الغوص مع أسماك القرش!
"هل أنت مستعد لرؤية بعض أسماك القرش؟".. سألني مرشد الغوص "تيبو غاتشون" مبتسمًا. نحن نستعد للغوص في مياه جزيرة فاكارافا المرجانية، التي تُعد واحدة من جزر أرخبيل تواموتو في بولينيزيا الفرنسية، وهي جزء من محميات اليونسكو الحيوية، حيث تنتظرنا بعض أكثر البقاع الجغرافية ازدحامًا بالقروش في العالم.
نعبر الآن زقاقًا ضيقًا يدعى "توماكوهوا" لدى الجانب الجنوبي من الجزيرة المرجانية، إنه أحد قناتين مدّيتين تغذيان ثاني أكبر بحيرة مالحة ضمن أرخبيل تواموتو، والتي تغطي مساحة تفوق واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة، بأكثر من ستة أضعاف. فور الوصول إلى مدخل البحيرة استقبلتنا حشود من قرش الشعاب الرمادي بأعداد لا تحصى؛ حتى تحول المشهد في المدى إلى اللون الرمادي. هبطتُ برفقة غاتشون نحو 24 مترًا لنتشبث ببعض الحجارة المرجانية، حتى لا يتقاذفنا المدّ ونتمكن من التمتع بهذا المنظر المهيب. وكلما بقينا ثابتين كلما اقتربت منا أسماك القرش؛ وكأن المحيط يدفع بها نحونا. "يمكن وصف سلوك قرش الشعاب الرمادي بأنه أقرب إلى وضعية [حفظ الطاقة] على حزام ناقل"، هكذا يصف "يانيس باباستاماتيو"، عالم أحياء بحرية لدى "جامعة فلوريدا"، سلوك أسماك القرش التي لا يمكنها أن تطفو بشكل تلقائي، إذ ستغرق حال توقفها عن السباحة. تستخدم أسماك القرش التيار الصاعد في المياه كما تستخدمه الطيور المهاجرة لتبقى معلقة في الهواء.
القرش والإنسان من الظالم ومن المظلوم؟
قد تبدو أسماك القرش هذه ثابتة في مكانها نهارًا إذ تنشط للصيد ليلًا، لكنها في الواقع تغرق ببطئ شديد، فتستغل التيار الصاعد ليجرفها عبر المياه إلى الأمام؛ ثم تدع التيار يسحبها لتعود إلى نقطة البداية وتعاود الكرّة. تبدو النتيجة كما لو أن المئات من أسماك القرش على أحزمة ناقلة إلى ما لا نهاية. يقول باباستاماتيو "إن التيار الصاعد يعاكس تأثير الجاذبية على أسماك القرش"، يقلل هذا السلوك مقدار الطاقة الذي تستهلكه سمكة القرش بنحو 20 بالمئة ولربما أكثر.
لقد حظيت أسماك القرش بالحماية في بولينيزيا الفرنسية منذ عام 2006، وهو ما أسهم في زيادة أعدادها وتنوعها المذهل، كما أنها تحظى بمنزلة رفيعة في قلوب سكان الأرخبيل وثقافتهم المحلية؛ إذ يعدونها حيوانات طوطمية وحارسة لهم. ويذكر صانع الأفلام التاهيتي "ماتاهي توتافاي" تجربته أثناء رحلة برفقة أسطول من قوارب "الكانو" التقليدية التي تمخر مياه الجزر البولينيزية، فعندما اقترب الأسطول من جزيرة فاكارافا توقف في المياه على مقربة من الجزيرة لأداء طقس شعائري بهدف الحصول على إذن بالدخول. بعد نحو 30 دقيقة من أداء الطقس؛ ظهر قرش الطرف الأبيض المحيطي من العمق ولامس أحد القوارب المتوقفة، وكانت تلك إشارة القبول المنتظرة.
يأمل أهالي بولينيزيا الفرنسية أن يرى العالم أسماك القرش على حقيقتها، لا بوصفها وحوشًا كاسرة، بل كحراس المحيط الأوفياء. يريدون أن يأتي الناس لمشاهدة القروش؛ لكن بعقول متفتحة ليفهموها ويتواصلوا معها ويحترموها.
