أكبر ثعابين فلوريدا في قبضة العلماء
في رحلة مثيرة عبر غابات فلوريدا الكثيفة، يشق العالمان "إيان بارتوزيك" و"إيان إيسترلنغ" طريقهما وكأنهما في مَهمة للبحث عن الكنز، أدرك العالمان أنهما على مشارف إيجاد شيء هائل، لكن لم يخطر على بال أي منهما أن ما يتعقبانه عبر الأحراش: أكبر ثعبان دخيل شهدته فلوريدا على الإطلاق. فهذا الثعبان يتجاوز وزنه 97 كيلوجرامًا، فيما يصل طوله إلى أكثر من 5 أمتار.
لقد أصبحت هذه الأفعى المعروفة باسم "الأصلة البورمية" مشكلة بالنسبة لجنوب فلوريدا منذ عقود عدة، إذ إن موطنها الأصلي هو جنوب شرق آسيا، لكنها أُدخلت على الولايات المتحدة خلال السبعينيات عبر قنوات الاتجار غير القانوني بالحيوانات النادرة، منذ ذلك الحين ازدهرت الأصلة المفترسة وغدت منافسة للأنواع الأصلية على طرائدها؛ بذلك تسببت في الإخلال بالنظام البيئي وتجويع المفترسات الأخرى مما يهدد بقاءها. هنا تَدخل فريق صغير من الجهة المسؤولة عن محميات جنوب فلوريدا، وجعل من تعقب الأصلات الدخيلة ودراستها مَهمة له على أمل الحد من انتشارها وتقدير مدى الضرر البيئي الذي تحدثه بتواجدها هنا.
منذ مطلع الألفية تم التخلص من نحو 15 ألف أصلة، لكن العدد الباقي منها لا يمكن تقديره على وجه الدقة نظرًا لقدرتها المذهلة على التخفي، إذ يمكن للأصلة رغم ضخامة حجمها أن تختفي بشكل متقن وسط الأحراش بحيث يصعب على أمهر المتعقبين إيجادها أو اقتفاء أثرها. يحاول العالمان بارتوزيك وإيسترلنغ التفوق على دهاء الأصلة؛ وذلك عن طريق استغلال الذكور الأصغر حجمًا في موسم التزاوج لتعقب الإناث الباحثات عن شركاء للتزاوج. يزرع العالمان جهاز تعقب في جلد الذكر قبل إطلاقه في الغابة وتتبع تحركاته، وعندما يستقر الذكر في مكان واحد لفترة طويلة فإن الفريق يزوره هناك لعلهم يجدون أنثى برفقته.
حين يتعلق الأمر في التحكم بتعداد الأصلات الدخيلة؛ فإن الإناث هن الهدف، والحجم في هذه الحالة يلعب دورًا مهمًا، فكلما كانت الأنثى أكبر حجمًا كان باستطاعتها وضع بيوض أكثر. عند تشريح الأنثى العملاقة التي عُثر عليها، وجد العلماء 122 بصيلة كانت لتتحول إلى بيوض لدى التزاوج بنجاح، كان هذا انتصارًا ساحقًا للفريق والأنواع الأصلية بفلوريدا على حد سواء. لأن الأصلة البورمية من مفترسات أعلى الهرم الغذائي، فإنها تتغذى بنهم على شريحة كبيرة من فرائس الأنواع الأخرى ما يتسبب في انخفاض أعدادها وتهديد وجودها. لقد عثر الباحثون على 73 نوعًا من الحيوانات في أمعاء الأصلات التي تم التخلص منها؛ فالعديد من هذه الحيوانات هي فرائس طبيعية لفهد فلوريدا المهدد بالانقراض.
بفضل الجهود الحثيثة والأفكار المبتكرة لبارتوزيك وإيسترلنغ إلى جانب فريقهما، كاستخدام الثعابين المرشدة في موسم التزاوج، فإن أعداد الأصلات تبقى إلى حد ما تحت السيطرة. فلقد بدءا يدركان حجم المشكلة وآثارها على المنظومة البيئية، لذا فإن إيجاد هذه الأصلة العملاقة وإزالتها بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح.
