عودة الببر البنغالي

تضاعفت أعداد الببر البنغالي في نيبال خلال السنوات الماضية، ولكن بأي ثمن؟

لا يَخفى على أحد مدى احتياج الببر البنغالي إلى المساعدة والحماية بعد أن كان على شفير الانقراض. خلال قمة عالمية عُقدت بمدينة سان بطرسبرغ الروسية عام 2010، تعهدت الدول الحاضنة للببور البرية بمضاعفة أعدادها. ومن بين 13 دولة كانت نيبال البلد الوحيد الذي نجح في الوفاء بالتزامه، بل ومضاعفة عدد الببور إلى ضعفين، من 121 ببرًا عام 2009 إلى 355 ببرًا حاليًا. ومع النجاح الباهر لحفظ الببر أطلت في الأفق مشكلة جديدة يدفع ثمنها سكان القرى المحيطة بالمحميات البرية.

في مطلع القرن العشرين، كان هناك نحو 100 ألف ببر بنغالي يجوب الأرض بحرية، لكن النمو السكاني الهائل والتقدم الصناعي منذ ذلك الحين تسبب في إزالة جزء كبير من الموائل الطبيعية للببر، وشاع الصيد الجائر طمعًا في الجلد، غالي الثمن، والعظام المستخدمة في الطب التقليدي؛ فتهاوت أعداد الببور أزيد من 90 بالمئة، وانقرضت الببور محليًا من بعض الدول التي كانت موطنًا طبيعيًا لها مثل كمبوديا ولاوس وفيتنام وجنوب الصين.

  • يجوب هذا الببر البنغالي أرجاء ضمن "منتزه بارديا الوطني" بحرية وأمان، إذ يُعد هذا المنتره واحدًا من المحميات الطبيعية التي خُصصت لرعاية الببور وحمايتها في نيبال. الصورة: UTOPIA_88, GETTY IMAGES

كانت نيبال في مقدمة الدول التي وضعت هذا التحدي نصب عينيها لأجل حماية الببور على أرضها، فوضعت قوانين صارمة للقضاء على الصيد الجائر مثل، فرض غرامة مالية تقدر بعشرة آلاف دولار أميركي وحكم بالسجن يصل إلى 15 سنة، وقامت بنشر دوريات لحراسة المحميات الطبيعية التي تضم غالبية الببور، بالإضافة إلى استخدام أنظمة تتبع حديثة لمراقبة تعداد الببور في المحميات. كان لهذه الجهود قيمة مضافة تمثلت في تعافي أعداد حيوانات أخرى مهددة مثل، الكركدن والفيل والبنغول.

زيادة هجمات الببور
لا شك أن تعافي أعداد الببر المهدد بالانقراض أمر إيجابي لحفظ نوعه، لكن المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات قد تخالفنا الرأي، ففي السنوات القليلة الماضية تزايدت هجمات الببور على البشر بشكل ملحوظ. ففي نيبال، قُتل 16 شخص في محيط "منتزه شيتوان الوطني" ما بين يوليو 2021 ويوليو 2022، عدد الضحايا هذا يفوق عدد الأشخاص الذين قتلوا في السنوات الخمس السابقة، كما يتعرض سكان القرى إلى هجمات متكررة على الماشية ما يهدد قوتهم ولقمة عيشهم، هنا بدأ صوت الناس يعلو احتجاجًا ومطالبة للحكومة بحمايتهم من الببور.

يشير النقاد إلى أن دور الحكومة والمنظمات البيئية يتمثل في مساعدة المجتمعات المحلية على إيجاد سبل عيش بديلة، إذ أن اعتمادهم بشكل كبير على الغابات لتغطية احتياجاتهم اليومية يقود إلى مواجهة حتمية مع الببور التي تتخذ من الغابات مسكنًا لها. كما أن من الضروري مراقبة وتتبع الببور لتحديد الببر المسؤول عن مقتل إنسان والتخلص منه على وجه السرعة لضمان سلامة المجتمع.