الغوص مع أسماك القرش!
"هل أنت مستعد لرؤية بعض أسماك القرش؟".. سألني مرشد الغوص "تيبو غاتشون" مبتسمًا. نحن نستعد للغوص في مياه جزيرة فاكارافا المرجانية، التي تُعد واحدة من جزر أرخبيل تواموتو في بولينيزيا الفرنسية، وهي جزء من محميات اليونسكو الحيوية، حيث تنتظرنا بعض أكثر البقاع الجغرافية ازدحامًا بالقروش في العالم.
نعبر الآن زقاقًا ضيقًا يدعى "توماكوهوا" لدى الجانب الجنوبي من الجزيرة المرجانية، إنه أحد قناتين مدّيتين تغذيان ثاني أكبر بحيرة مالحة ضمن أرخبيل تواموتو، والتي تغطي مساحة تفوق واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة، بأكثر من ستة أضعاف. فور الوصول إلى مدخل البحيرة استقبلتنا حشود من قرش الشعاب الرمادي بأعداد لا تحصى؛ حتى تحول المشهد في المدى إلى اللون الرمادي. هبطتُ برفقة غاتشون نحو 24 مترًا لنتشبث ببعض الحجارة المرجانية، حتى لا يتقاذفنا المدّ ونتمكن من التمتع بهذا المنظر المهيب. وكلما بقينا ثابتين كلما اقتربت منا أسماك القرش؛ وكأن المحيط يدفع بها نحونا. "يمكن وصف سلوك قرش الشعاب الرمادي بأنه أقرب إلى وضعية [حفظ الطاقة] على حزام ناقل"، هكذا يصف "يانيس باباستاماتيو"، عالم أحياء بحرية لدى "جامعة فلوريدا"، سلوك أسماك القرش التي لا يمكنها أن تطفو بشكل تلقائي، إذ ستغرق حال توقفها عن السباحة. تستخدم أسماك القرش التيار الصاعد في المياه كما تستخدمه الطيور المهاجرة لتبقى معلقة في الهواء.
القرش والإنسان من الظالم ومن المظلوم؟
قد تبدو أسماك القرش هذه ثابتة في مكانها نهارًا إذ تنشط للصيد ليلًا، لكنها في الواقع تغرق ببطئ شديد، فتستغل التيار الصاعد ليجرفها عبر المياه إلى الأمام؛ ثم تدع التيار يسحبها لتعود إلى نقطة البداية وتعاود الكرّة. تبدو النتيجة كما لو أن المئات من أسماك القرش على أحزمة ناقلة إلى ما لا نهاية. يقول باباستاماتيو "إن التيار الصاعد يعاكس تأثير الجاذبية على أسماك القرش"، يقلل هذا السلوك مقدار الطاقة الذي تستهلكه سمكة القرش بنحو 20 بالمئة ولربما أكثر.
لقد حظيت أسماك القرش بالحماية في بولينيزيا الفرنسية منذ عام 2006، وهو ما أسهم في زيادة أعدادها وتنوعها المذهل، كما أنها تحظى بمنزلة رفيعة في قلوب سكان الأرخبيل وثقافتهم المحلية؛ إذ يعدونها حيوانات طوطمية وحارسة لهم. ويذكر صانع الأفلام التاهيتي "ماتاهي توتافاي" تجربته أثناء رحلة برفقة أسطول من قوارب "الكانو" التقليدية التي تمخر مياه الجزر البولينيزية، فعندما اقترب الأسطول من جزيرة فاكارافا توقف في المياه على مقربة من الجزيرة لأداء طقس شعائري بهدف الحصول على إذن بالدخول. بعد نحو 30 دقيقة من أداء الطقس؛ ظهر قرش الطرف الأبيض المحيطي من العمق ولامس أحد القوارب المتوقفة، وكانت تلك إشارة القبول المنتظرة.
يأمل أهالي بولينيزيا الفرنسية أن يرى العالم أسماك القرش على حقيقتها، لا بوصفها وحوشًا كاسرة، بل كحراس المحيط الأوفياء. يريدون أن يأتي الناس لمشاهدة القروش؛ لكن بعقول متفتحة ليفهموها ويتواصلوا معها ويحترموها.