سلمندر "طائر".. ينجو بالقفز من قمم أطول أشجار العالم!

يمتلك "السلمندر المتجول" مهارة فائقة تساعده في التحكم باتجاهه، وتخفيف سرعته أثناء الهبوط كما يفعل ممارسو رياضة القفز المظلي.

إن ذهبت يومًا للتنزه في "منتزهات ريدوود الوطنية"، موطن أطول الأشجار على الأرض، في شمال كاليفورنيا، فقد تشاهد حيوانًا غير متوقع يحلق في الأعالي بين قمم الأشجار الباسقة؛ إنه "السلمندر المتجول". حين يستشعر هذا السلمندر خطرًا وشيكًا من حيوان مفترس فإنه يلجأ إلى القفز من ارتفاعات شاهقة دون تردد، ورغم افتقاره لسدائل جلدية أو خصائص جسدية تساعده على الطيران كما هو الحال مع أنواع أخرى من البرمائيات الطائرة؛ إلا أنه يتقن بعض الحركات التي تخفف من سرعة هبوطه ليحط على الأرض بخفة ورشاقة. يستوطن نحو 200 نوع معروف من حيوانات السلمندر التي تقطن الأشجار، لكن الباحثين لم يلحظوا سلوك "الطيران" من قبل. لدراسة هذا السلوك، عمد عالم الأحياء "كريستيان براون"، من "جامعة جنوب فلوريدا" الأميركية، بمعية فريق آخر من الباحثين إلى إجراء تجربة قد تساعدهم على فهم سلوك السلمندر وقدرته على النجاة من السقوط مسافة عشرات الأمتار.

قفز مظلي.. بلا مظلة
قام الباحثون بجمع خمسة من نوع السلمندر المتجول، و 5 من ثلاثة أنواع أخرى. بعدها أطلقوا واحدة تلو الأخرى ضمن نفق هوائي رأسي لمحاكاة السقوط، وسجلوا العملية بتقنية التصوير البطيء. لاحظ الفريق أن جميع السلمندرات المتجولة تمكنت مباشرة من خفض سرعة هبوطها عن طريق التموضع على شكل نجم البحر بواسطة سيقانها وأذرعها في الهواء، كما لجأ أكثر من نصف السلمندرات المتجولة إلى استخدام الذيل للتحكم بالاتجاه. لوحظ هذا السلوك أيضًا لدى بعض الأنواع الأخرى من سلمندر الأشجار، لكنه كان أقل شيوعًا بينها إذ تقضي هذه الأخيرة معظم وقتها على الأرض.

مصممة للطيران والتسلق
تتمتع السلمندرات المتجولة بأجسام مسطحة، وتمتلك سيقانًا وأذرع طويلة نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى. يقول براون: "إن بنيتها الجسدية المميزة تجعل منها متسلقة بارعة أيضًا". لا يعتقد فريق الباحثين أن امتلاك هذه الخصائص الجسدية والمهارة العالية بهدف الفرار من المفترسات أو حال الوقوع خطًأ فحسب، بل يرون أن مهارة التحليق تخدم السلمندر في الهبوط إلى فروع أشجار أخرى بحثًا عن الطعام وشركاء التزاوج. يضيف براون: "إنها تتخذ من التحليق وسيلة للمواصلات، مستخدمة مصعد الجاذبية".

ومع تقلص الموائل وصعوبة الوصول إلى أعماق الغابة الساحلية ونقص معرفتنا بنظمها البيئية، تبرز أهمية بحوث علمية كهذه ليشكل الباحثون قاعدة بيانات كافية لتتبع التغيرات الطارئة، ووضع خطط لصون نظامها البيئي الهش. فما الذي يمكن أن نكتشفه أيضًا في أحضان غابات ريدوود القديمة.

سلمندر "طائر".. ينجو بالقفز من قمم أطول أشجار العالم!

يمتلك "السلمندر المتجول" مهارة فائقة تساعده في التحكم باتجاهه، وتخفيف سرعته أثناء الهبوط كما يفعل ممارسو رياضة القفز المظلي.

إن ذهبت يومًا للتنزه في "منتزهات ريدوود الوطنية"، موطن أطول الأشجار على الأرض، في شمال كاليفورنيا، فقد تشاهد حيوانًا غير متوقع يحلق في الأعالي بين قمم الأشجار الباسقة؛ إنه "السلمندر المتجول". حين يستشعر هذا السلمندر خطرًا وشيكًا من حيوان مفترس فإنه يلجأ إلى القفز من ارتفاعات شاهقة دون تردد، ورغم افتقاره لسدائل جلدية أو خصائص جسدية تساعده على الطيران كما هو الحال مع أنواع أخرى من البرمائيات الطائرة؛ إلا أنه يتقن بعض الحركات التي تخفف من سرعة هبوطه ليحط على الأرض بخفة ورشاقة. يستوطن نحو 200 نوع معروف من حيوانات السلمندر التي تقطن الأشجار، لكن الباحثين لم يلحظوا سلوك "الطيران" من قبل. لدراسة هذا السلوك، عمد عالم الأحياء "كريستيان براون"، من "جامعة جنوب فلوريدا" الأميركية، بمعية فريق آخر من الباحثين إلى إجراء تجربة قد تساعدهم على فهم سلوك السلمندر وقدرته على النجاة من السقوط مسافة عشرات الأمتار.

قفز مظلي.. بلا مظلة
قام الباحثون بجمع خمسة من نوع السلمندر المتجول، و 5 من ثلاثة أنواع أخرى. بعدها أطلقوا واحدة تلو الأخرى ضمن نفق هوائي رأسي لمحاكاة السقوط، وسجلوا العملية بتقنية التصوير البطيء. لاحظ الفريق أن جميع السلمندرات المتجولة تمكنت مباشرة من خفض سرعة هبوطها عن طريق التموضع على شكل نجم البحر بواسطة سيقانها وأذرعها في الهواء، كما لجأ أكثر من نصف السلمندرات المتجولة إلى استخدام الذيل للتحكم بالاتجاه. لوحظ هذا السلوك أيضًا لدى بعض الأنواع الأخرى من سلمندر الأشجار، لكنه كان أقل شيوعًا بينها إذ تقضي هذه الأخيرة معظم وقتها على الأرض.

مصممة للطيران والتسلق
تتمتع السلمندرات المتجولة بأجسام مسطحة، وتمتلك سيقانًا وأذرع طويلة نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى. يقول براون: "إن بنيتها الجسدية المميزة تجعل منها متسلقة بارعة أيضًا". لا يعتقد فريق الباحثين أن امتلاك هذه الخصائص الجسدية والمهارة العالية بهدف الفرار من المفترسات أو حال الوقوع خطًأ فحسب، بل يرون أن مهارة التحليق تخدم السلمندر في الهبوط إلى فروع أشجار أخرى بحثًا عن الطعام وشركاء التزاوج. يضيف براون: "إنها تتخذ من التحليق وسيلة للمواصلات، مستخدمة مصعد الجاذبية".

ومع تقلص الموائل وصعوبة الوصول إلى أعماق الغابة الساحلية ونقص معرفتنا بنظمها البيئية، تبرز أهمية بحوث علمية كهذه ليشكل الباحثون قاعدة بيانات كافية لتتبع التغيرات الطارئة، ووضع خطط لصون نظامها البيئي الهش. فما الذي يمكن أن نكتشفه أيضًا في أحضان غابات ريدوود القديمة.