عودة الببر البنغالي

تضاعفت أعداد الببر البنغالي في نيبال خلال السنوات الماضية، ولكن بأي ثمن؟

لا يَخفى على أحد مدى احتياج الببر البنغالي إلى المساعدة والحماية بعد أن كان على شفير الانقراض. خلال قمة عالمية عُقدت بمدينة سان بطرسبرغ الروسية عام 2010، تعهدت الدول الحاضنة للببور البرية بمضاعفة أعدادها. ومن بين 13 دولة كانت نيبال البلد الوحيد الذي نجح في الوفاء بالتزامه، بل ومضاعفة عدد الببور إلى ضعفين، من 121 ببرًا عام 2009 إلى 355 ببرًا حاليًا. ومع النجاح الباهر لحفظ الببر أطلت في الأفق مشكلة جديدة يدفع ثمنها سكان القرى المحيطة بالمحميات البرية.

في مطلع القرن العشرين، كان هناك نحو 100 ألف ببر بنغالي يجوب الأرض بحرية، لكن النمو السكاني الهائل والتقدم الصناعي منذ ذلك الحين تسبب في إزالة جزء كبير من الموائل الطبيعية للببر، وشاع الصيد الجائر طمعًا في الجلد، غالي الثمن، والعظام المستخدمة في الطب التقليدي؛ فتهاوت أعداد الببور أزيد من 90 بالمئة، وانقرضت الببور محليًا من بعض الدول التي كانت موطنًا طبيعيًا لها مثل كمبوديا ولاوس وفيتنام وجنوب الصين.

  • يجوب هذا الببر البنغالي أرجاء ضمن "منتزه بارديا الوطني" بحرية وأمان، إذ يُعد هذا المنتره واحدًا من المحميات الطبيعية التي خُصصت لرعاية الببور وحمايتها في نيبال. الصورة: UTOPIA_88, GETTY IMAGES

كانت نيبال في مقدمة الدول التي وضعت هذا التحدي نصب عينيها لأجل حماية الببور على أرضها، فوضعت قوانين صارمة للقضاء على الصيد الجائر مثل، فرض غرامة مالية تقدر بعشرة آلاف دولار أميركي وحكم بالسجن يصل إلى 15 سنة، وقامت بنشر دوريات لحراسة المحميات الطبيعية التي تضم غالبية الببور، بالإضافة إلى استخدام أنظمة تتبع حديثة لمراقبة تعداد الببور في المحميات. كان لهذه الجهود قيمة مضافة تمثلت في تعافي أعداد حيوانات أخرى مهددة مثل، الكركدن والفيل والبنغول.

زيادة هجمات الببور
لا شك أن تعافي أعداد الببر المهدد بالانقراض أمر إيجابي لحفظ نوعه، لكن المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات قد تخالفنا الرأي، ففي السنوات القليلة الماضية تزايدت هجمات الببور على البشر بشكل ملحوظ. ففي نيبال، قُتل 16 شخص في محيط "منتزه شيتوان الوطني" ما بين يوليو 2021 ويوليو 2022، عدد الضحايا هذا يفوق عدد الأشخاص الذين قتلوا في السنوات الخمس السابقة، كما يتعرض سكان القرى إلى هجمات متكررة على الماشية ما يهدد قوتهم ولقمة عيشهم، هنا بدأ صوت الناس يعلو احتجاجًا ومطالبة للحكومة بحمايتهم من الببور.

يشير النقاد إلى أن دور الحكومة والمنظمات البيئية يتمثل في مساعدة المجتمعات المحلية على إيجاد سبل عيش بديلة، إذ أن اعتمادهم بشكل كبير على الغابات لتغطية احتياجاتهم اليومية يقود إلى مواجهة حتمية مع الببور التي تتخذ من الغابات مسكنًا لها. كما أن من الضروري مراقبة وتتبع الببور لتحديد الببر المسؤول عن مقتل إنسان والتخلص منه على وجه السرعة لضمان سلامة المجتمع.