أدلة تكشف حجم الدمار الذي حل بكوكب الأرض يوم انقراض الديناصورات
قبل حوالى 66 مليون عام، اخترق كويكب -يبلغ عرضه نحو 12 كيلومترًا- غلاف كوكب الأرض، وارتطم بالمياه المقابلة لساحل "شبه جزيرة يوكاتان" مخلفًا فوهة هائلة يبلغ عرضها حوالى 177 كيلومتر؛ تُعرف الآن باسم "تشيكشولوب". أطلق هذا الاصطدام سلسلة من الأحداث البيئية التي غيّرت شكل الحياة على كوكب الأرض، وتمثل الأثر الفوري في اندلاع حرائق الغابات وتشكّل موجات تسونامي المدمرة على مدى آلاف الكيلومترات؛ أتبع ذلك تحول النمط المناخي إلى احتباس حراري مفاجئ تسبب في انقراض نحو 75 بالمئة من جميع الكائنات الحية آنذاك. اكتشف العلماء مؤخرًا نِقاطًا بيضاء صغيرة ضمن صخور "نهر برازوس" في تكساس الأميركية، قد تضم في تركيبتها أدلة حول الحدث الكارثي.
اتضح من دراسة هذه النقاط الحجرية البيضاء الصغيرة، والتي أطلق عليها اسم "لابيلي"، أن اصطدام الكويكب بسرعة وقوة فائقتين تسبب في تبخر طبقة سميكة من الصخور في غضون ثوان، وأطلق سحابة هائلة من الغازات الملتهبة والركام إلى عنان السماء. تشكلت حصوات "لابيلي" لدى درجة حرارة 155 درجة مئوية بطريقة مشابهة لتشكل البَرَد في الغيوم، إذ عمل الكربون المتبخر على إلصاق شظايا الصخور المتفتتة كما الصمغ قبل أن تهطل من السماء على مساحات شاسعة تشمل المكسيك وبيليز وولايتي تكساس ونيوجيرسي أيضًا.
تشكلت حصى "لابيلي" بين سحب الغبار والبخار الهائجة لدى حرارة تبلغ 155 درجة مئوية، دلالةٌ على أن مساحة الدمار الأولية قد تخطت الفوهة ذاتها بآلاف الكيلومترات. ارتفعت درجة الحرارة في المناطق المحيطة بموقع الاصطدام بما يكفي لاضرام النيران في النباتات تلقائيًا ونشوب حرائق غابات امتدت لمسافة 2400 كيلومتر تقريبًا. تساقطت شظايا الركام الملتهبة من السماء التي أسهمت في تسخين الهواء ورفع درجات الحرارة بصورة فورية؛ بينما أطلق تبخر الصخور في عمق الأرض فيضًا من الكبريت وثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء إلى الغلاف الجوي. تعد هذه الحصوات الباقية إلى يومنا دليلًا على مقدار ثاني أوكسيد الكربون الذي بقي حبيسًا في الغلاف الجوي بعد الحدث الكارثي متسببًا في جر الكوكب نحو احتباس حراري طويل الأمد. تفيد هذه البيانات في رسم مسار توقعي لوضع الاحتباس الحراري والكوارث المرتبطة به في الأفق القريب.
دراسة كميات الكبريت والكربون التي أطلقها الاصطدام في الغلاف الجوي تساعد الباحثين على فهم أسباب الانقراض الكبير الذي أفنى الديناصورات إلى جانب الكثير من الأنواع الأخرى، والتوصل إلى فهم أعمق لحدث الانقراض الجماعي الذي نواجهه اليوم. قد لا تكون آثاره الكارثية فورية كما في حال اصطدام كويكب بالأرض، لكن أعداد الكائنات المنقرضة نتيجة غازات الدفيئة والتغيرات المتسارعة التي يشهدها الكوكب سوف تترك بصمتها لألفية مقبلة.
أدلة تكشف حجم الدمار الذي حل بكوكب الأرض يوم انقراض الديناصورات
قبل حوالى 66 مليون عام، اخترق كويكب -يبلغ عرضه نحو 12 كيلومترًا- غلاف كوكب الأرض، وارتطم بالمياه المقابلة لساحل "شبه جزيرة يوكاتان" مخلفًا فوهة هائلة يبلغ عرضها حوالى 177 كيلومتر؛ تُعرف الآن باسم "تشيكشولوب". أطلق هذا الاصطدام سلسلة من الأحداث البيئية التي غيّرت شكل الحياة على كوكب الأرض، وتمثل الأثر الفوري في اندلاع حرائق الغابات وتشكّل موجات تسونامي المدمرة على مدى آلاف الكيلومترات؛ أتبع ذلك تحول النمط المناخي إلى احتباس حراري مفاجئ تسبب في انقراض نحو 75 بالمئة من جميع الكائنات الحية آنذاك. اكتشف العلماء مؤخرًا نِقاطًا بيضاء صغيرة ضمن صخور "نهر برازوس" في تكساس الأميركية، قد تضم في تركيبتها أدلة حول الحدث الكارثي.
اتضح من دراسة هذه النقاط الحجرية البيضاء الصغيرة، والتي أطلق عليها اسم "لابيلي"، أن اصطدام الكويكب بسرعة وقوة فائقتين تسبب في تبخر طبقة سميكة من الصخور في غضون ثوان، وأطلق سحابة هائلة من الغازات الملتهبة والركام إلى عنان السماء. تشكلت حصوات "لابيلي" لدى درجة حرارة 155 درجة مئوية بطريقة مشابهة لتشكل البَرَد في الغيوم، إذ عمل الكربون المتبخر على إلصاق شظايا الصخور المتفتتة كما الصمغ قبل أن تهطل من السماء على مساحات شاسعة تشمل المكسيك وبيليز وولايتي تكساس ونيوجيرسي أيضًا.
تشكلت حصى "لابيلي" بين سحب الغبار والبخار الهائجة لدى حرارة تبلغ 155 درجة مئوية، دلالةٌ على أن مساحة الدمار الأولية قد تخطت الفوهة ذاتها بآلاف الكيلومترات. ارتفعت درجة الحرارة في المناطق المحيطة بموقع الاصطدام بما يكفي لاضرام النيران في النباتات تلقائيًا ونشوب حرائق غابات امتدت لمسافة 2400 كيلومتر تقريبًا. تساقطت شظايا الركام الملتهبة من السماء التي أسهمت في تسخين الهواء ورفع درجات الحرارة بصورة فورية؛ بينما أطلق تبخر الصخور في عمق الأرض فيضًا من الكبريت وثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء إلى الغلاف الجوي. تعد هذه الحصوات الباقية إلى يومنا دليلًا على مقدار ثاني أوكسيد الكربون الذي بقي حبيسًا في الغلاف الجوي بعد الحدث الكارثي متسببًا في جر الكوكب نحو احتباس حراري طويل الأمد. تفيد هذه البيانات في رسم مسار توقعي لوضع الاحتباس الحراري والكوارث المرتبطة به في الأفق القريب.
دراسة كميات الكبريت والكربون التي أطلقها الاصطدام في الغلاف الجوي تساعد الباحثين على فهم أسباب الانقراض الكبير الذي أفنى الديناصورات إلى جانب الكثير من الأنواع الأخرى، والتوصل إلى فهم أعمق لحدث الانقراض الجماعي الذي نواجهه اليوم. قد لا تكون آثاره الكارثية فورية كما في حال اصطدام كويكب بالأرض، لكن أعداد الكائنات المنقرضة نتيجة غازات الدفيئة والتغيرات المتسارعة التي يشهدها الكوكب سوف تترك بصمتها لألفية مقبلة.