملكة ماري: "أعتقد أن الأدلة واضحة في هذا الصدد. ومن الجلي أن عالمها غني بالأحاسيس والقدرات، ليس بغرض المعاناة فقط، بل والاستمتاع أيضًا".

وتشير دراسات أخرى إلى أن ذباب الحشرات يخاف وجراد البحر يتوتر. لذا فإن دراسة اللعب قد توسع مداركنا حول وعي الحشرات. إذ توضح دراسات أجراها مختبر تشيتكا إلى أن النحل الطنان يمكنه الشعور بما يشبه الأحاسيس الإيجابية والتفاؤل. يمكن لمكافأة حلوة المذاق أن تغير مزاجها وتدفها للسعي نحو المزيد من المكافآت بشكل أسرع، والتعافي بسرعة من حالة رعب أصابتها. ويختم تشيتكا حديثه قائلًا: "هذا يدفعنا نحن البشر إلى التواضع، فنحن لسنا النوع الوحيد الذي يفكر ويستمتع ويعاني".