أكبر ثعابين فلوريدا في قبضة العلماء
في رحلة مثيرة عبر غابات فلوريدا الكثيفة، يشق العالمان "إيان بارتوزيك" و"إيان إيسترلنغ" طريقهما وكأنهما في مَهمة للبحث عن الكنز، أدرك العالمان أنهما على مشارف إيجاد شيء هائل، لكن لم يخطر على بال أي منهما أن ما يتعقبانه عبر الأحراش: أكبر ثعبان دخيل شهدته فلوريدا على الإطلاق. فهذا الثعبان يتجاوز وزنه 97 كيلوجرامًا، فيما يصل طوله إلى أكثر من 5 أمتار.
لقد أصبحت هذه الأفعى المعروفة باسم "الأصلة البورمية" مشكلة بالنسبة لجنوب فلوريدا منذ عقود عدة، إذ إن موطنها الأصلي هو جنوب شرق آسيا، لكنها أُدخلت على الولايات المتحدة خلال السبعينيات عبر قنوات الاتجار غير القانوني بالحيوانات النادرة، منذ ذلك الحين ازدهرت الأصلة المفترسة وغدت منافسة للأنواع الأصلية على طرائدها؛ بذلك تسببت في الإخلال بالنظام البيئي وتجويع المفترسات الأخرى مما يهدد بقاءها. هنا تَدخل فريق صغير من الجهة المسؤولة عن محميات جنوب فلوريدا، وجعل من تعقب الأصلات الدخيلة ودراستها مَهمة له على أمل الحد من انتشارها وتقدير مدى الضرر البيئي الذي تحدثه بتواجدها هنا.
منذ مطلع الألفية تم التخلص من نحو 15 ألف أصلة، لكن العدد الباقي منها لا يمكن تقديره على وجه الدقة نظرًا لقدرتها المذهلة على التخفي، إذ يمكن للأصلة رغم ضخامة حجمها أن تختفي بشكل متقن وسط الأحراش بحيث يصعب على أمهر المتعقبين إيجادها أو اقتفاء أثرها. يحاول العالمان بارتوزيك وإيسترلنغ التفوق على دهاء الأصلة؛ وذلك عن طريق استغلال الذكور الأصغر حجمًا في موسم التزاوج لتعقب الإناث الباحثات عن شركاء للتزاوج. يزرع العالمان جهاز تعقب في جلد الذكر قبل إطلاقه في الغابة وتتبع تحركاته، وعندما يستقر الذكر في مكان واحد لفترة طويلة فإن الفريق يزوره هناك لعلهم يجدون أنثى برفقته.
حين يتعلق الأمر في التحكم بتعداد الأصلات الدخيلة؛ فإن الإناث هن الهدف، والحجم في هذه الحالة يلعب دورًا مهمًا، فكلما كانت الأنثى أكبر حجمًا كان باستطاعتها وضع بيوض أكثر. عند تشريح الأنثى العملاقة التي عُثر عليها، وجد العلماء 122 بصيلة كانت لتتحول إلى بيوض لدى التزاوج بنجاح، كان هذا انتصارًا ساحقًا للفريق والأنواع الأصلية بفلوريدا على حد سواء. لأن الأصلة البورمية من مفترسات أعلى الهرم الغذائي، فإنها تتغذى بنهم على شريحة كبيرة من فرائس الأنواع الأخرى ما يتسبب في انخفاض أعدادها وتهديد وجودها. لقد عثر الباحثون على 73 نوعًا من الحيوانات في أمعاء الأصلات التي تم التخلص منها؛ فالعديد من هذه الحيوانات هي فرائس طبيعية لفهد فلوريدا المهدد بالانقراض.
بفضل الجهود الحثيثة والأفكار المبتكرة لبارتوزيك وإيسترلنغ إلى جانب فريقهما، كاستخدام الثعابين المرشدة في موسم التزاوج، فإن أعداد الأصلات تبقى إلى حد ما تحت السيطرة. فلقد بدءا يدركان حجم المشكلة وآثارها على المنظومة البيئية، لذا فإن إيجاد هذه الأصلة العملاقة وإزالتها بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح.