نمل مُنقِب عن الأحافير
تكمن أعظم الكنوز أحيانًا حيث لا يخطر على بال أحد، وهذا هو الحال مع اكتشاف مذهل لـ 10 أنواع جديدة من الثدييات كانت تعيش على كوكب الأرض؛ وذلك بفضل "النمل الحاصد" وتلاله الثمينة.
يعيش النمل الحاصد في غرب الولايات المتحدة حيث يقتات على البذور التي يجمعها، لذلك يَعده المزارعون آفة. يقطن النمل تلالًا يبنيها من الركام قد تصمد لعقود من الزمان، ويُبقي النمل على الأرض المحيطة بمملكته جرداء خالية من الزرع بقطر يبلغ 10 أمتار لحماية وتأمين مستوطنته الهائلة. وإن كانوا آفة في نظر المزارعين فهم بلا شك أعز أصدقاء علماء الأحافير. فعندما تُشيد هذه المخلوقات الصغيرة مستوطنتها، فإنها تعمل على تشكيل طبقة علوية يبلغ سمكها 1 سنتيمتر تقريبًا من حجارة بحجم حبات الخرز لحماية التل من التعرية. وقد تسافر مسافة 30 مترًا للبحث عن مواد البناء بالمواصفات المطلوبة، والتي تتضمن أحيانًا أحافير ومستحاثات أثرية، لهذا أصبحت تلال النمل كنوزًا دفينة بالنسبة إلى الباحثين.
قام فريق علماء من ولاية نبراسكا الأميركية بفحص 19 تلًا للنمل الحاصد، فعثروا على نحو 6 آلاف قطعة أحفورية ضئيلة لثدييات منقرضة؛ تشتمل على أسنان وشظايا عظام الفك لتسعة أنواع من القوارض، وحيوان آكل للحشرات يشبه الزَبابة. كما تضمنت المكتشفات على أسنان رئيسات، وحيوان شبيه بالأرانب، ونوع مجهول من الخفافيش. إيجاد كل هذه البقايا الأحفورية في موقع واحد يوفر على العلماء سنوات من البحث والتنقيب، كما يوفر لهم فهمًا أعمق للحياة على قارة أميركا الشمالية قبل نحو 34 مليون سنة، مع نهاية العصر الإيوسيني ومطلع العصر الأوليغوسيني. خلال هذه الفترة دخل الكوكب في موجة تبريد طويلة دفعت بالكثير من الكائنات إلى الانقراض، وأعادت ترتيب الأنظمة البيئية على الأرض. كانت هذه الأرجاء من قارة أميركا الشمالية أكثر دفئًا ورطوبة تحفها غابات كثيفة، لذا فإن أحافير الثدييات التي عاشت تلك الحقبة تكشف الكثير من الأسرار. يمكن للعلماء أيضًا تحديد الفترة الزمنية لظهور نوعٍ ما واندثاره من خلال الطبقات التي تكسو تلال النمل الحاصد.
قدرة النمل المذهلة على التنقيب عن الأحافير ليست اكتشافًا وليد اللحظة. فقد كتب عالم الأحافير "جون بيل هاتشر" في ورقته العلمية عام 1896 ناصحًا جامعي الأحافير على زيارة تلال النمل، لكن هذه المعلومة بقيت غير مثبتة علميًا حتى عام 2009، عندما نُشرت دراسة علمية أثبتت دور النمل الحاصد في العثور على البقايا الأثرية والأحفورية. عندما تقرر البحث عن كنزك الخاص، احرص على ألا تتجاهل بيوت النمل.
نمل مُنقِب عن الأحافير
تكمن أعظم الكنوز أحيانًا حيث لا يخطر على بال أحد، وهذا هو الحال مع اكتشاف مذهل لـ 10 أنواع جديدة من الثدييات كانت تعيش على كوكب الأرض؛ وذلك بفضل "النمل الحاصد" وتلاله الثمينة.
يعيش النمل الحاصد في غرب الولايات المتحدة حيث يقتات على البذور التي يجمعها، لذلك يَعده المزارعون آفة. يقطن النمل تلالًا يبنيها من الركام قد تصمد لعقود من الزمان، ويُبقي النمل على الأرض المحيطة بمملكته جرداء خالية من الزرع بقطر يبلغ 10 أمتار لحماية وتأمين مستوطنته الهائلة. وإن كانوا آفة في نظر المزارعين فهم بلا شك أعز أصدقاء علماء الأحافير. فعندما تُشيد هذه المخلوقات الصغيرة مستوطنتها، فإنها تعمل على تشكيل طبقة علوية يبلغ سمكها 1 سنتيمتر تقريبًا من حجارة بحجم حبات الخرز لحماية التل من التعرية. وقد تسافر مسافة 30 مترًا للبحث عن مواد البناء بالمواصفات المطلوبة، والتي تتضمن أحيانًا أحافير ومستحاثات أثرية، لهذا أصبحت تلال النمل كنوزًا دفينة بالنسبة إلى الباحثين.
قام فريق علماء من ولاية نبراسكا الأميركية بفحص 19 تلًا للنمل الحاصد، فعثروا على نحو 6 آلاف قطعة أحفورية ضئيلة لثدييات منقرضة؛ تشتمل على أسنان وشظايا عظام الفك لتسعة أنواع من القوارض، وحيوان آكل للحشرات يشبه الزَبابة. كما تضمنت المكتشفات على أسنان رئيسات، وحيوان شبيه بالأرانب، ونوع مجهول من الخفافيش. إيجاد كل هذه البقايا الأحفورية في موقع واحد يوفر على العلماء سنوات من البحث والتنقيب، كما يوفر لهم فهمًا أعمق للحياة على قارة أميركا الشمالية قبل نحو 34 مليون سنة، مع نهاية العصر الإيوسيني ومطلع العصر الأوليغوسيني. خلال هذه الفترة دخل الكوكب في موجة تبريد طويلة دفعت بالكثير من الكائنات إلى الانقراض، وأعادت ترتيب الأنظمة البيئية على الأرض. كانت هذه الأرجاء من قارة أميركا الشمالية أكثر دفئًا ورطوبة تحفها غابات كثيفة، لذا فإن أحافير الثدييات التي عاشت تلك الحقبة تكشف الكثير من الأسرار. يمكن للعلماء أيضًا تحديد الفترة الزمنية لظهور نوعٍ ما واندثاره من خلال الطبقات التي تكسو تلال النمل الحاصد.
قدرة النمل المذهلة على التنقيب عن الأحافير ليست اكتشافًا وليد اللحظة. فقد كتب عالم الأحافير "جون بيل هاتشر" في ورقته العلمية عام 1896 ناصحًا جامعي الأحافير على زيارة تلال النمل، لكن هذه المعلومة بقيت غير مثبتة علميًا حتى عام 2009، عندما نُشرت دراسة علمية أثبتت دور النمل الحاصد في العثور على البقايا الأثرية والأحفورية. عندما تقرر البحث عن كنزك الخاص، احرص على ألا تتجاهل بيوت النمل.